رئيس باكستان يفكر في سيناريوهات للخروج من الازمة

> اسلام اباد «الأيام» سايمون كاميرون مور:

>
محامون باكستانيون أثناء تظاهرهم في كراتشي أمس
محامون باكستانيون أثناء تظاهرهم في كراتشي أمس
قبل ستة أشهر نفى الرئيس الباكستاني برويز مشرف شائعات عن حدوث انقلاب ضده بينما كان يقوم بجولة في الخارج وقال للباكستانيين حينها ان بلادهم ليست "جمهورية للموز حيث تحدث هذه الانقلابات فجأة." لكن مع تنامي الشعور بالازمة السياسية المتفاقمة يحتاج الباكستانيون الى تأكيدات جديدة الآن لكن هذه المرة أزمة مشرف حقيقية ويبدو انه هو الذي أدخل نفسه فيها.

فمحاولة الرئيس الباكستاني عزل كبير القضاة في البلاد والاستخدام المفرط للقوة لإسكات وسائل الإعلام الباكستانية والاحتجاجات خلقت أكبر تحد لسلطة مشرف على الدولة الإسلامية منذ توليه الرئاسة عقب انقلاب قبل سبع سنوات ونصف.

وألقى مئات المحامين الباكستانيين الحجارة على الشرطة يوم السبت بعد أن أطلقت الشرطة الغازات المثيرة للدموع لانهاء تجمع عند المحكمة العليا في لاهور للاحتجاج على اجراءات لعزل كبير قضاة البلاد.

وفي مطلع الاسبوع تفاقمت المصادمات بين الشرطة الباكستانية والمحامين بسبب وقف كبير القضاة افتخار تشودري عن العمل منذ التاسع من مارس مما دفع مشرف للقول إن هناك متآمرين يثيرون الاضطرابات ويقلبون الناس ضده.

وسارعت الولايات المتحدة التي تخشى من حدوث اضطرابات في دولة حليفة لها وجارة لصيقة لافغانستان وايران بالدعوة الى ضبط النفس وتحكيم العقل.

ودعا متحدث باسم الخارجية الأمريكية يوم الجمعة لأن يتحلى الطرفان بضبط النفس. وتعتبر الولايات المتحدة مشرف حليفا مهما لها في الحرب على الإرهاب.

وأثارت محاولة التخلص من تشودري غضب المحامين ووحدت أحزاب المعارضة ضد مشرف الذي من المتوقع أن يسعى للفوز بفترة ولاية أخرى خلال الانتخابات في وقت لاحق من العام الجاري.

وأثار وقف تشودري عن العمل الشكوك بأن مشرف يخشى من أن يعارض القاضي صاحب الآراء المستقلة أي تحرك من جانبه للحفاظ على منصبه كقائد للجيش الذي يتعين على رئيس الجمهورية أن يتخلى عنه هذا العام بموجب الدستور.

وأمس الأول الاحد دارت من جديد طاحونة الشائعات ووصلت الى أبعاد جديدة ودار الحديث عن تعليق الدستور وان البرلمان والمجالس الاقليمية حلت وأعلنت الاحكام العرفية في البلاد.

كانت مجرد شائعات لكن المحللين يقولون ان هذا يمكن ان يحدث فعلا.

وقال نجم سيثي رئيس تحرير صحيفة ديلي تايمز "مشرف يمكن ان يعلن الاحكام العرفية ويمكن ان ينسحب سياسيا ويعلن ان هذا نصر." وباكستان التي يديرها الجنرالات منذ أكثر من 60 عاما حين انفصلت البلاد عن الهند وأصبحت وطنا لمسلمي جنوب آسيا اعتادت ان ترى قادتها يلجأون الى اجراءات تنم عن اليأس.

بدأت الازمة الاخيرة في التاسع من مارس الجاري بوقف كبير القضاة. ولم تكشف السلطات تفاصيل بشأن الاتهامات ضد تشودري الا ان وكالة انباء مملوكة للحكومة اشارت الى اتهام "بسوء السلوك واساءة استخدام السلطة".

ويضطلع تشودري أيضا بقضايا تتعلق بحقوق الانسان ودعا السلطات للكشف عن مصير أشخاص اختفوا بعد احتجازهم.

وقالت الصحف إن الاشتباكات اضرت بمصداقية الحكومة وإن التحرك ضد القضاة ووسائل الإعلام ستكون له آثار سلبية على الانتخابات المقبلة. ونددت جماعات حقوقية واعلامية دولية بتحرك الشرطة.

إلا أن مشرف أبلغ حشدا بأن هناك مؤامرة تحاك ضده وان المتآمرين يحاولون إلقاء اللائمة عليه ويقفون وراء الاغارة على قناة تلفزيونية.

ورفض تشودري أن يستقيل وحددت اقامته في منزله وسدت الشرطة كل السبل للوصول اليه. ومثل تشودري مرتين أمام هيئة قضاة تنظر في الدعوى ضده.

وأمرت الهيئة يوم الجمعة برفع القيود المفروضة عليه وقال أحد محاميه إنه أصبح الآن حرا. ونفت الحكومة وضعه تحت الاقامة الجبرية في أي وقت.

وأظهرت لقطات تلفزيونية الشرطة وهي تضرب محامين في لاهور وتجتاح مكاتب قنا ة تلفزيونية للاخبار خلال مظاهرات جرت في اسلام اباد يوم الجمعة وأثار ذلك غضب الشعب على مشرف.

وقال مشرف في اليوم التالي "من يحيك هذه المؤامرة حتى يلقى كل شيء علي." ويقول محللون ان مشرف سيخسر ما بقي له من ثقة الباكستانيين اذا أنزل الجيش الى الشوارع.

ويرون ان الخيار الافضل أمامه هو ان يكسب الوقت ويصلح الخلافات بينه وبين بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة التي تعيش في المنفى باختيارها.

ومهما يفعل مشرف ومهما تكن اختيارته فقد ضعف موقفه في العام الذي يسعى فيه للفوز بفترة رئاسية أخرى.

وقال سيثي "هذا موقف ليس أمامه فيه أي فرصة للفوز.

"الخيارات أمامه واضحة للغاية اما المزيد من الديمقراطية أو المزيد من القمع." ويعني المزيد من الديمقراطية تخليه عن دوره كقائد للجيش وربما تشكيل تحال فات مع سياسيين تقدميين مثل بوتو التي رأست الحكومة مرتين.

اما خيار المزيد من القمع فيعني التراجع عما وعد به من اجراء انتخابات عامة ومحلية نزيهة والمقررة هذا العام او بداية العام القادم.

ومثل مشرف ترى بوتو ان التطرف الديني هو الخطر الاعظم على باكستان لكنها لن تكون في عجلة من أمرها لتتحالف مع رئيس متهم بانتهاك الدستور والتهوين من شأن كبير القضاة.

وقال أحمد راشد وهو صحفي باكستاني يحظى باحترام دولي "مشرف أصبح كالبطة العرجاء. النظام أصيب بالشلل بوجوده".

وظهرت على السطح توترات بين المؤسسة الباكستانية التي تقوم على قوة مختلطة عسكرية ومدنية مع تحول الغضب الى الداخل بسبب أزمة كبير القضاة وكيفية التعامل معها.

وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه "قد تطير بعض الرؤوس." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى