استاد إب .. زيدي ماء زيدي طحين

> «الايام الرياضي» علي باسعيدة:

> 220 مليون ريال هي آخر التصورات التي رفعتها محافظة إب ووزارة الشباب والرياضة وذلك لمعالجة القصور في استاد إب الدولي حتى يكون جاهزاً للافتتاح في شهر مايو المقبل بمناسبة الذكرى الـ17 لقيام الجمهورية اليمنية .

ففي الوقت الذي سمعنا فيه الكثير عن جاهزية الملعب الذي استغرق بناؤه اكثر من 20 عاماً والتي هي كفيلة ببناء دول بحالها وليس ملعباً لكرة القدم فقط نرى ايضاً كم هي الفواتير الخاصة التي تتطاير تباعاً والتي لا تخلو من الستة أصفار ، ولن تكون آخرها الـ (220 مليون ) التي أضيفت للارقام السابقة التي تجاوزت المليارين وكأننا نريد بناء مدينة رياضية أو إعادة بناء ملعب كاستاد «ويمبلي» الشهير، أو أننا نجهز ملعباً بمواصفات ملعب الامارات الخاص بنادي الآرسنال .

حنفية الريالات التي لازالت مفتوحة على الآخر والتي قد تتساوى مع حبات «الطوب» التي وضعت لبناء الاستاد هل لها من نهاية ؟ وأين هي خطط المشرفين على بناء الاستاد وأين يكمن دور الوزارة ؟ .. والحقيقة أن ما نسمعه عن الاستاد من روايات وحكايات تحير وتطير بالعقل اذا كان هناك حقاً عقل يفكر ويخطط للمستقبل الرياضي في بلادنا التي تتهيأ لاستقبال العديد من الاحداث الرياضية الكبرى وفي مقدمتها احداث خليجي 20 ، ونحن لاتزال جهودنا وتخطيطنا ينصبان في انشاء استاد رياضي سيصبح بعد سنة او سنتين بحاجة الى إعادة بناء مرة أخرى .

قضية المنشآت الرياضية بحاجة الى وقفة مسؤولة وإلى جهات رقابية أكثر صرامة وإلى التعامل مع شركات دولية مشهود لها بالكفاءة في بناء المدن الرياضية والاستادات الضخمة بدلاً من العبث بالاموال والاوقات في استادات «سفري» تبنى بسرعة السلحفاة ولاينطبق عليها لقب استاد دولي كما هو حاصل مع ملعب «المريسي» في الوقت الذي تعاني فيه خزينة الشباب والرياضة من الفقر وعدم وجود السيولة الكافية التي تمنع بكاء مسئولي الاندية ، التي تقف على أندية «دكاكينية» وملاعب «ترابية» وفي نهاية المطاف تجد رؤساء الاندية واقفين عند أبواب الوزارة ورجال الاعمال «لله يا محسنين» .

هذه هي الصورة الحقيقية للواقع الرياضي في بلادنا الذي يبدو أن «دودة» الفساد تحصلت على ضالتها لترتع فيه وتلعب فيه كيفما تشاء وسط غفلة جهاز الرقابة وموت «ضمير» المسؤولين المباشرين الذين لم تقدر أن تحدد لهم البداية، فما بالك في النهاية لكثرتهم .

كنت أتمنى أن نكون أكثر شفافية لنعرف ماهي هذه التصورات وماهية نوع الخدمة او الكفاءة الهندسية التي تعمل في مثل هذه الاستادات حتى تستهلك كل هذه الريالات التي تسبقها الاصفار الستة ومافوق ، إلا أن ذلك لم يفصح عنه ولن يفصح عنه .. لذلك فإن استاد إب هو بحق «معجزة رياضية» تستحق أن تقرأ وتدرس في كيفية العبث بالمال العام والتلاعب بأعصاب الشباب وحرمانهم من اللعب في ملعب محترم كبقية أقرانهم في الدول الاخرى .. فلنردد ونقول : زيدي ماء زيدي طحين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى