تحديات مهمة ما تزال امام العراق

> بغداد «الأيام» حاي ديشموخ :

>
السفير الاميركي زلماي خليل زاد وبجانبه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
السفير الاميركي زلماي خليل زاد وبجانبه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
قال السفير الاميركي المنتهية ولايته في العراق زلماي خليل زاد أمس الأحد ان من سيخلفه في منصبه يواجه تحديات مهمة لكنه شدد رغم ذلك على ان هذا البلد الذي مزقته الحروب "يسير في الاتجاه الصحيح".

ويغادر خليل زاد الافغاني الاصل الذي تسلم مهامه في بغداد في 21 حزيران/يونيو 2005، تاركا وراءه تداعيات صراع مذهبي وهجمات يشنها مسلحون.

ورغم الاوضاع الامنية الصعبة، ابلغ خليل زاد المتفائل مجموعة من الصحافيين الغربيين ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح.

وعبر في هذا الصدد عن "الارتياح كون العراق يسير في الاتجاه الصحيح بشكل عام لكن هناك تحديات مهمة وانا متفائل بالتغييرات التي عايشتها في الاشهر المنصرمة".

واضاف السفير (56 عاما)، وهو مؤلف لعدد من الكتب فضلا عن كتابة المقالات، ان الاوضاع في العراق "افضل مما كانت عليه قبل عدة اشهر. فالامن يتحسن في بغداد (..) وصحيح ان تصاعد العمليات العسكرية لم يتوقف بعد لكن بشكل اجمالي هناك شعور بان الامور آخذة بالتحسن على الصعيد الامني".

ويشارك حوالى 85 الف جندي اميركي وعراقي في خطة امن بغداد "فرض القانون" التي انطلقت منتصف الشهر الماضي.

وتابع خليل زاد ان "مستوى العنف المذهبي تراجع بنسبة كبيرة قياسا بما كان عليه قبل اشهر على الرغم من استمرار بعض فرق الموت والارهابيين في انشطتهم".

واشار الى تحقيق تقدم في المسائل الاقتصادية الرئيسية مثل اتفاق الشيعة والسنة والاكراد على قانون النفط والغاز.

واكد السفير الاميركي "اتفقت الاطراف الثلاثة على اساسيات القانون القائمة على وجود حساب واحد والمشاركة في الموارد، انه امر في غاية الاهمية فنحن نتحدث هنا عن الاف مليارات الدولارات التي قد تكون سببا لوحدة البلاد او تفككها".

ويتباهى السفير الاميركي بان الاسس لتحقيق التقدم في المستقبل قد وضعت وان الامر يعود الى خلفه السفير لدى باكستان راين كروكر لمتابعتها.

واوضح في هذا الاطار "تم وضع التصاميم والان وقت التنفيذ والمتابعة والنتيجة يجب ان تكون وفقا لهذه الاسس، هناك حاجة للقيام بالمزيد وهذه مهام من سيخلفني".

ونصح كروكر بشرب الشاي والقهوة بكثافة في اجتماعات العراقيين وان يكون دائما في خدمتهم في اي وقت من الاوقات.

واكد ان "نجاحهم هو نجاح لنا كما ان فشلهم لا سمح الله سيكون فشلا لنا"، وتوجه الى العراقيين قائلا "انا جاهز بشكل دائم ليلا نهارا بامكاني تناول الشاي والقهوة قدر ما تتناولونها ولذا لا تتردوا في الاتصال بي".

وخلال مدة عمله التي استمرت 21 شهرا، نظر العديد من الشيعة الى خليل زاد على انه سني بينما كان يشجع قادة هذه الطائفة على الانضمام الى العملية السياسية.

وقال "ادركت منذ البداية ان المسالة المهمة كانت التوصل الى اتفاق بين العراقيين حول القضايا الرئيسية التي تقسم البلاد".

واضاف خليل زاد "الاولوية كانت دفع العرب السنة الذين قاطعوا الانتخابات السابقة الى المشاركة في العملية السياسية كوسيلة لعزل الارهابيين كالقاعدة"..وتابع "اعتقد اننا حققنا تقدما في هذا المجال".

الى ذلك، ورغم دعوته الى التعاون بين العراق والدول المجاورة، وصف خليل زاد السياسة الايرانية تجاه العراق بانها تعاني من "انفصام الشخصية" لانها تؤيد الحكومة وتقدم الدعم للميليشيات المتطرفة في الوقت ذاته,واضاف "اعتقد ان لدى ايران سياسة انفصام في الشخصية او خليط" تجاه العراق.

واوضح انه رغم الدعم الايراني للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، فان ايران تلعب دورا في مساعدة الميليشيات المتورطة حاليا في صراع مذهبي.

وتابع "انها من جهة ترحب بالتغيير وتعرب عن دعمها للحكومة العراقية ولكن من جهة اخرى هناك ادلة واضحة تؤكد قناعتي، لانني ادقق في هذه الامور بحذر شديد، بانها تقدم الدعم للميليشيات والمجموعات المتطرفة بالسلاح والمال والتدريبات".

وقال خليل زاد ان "ايران تؤيد الاطاحة بنظام صدام حسين كما انها تؤيد مشروع الديموقراطية في العراق لانها تعتقد ان كون الشيعة غالبية هو امر جيد ولكن في الوقت ذاته فان سياستها اسفرت عن فشل الائتلاف وممارسة الضغوط عليه"..واضاف "في هذا الاطار، تعمل ايران ضد صالح الغالبية في الحكومة".

وغالبا ما تتهم واشنطن طهران بانها تقدم مساعدات مالية ولوجستية للميليشيات الشيعية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى