> طهران «الأيام» ا.ف.ب :

البحارة أثناء تناولهم وجبة الغداء
البحارة أثناء تناولهم وجبة الغداء
بث التلفزيون الايراني مساء أمس الأربعاء المشاهد الاولى عن البحارة البريطانيين ال15 الذين اعتقلوا الجمعة في الخليج، وبينهم المرأة التي اقرت بانهم "دخلوا" المياه الايرانية.

وفي الوقت نفسه، اكدت طهران ان التحقيق اثبت ان الاعتقال حصل في المياه الايرانية، الامر الذي تنفيه لندن، موضحة ان العديد من البحارة البريطانيين اعترفوا بذلك.

واظهر تلفزيون العالم الرسمي الناطق باللغة العربية فاي تورني (26 عاما) التي ترتدي منديلا اسود وبحارة اخرين يتناولون وجبة غذائية، وذلك بعد ساعات من اعلان لندن تعليق علاقاتها الرسمية مع ايران.

وقالت تورني بالانكليزية في شريط الفيديو "اعتقلنا يوم الجمعة في 23 اذار/مارس، لا شك اننا دخلنا مياههم الاقليمية".

وسارعت لندن الى الاعتراض على نشر هذا الشريط، مؤكدة ان المشاهد "مرفوضة بالكامل".

واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت مساء الاربعاء عن قلقها ازاء "اي مؤشر لضغوط" قد يكون تعرض لها البحارة البريطانيون.

وقالت بعد عرض التلفزيون الايراني مشاهد للبحارة البريطانيين انها "منزعجة جدا" لبث هذه الصور التي كانت وزارة الخارجية اعتبرت انها "غير مقبولة بتاتا".

واظهر التلفزيون الايراني ايضا رسالة بالانكليزية قال ان تورني كتبتها لعائلتها.

واوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه تم تسليم الرسالة الى السفير البريطاني جيفري ادامز.

وفي شكل متزامن، صرح مسؤول رفض كشف هويته للوكالة الايرانية ان "المرحلة الاولى من التحقيقات التقنية حول مكان الاعتقال (...) انتهت واظهرت النتائج ان الجنود اعتقلوا في المياه الايرانية".

واضاف ان "بعض الجنود البريطانيين اكدوا انهم اوقفوا في المياه الايرانية واسفوا لذلك".

من جهته، اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالا برئيس الوزراء البريطاني توني بلير بواسطة الدائرة المغلقة وابلغه "دعمه الكامل" في قضية اعتقال ايران للبحارة البريطانيين، وفق ما اعلن البيت الابيض.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني افاد في وقت سابق انه سيتم الافراج عن فاي تورني (26 عاما) "خلال يوم او يومين".

وجاء اعلان لندن تعليق علاقاتها الثنائية مع طهران على لسان بيكيت امام مجلس العموم، وكانت اختصرت أمس الأول زيارة لتركيا.

ويعني هذا التعليق وقف الزيارات الرسمية ووقف منح المسؤولين الايرانيين تأشيرات دخول، وذلك بحسب متحدث باسم الخارجية البريطانية اوضح ايضا ان القرار يشمل العلاقة بين الحكومتين,وقبيل اعلان بيكيت، اكد بلير تصميم حكومته على زيادة الضغوط على ايران.

وقال "حان الوقت لزيادة الضغوط الدبلوماسية والدولية" على طهران، مضيفا ان "لا مبرر على الاطلاق" لاحتجازهم العسكريين.

لكن طهران قللت من اهمية قرار لندن، وقال دبلوماسي ايراني رفض كشف هويته ان "العلاقات بين طهران ولندن باردة ومعدومة منذ وقت طويل وتصريحات وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت ليست امرا جديدا",ولا تزال ايران وبريطانيا تختلفان حول الموقع الذي احتجز فيه البحارة.

من ناحيته اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء ان دبلوماسيين اتراكا قد يلتقون العسكريين البريطانيين، بحسب وكالة انباء الاناضول.

ونقلت الوكالة عن اردوغان قوله للصحافيين عقب لقائه وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي على هامش القمة العربية في الرياض "توقعوا تطورا ايجابيا في اي لحظة" في الازمة.

ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية عقد مثل هذا الاجتماع ودعت الى التعامل مع هذا التصريح "بحذر".

وتقول لندن ان البحارة ال15 كانوا يقومون بعمليات "روتينية" لمكافحة التهريب اثناء اعتقالهم تحت تهديد السلاح.

وتشير تكهنات الى ان طهران قد تستخدم المحتجزين لمقايضتهم بخمسة ايرانيين تحتجزهم القوات الاميركية في العراق او للحصول على تنازلات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.

الا ان مارغريت بيكيت قالت ان لندن تلقت تأكيدات من السلطات الايرانية ان اعتقال عناصر البحرية البريطانية لا علاقة له بملفات اخرى.

واضافت ان السلطات الايرانية "اكدت لنا ان لا علاقة بين هذه المسألة وقضايا اخرى على المستوى الثنائي او الاقليمي او الدولي".

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مصادر لم تكشفها ان الحرس الثوري الايراني يحقق مع البحارة البريطانيين لمعرفة ما اذا كانوا يقومون بمهمة تجسس.