> الرياض «الأيام» ا.ف.ب:

العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز
العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز
وجه العاهل السعودي الذي تعتبر بلاده من اهم حلفاء واشنطن في المنطقة، انتقادات شديدة الى الولايات المتحدة واصفا وجودها العسكري فيالعراق بانه "غير مشروع" ومؤكدا ان القوى الخارجية لا يجب ان تقرر مصير المنطقة، وذلك في افتتاح القمة العربية أمس الاربعاء.

وقال الملك عبدالله بن عبد العزيز في كلمة امام القادة العرب في افتتاح قمة الرياض "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الاخوة في ظل احتلال اجنبي غير مشروع".

واضاف ان "الطائفية البغيضة تهدد بحرب اهلية في هذا البلد" الغارق في العنف.

الى ذلك، اعتبر العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز ان القوى الخارجية لا يجب ان ترسم مستقبل الدول العربية في اشارة الى الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم والتي تتمتع بنفوذ سياسي وعسكري كبير في الشرق الاوسط.

وقال الملك عبدالله "اول خطوة في طريق الخلاص هي ان نستعيد الثقة في انفسنا وفي بعضنا البعض فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية واذا عادت المصداقية هبت رياح الامل على الامة".

واضاف "عندها لن نسمح لقوى من خارج المنطقة ان ترسم مستقبل المنطقة ولن يرفع علم على ارض العرب سوى علم العروبة".

وتابع العاهل السعودي "انني رغم دواعي اليأس مليء بالامل ورغم اسباب التشاؤم متمسك بالتفاؤل، ورغم العسر اتطلع الى اليسر".

ودعا الملك عبدالله العرب "إلى بداية جديدة تتوحد فيها قلوبنا وتلتحم صفوفنا".

وتاتي تصريحات العاهل السعودي بينما يتوقع ان تجدد قمة الرياض التمسك بالمبادرة العربية للسلام مع اسرائيل والتي كانت السعودية في اساس طرحها واقرارها عام 2002.

الى ذلك، دعا العاهل السعودي في افتتاح قمة الرياض التي تختتم اليوم الخميس الى رفع الحصار عن الفلسطينيين للسماح لعملية السلام بان "تتحرك".

وقال "اصبح من الضروري انهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة"، في اشارة الى المقاطعة الدولية منذ تولت حركة حماس رئاسة الحكومة في الاراضي الفلسطينية.

واعتبر ان رفع الحصار من شأنه ان يتيح "لعملية السلام ان تتحرك في جو بعيد عن القهر والاكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ان شاء الله".

وما زالت واشنطن ترفض التعامل مع اعضاء الحكومة الفلسطينية المنتمين الى حركة حماس التي تعتبرها منظمة ارهابية بالرغم من اتفاق مكة الذي تم التوصل اليه بين الفلسطينيين برعاية سعودية والذي نتج عنه حكومة وحدة وطنية تعترف بمقررات الشرعية الدولية والقمم العربية والاتفاقيات التي ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية.

وعلى صعيد آخر، انتقد الملك عبدالله تحرك المعارضة اللبنانية المستمر منذ اربعة اشهر والذي يترافق مع ازمة سياسية خانقة لم تحل حتى الآن بالرغم من الجهود التي تبذل لذلك وخاصة السعودية منها.

وقال العاهل السعودي "في لبنان الذي كان يضرب به المثل في التعايش والازدهار، يقف الوطن مشلولا عن الحركة، وتتحول شوارعه الى فنادق وتوشك الفتنة ان تكشر عن انيابها".

وتنظم المعارضة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله الشيعي، اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت للمطالبة بسقوط الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة المدعوم من الغرب والسعودية.

من جهته، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في خطاب عند افتتاح القمة التي دعي اليها على غرار العديد من المسؤولين الدوليين ان "منطقة الشرق الاوسط باتت اكثر تعقيدا وضعفا وخطرا من اي وقت مضى".

واضاف "في العالم العربي، الجرح الذي لم يندمل -- رغم مرور اربعين عاما-- يتمثل في استمرار احتلال الاراضي العربية ورفض المطالب الشرعية للفلسطينيين لاقامة دولة".

وشدد على ان "اساس الحل واضح: انهاء الاحتلال (الاسرائيلي) الذي بدأ عام 1967 وانشاء دولة فلسطينية بجانب الدولة الاسرائيلية".

وتطرق بان الى لبنان مؤكدا ان "عدم الاستقرار السياسي يهدد بتدمير احد اكثر المجتمعات حيوية في المنطقة".

وتابع "في العراق، يستمر العنف في التسبب بحصيلة يومية من الضحايا المدنيين، ما يشكل صدمة كبيرة".

وتنعقد القمة العربية التاسعة عشرة بحضور وفود من كل الدول العربية باستثناء ليبيا وذلك في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في الرياض.

وافتتح اعمال القمة الرئيس السوداني عمر البشير بصفته رئيس الدورة المنتهية، وذلك بعد ان اجتمع مندوبو الدول العربية ووزراء الخارجية العرب في الرياض خلال الايام الماضية لاعداد مشاريع القرارات التي سيتناولها القادة العرب.

ووحدها ليبيا تقاطع القمة كليا، بينما يحضر قادة 17 عضوا في الجامعة العربية.

ويعقد القادة جلسات مغلقة على ان تختتم القمة بجلسة علنية اليوم الخميس.