> قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الأربعاء إن القمة العربية لن تطلق مبادرة لحل الأزمة السياسية اللبنانية لكنه أضاف أن الجهود السعودية الرامية إلى دفع اللبنانيين نحو تسوية تقبلها كل الأطراف ستستمر.

وتحتل الأزمة اللبنانية مرتبة متقدمة على جدول أعمال قمة الزعماء العرب التي افتتحت في العاصمة السعودية الرياض. ولا تلوح في الأفق حتى الآن بوادر نهاية للمواجهة المستمرة منذ خمسة أشهر بين ائتلاف السنيورة الحاكم والمعارضة التي يقودها حزب الله.

وأدت تلك الأزمة إلى تمثيل لبنان في القمة بوفدين أحدهما بقيادة السنيورة الذي يحظى بدعم السعودية والآخر بقيادة الرئيس إميل لحود الموالي لسوريا والذي يدعم المعارضة.

ونقل المكتب الإعلامي للسنيورة عنه قوله في بيان من الرياض إنه يعتقد أن الجهود الطيبة التي تبذلها المملكة مستمرة لكن "ليس هناك مبادرة" بالمعنى الحرفي للكلمة.

وأضاف أن هناك رغبة في استمرار تلك الجهود وتحقيق تقدم في الحوار الجاري في لبنان.

وكان سعد الحريري زعيم الأغلبية في البرلمان اللبناني قد عقد عدة اجتماعات في بيروت خلال الشهر الجاري مع رئيس البرلمان نبيه بري وهو أيضا من زعماء المعارضة بناء على طلب المملكة السعودية لكنها فشلت في الاتفاق على تسوية.

وتطالب المعارضة بحق النقض في حكومة موسعة. وبدأت المواجهة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي عندما استقال وزراء المعارضة من الحكومة وأعلنوا أنها غير دستورية.

ويقول الائتلاف الحاكم إن حملة المعارضة تهدف إلى عرقلة محكمة تابعة للأمم المتحدة لمحاكمة المشتبه بضلوعهم في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحرير عام 2005.

ويقول حزب الله وحلفاؤه إنهم لا يعترضون على المحكمة من حيث المبدأ لكنهم يريدون مناقشة تفويضها. ويتهم الائتلاف الحاكم سوريا بقتل الحريري لكن دمشق تنفي أي صلة لها بالحادث.

وقال مكتب السنيورة إن رئيس الوزراء عقد محادثات أمس الأول مع العاهل السعودي الملك عبد الله. كما عقد الملك عبد الله محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد هي الأولى من نوعها خلال عدة شهور بعد أن تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب لبنان.

وقال مسؤولون يرافقون لحود إن الوساطة التي تقوم بها السعودية والجامعة العربية أدت إلى موافقة الوفدين اللبنانيين على صيغة مادة في البيان الختامي للقمة يعرب فيها الزعماء العرب عن دعمهم للبنان وإنشاء محكمة الحريري. رويترز