> مقديشو «الأيام» وكالات :

وبعد سقوطها في العاصمة الصومالية مقديشو أمس
وفي حين اختبأ السكان المذعورون في منازلهم شاهد صحفيون من أسطح المنازل طائرتي هليكوبتر اثيوبيتين تطلقان النار على معقل للمسلحين قبل أن تصاب احداهما بصاروخ أو بقذيفة صاروخية.
وقال أحد الشهود وهو الصحفي السويسري يوجين سورج لرويترز إن "الدخان تصاعد من القمرة وتغير مسارها باتجاه المحيط" وأضاف "تحطمت عند الطرف الجنوبي لمدرج المطار".
وقالت شاهدة عيان اسمها راقية محي الدين لوكالة الاسوشيتيد برس ان "المروحية بدت وكأنها كرة من الدخان والنار قبل تحطمها قرب معسكر القوات الاوغندية المجاور لمطار العاصمة الصومالية".
بينما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول امني في مطار مقديشو قوله إن "احدا من ركاب المروحية لم ينج من الحادث".
ويشير المراسلون الى ان المروحية - وهي من طرازMI-24 - اصيبت بصاروخ لدى قيامها بقصف مواقع للمسلحين.
كما ادت الصدامات الى مقتل 38 شخصا في الساعات الـ 24 الاخيرة.
وفي الوقت ذاته عبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن شجبها للخسائر الجسيمة التي وقعت في صفوف المدنيين جراء اسوأ جولة قتال تشهدها العاصمة الصومالية مقديشو منذ 15 عاما.
وجاء في بيان اصدره الصليب الاحمر ان الغالبية العظمى من الجرحى الـ 229 الذين ادخلوا المستشفيين الرئيسيين في العاصمة في الساعات الـ 24 الاخيرة كانوا من المدنيين.
على صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن احد سكان الضاحية الجنوبية لمقديشو قوله إن المنطقة التي يسكنها تتعرض لقصف بالهاونات.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه يشعر "بانزعاج شديد".
وقال متحدث باسم الامين العام في بيان انه "يشعر على نحو الخصوص بالقلق من استخدام الضربات الجوية وادخال الدبابات والمدفعية الثقيلة الى المناطق المأهولة بالسكان من المدينة."

سحب الدخان ترتفع بإحدى ضواحي مقديشو أمس جراء القتال
وقال فيصل جامع وهو من سكان جنوب مقديشو "قذيفة مورتر سقطت على المنزل المجاور لي. بوسعنا سماع الصراخ ورؤية الدخان.
"يوجد كثير من الجرحى ولكن لا توجد وسيلة لنقلهم الى المستشفيات بسبب القتال في الطرق."
وجرت حشود جثث جنود اثيوبيين في الشوارع أمس الأول ووقف مسلحون بجوار الجثث.
واعادت المشاهد الدموية ذكرى اسقاط رجال ميليشيات طائرتي هليكوبتر امريكيتين من طراز بلاك هوك في عام 1993 خلال مهمة أمريكية فاشلة لتعقب زعماء ميليشيات في مقديشو.
وبعد انضمام بعض الميليشيات العشائرية التي كانت تحكم العاصمة للقتال إلى جانب الاسلاميين أدى العنف إلى تقويض هدنة قصيرة وهشة بين الجيش الاثـيوبي وقـبيلة هـويا المهيمنة في مقديشو.
وقال محللون إن اثيوبيا عازمة فيما يبدو على شن حملة شاملة ضد المسلحين الذين شجعتهم الهجمات مؤخرا وبينها اسقاط طائرة تخدم مهمة حفظ السلام الافريقية ومقتل عدة جنود.
وفي حين تأمل اثيوبيا التي يغلب عليها المسيحيون في سحق المتمردين مرة واحدة ونهائيا يقول محللون إن ذلك قد يكون له تأثير عكسي بإثارة النفور منهم بين سكان المدينة أو اجتذاب جهاديين مسلمين اجانب.
وقال سفير الصومال لدى اثيوبيا عبد الكريم فارح ان الهجمات تقتصر على احد معاقل المتمردين وتهدف الى طرد "الارهابيين الدوليين".
وقال ان الاجراءات لم تتخذ الا بعد ان اعترف كبار قادة المجتمع في مقديشو بالفشل في اقناع المتمردين بنزع سلاحهم.
وقال للصحفيين في اديس ابابا "انها (العملية) تستهدف منطقة صغيرة في المدينة يتحصن فيها الارهابيون."
واضاف "اعتقل الكثير من الارهابيين والاسلاميين كما قتل الكثير منهم ولكن ليست عندي اعداد محددة لتقديمها لكم في الوقت الراهن."
وابلغ البيت الابيض الكونجرس الامريكي يوم أمس الأول بان المتشددين الاجانب ما زالوا قادرين على ايجاد ملاذ آمن لهم في الصومال.

امرأة صومالية والدماء تنزف منها بعد اصابتها أمس بمقديشو في القتال بين القوات الاثيوبية والقوات المناوئة للحكومة الصومالية
وقال احد المسلحين الاسلاميين ان الاثيوبيين محاصرون.
وقال حسن عثمان لرويترز "قتلنا الكثير منهم واحرقنا شاحناتهم."
واضاف "لا يسيطرون الآن سوى على الاستاد."
وقالت وسائل الاعلام المحلية ان المدنيين المذعورين ما زالوا يفرون من المدينة حيث يكدس الكثير منهم متعلقاته على عربات تجرها حمير.
وقالت الامم المتحدة ان 12 الف شخص غادروا المدينة خلال الاسبوع الماضي وحده.
ورغم هذه المجزرة اعرب رئيس الوزراء علي محمد جدي عن ثقته في ان مؤتمر المصالحة المقرر ان يبدأ منتصف أبريل سيمضي قدما.
وينتهي تفويض حكومته في 2009 وهي المحاولة الرابعة عشرة لاستعادة الحكم المركزي في الصومال منذ عام 1991 . ويتعين نظريا اجراء انتخابات بعد ذلك.
وارسل الاتحاد الافريقي 1200 جندي أوغندي للمساعدة في اشاعة السلام في الصومال لكنهم كانوا ايضا هدفا للهجمات. وترفض دول افريقية اخرى إرسال جنود لتعزيز القوة التي يعتزم الاتحاد الافريقي الوصول بعدد افرادها الى ثمانية آلاف.