أزمة جنود البحرية البريطانية تعيد الى الواجهة خلافات داخل النظام الايراني

> لندن «الأيام» جلال مالطي:

> يرى الخبراء ان ازمة اسر جنود البحرية البريطانية في ايران علاوة على التوتر الذي تثيره على الساحة الدولية، تعيد الى الواجهة خلافات بين معتدلين ومحافظين وبراغماتيين في نظام طهران.

وقالت الدكتورة روزماري هوليس من معهد الابحاث الاستراتيجية شاتام هاوس في لندن "لا نعلم علم اليقين" لماذا اسر الايرانيون الجنود البريطانيين الخمسة عشر، "لا نعلم اذا كان ذلك يعود لقرار سياسي متعمد اتخذ على اعلى المستويات او قرارا اتخذه حراس الثورة لاسباب خاصة بهم".

ولفتت الى انه "قبل ان تندلع هذه الازمة" كان الجميع يعلم ان نظام طهران يشهد انقسامات كبيرة لكن الازمة حولت الانظار عن "الصراعات على السلطة في طهران".

من جهته اعتبر هينينغ ريكي الخبير في المؤسسة الالمانية للسياسة الخارجية انه "من الممكن ان تكون هذه القضية محاولة لاظهار ضرورة ان تؤخذ ايران على محمل الجد وانه قد تترتب انعكاسات جراء موقف متشدد يحتمل ان يتخذه مجلس الامن الدولي بشأن ايران".

واضاف المحلل انه "لا بد من التأكيد على ان التوترات الداخلية قائمة في ايران وان هذه العملية قد لا تحظى بدعم القوات الاكثر اعتدالا في الحكومة".

واعتبر مارك توماس من المعهد الملكي لدراسات الدفاع والامن في لندن ان الرئيس الايراني محمود "احمدي نجاد يتربع على السلطة لكن في الوقت نفسه رأينا كيف يترنح موقفه السياسي منذ بداية السنة".

واضاف الخبير "لاحظنا تحالفا يجمع كافة الاطياف السياسية في ايران بين متشددين واصلاحيين وبراغماتيين يعارضون سياسة احمدي نجاد بدعم المرشد الاعلى" للجمهورية اسلامية آية الله علي خامنئي.

اما مكسيمليان تيرهال الاستاذ الجامعي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط فقال "نحن الغربيون نميل الى الاعتقاد بان الحكومة (الايرانية) تتحرك ككيان موحد" لكن "الاحداث دلت مرارا على ان ايران تحبذ تفاقم الوضع لتظهر ان لها وقعا على ما يجري في المنطقة".

واشارت روزماري هوليس الى ان احمدي نجاد تعرض لانتقادات شديدة من اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق وهو محافظ براغماتي.

واوضحت "اننا نعلم ايضا ان المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي وهو اكثر نفوذا من رفسنجاني، دعم احمدي نجاد في الانتخابات لمنع رفسنجاني من الفوز فيها. وبالتالي فإننا نعلم ان ثمة ثلاث شخصيات كبيرة في طهران ليست متفقة في ما بينها".

واضافت هوليس "كنا نعلم ايضا ان حراس الثورة اقرب من احمدي نجاد من الشخصيتين الاخريين وانه لا يجب الخلط بين وزارة الخارجية وحراس الثورة". واعتبرت ان "ذلك يزيد في تعقيد الامور" اليوم.

وذكر مارك توماس بان حراس الثورة هم الذين يشكلون القاعدة السياسية للرئيس احمدي نجاد وانهم هم المكلفون بمراقبة المنطقة الحدودية حيث اعتقل جنود البحرية البريطانيين، وقالت بي.بي.سي استنادا الى مصدر ايراني رفيع ان البحارة الخمسة عشر بين ايديهم.

ورأى الخبير ان ذلك يدل على ان "الامل في تسوية الازمة بسرعة ضئيل لان المتشددين هم الذين يتولون السلطة ولان الاجواء الدولية اكثر توترا بسبب الملف النووي الايراني". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى