تراثنا والعرفج

> «الأيام» أحمد حزام الرياشي:

> قرأت في صحيفة «الأيام» الرحبة للباحث والشاعر السعودي محمد بن عبدالعزيز العرفج عدداً من أعماله الأدبية المتميزة، وبدورها كتبت عنه الصحيفة خبرين الأول زيارته إلى محافظة شبوة بناءً على دعوة الدكتور ناصر باعوم وصحيفة «حبان» لزيارة مواقع بني هلال التاريخية وللبحث في أوزان أشعارهم، والخبر الثاني عن زيارته إلى سوريا عبر مركز الدراسات الاستراتيجية العربية تكملة لجمع السيرة الهلالية التي رُصدت لها جائزة مالية كبيرة مقدمة من الشيخ زايد رحمه الله عبر منظمة اليونسكو والتي استحوذت عليها جمعية الموروث الشعبي المصرية والشاعر عبدالرحمن الأبنودي الذي حصر تلك السيرة في اثنين من الشعراء في صعيد مصر وهما الشاعر سيد الضوي والشاعر جابر ابو حسين.

فالعرفج قد بذل جهوداً طواعية كبيرة لجمع سيرة بني هلال بعد تغريبتهم من نجد إلى اليمن والشام وشمال أفريقيا وكان بحثه رصيناً ومنطقياً من حيث أن بني هلال من الجزيرة العربية ومازالوا يحتفظون بوزن الشعر النبطي عكس الهلاليين في صعيد مصر المتأثرة لغتهم وشعرهم باللجهة المصرية الدارجة على غير الأوزان الهلالية، ومما زاد منطقية بحثه أن الشاعر الأبنودي هو شاعر حداثي غير ملم بعلم العروض والألحان الهلالية، وهذا النقد الموضوعي نشر في صحيفة «الحياة» اللندنية.

والعرفج قدم لليمن وتراثها الكثير، فقد كتب في «الأيام» الغراء عن الشاعر والقاص علي أحمد باكثير (عميد الأدب العربي غير المتوج) بأنه أول من قال الشعر الحداثي (الحر) قبل السياب ونازك الملائكة بشهادة السياب نفسه. ومما قدمه كتابته في صحيفة «أطياف» السعودية (مؤخراً شغل مدير تحريرها) عن تهرب المجلات الشعبية في الخليج من الأشعار العمانية واليمنية بسبب الجهل المتفشي في محرريها في الشعر الشعبي، ومما قدمه لليمن وللعرب نقده لبرنامج ومسابقة شاعر المليون عبر صحيفة «الحياة» الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مهرجانها للشعر النبطي والذي يبث من قناة أبوظبي، وجاء في نقده أن البيتين اللذين وضعتهما لجنة التحكيم دعاية للبرنامج ينقصهما الوزن، ووزنهما على الطرق الهلالي القصير الذي لا يعرف وزنه في الخليج سوى ثلاثة شعراء أحدهم توفي وهو ناصر بن مهدي الدوسري من قطر، والآخر تطوع وهو مسلم البجيري من الكويت، والثالث اعتكف وهو فاضل الغشم من السعودية، وأيضاً جهل اللجنة بما تحكم به من الأوزان النبطية والحمينية والحورانية والألحان البدوية والدانية، وهذا أثبت فشل البرنامج وإفلاسه، ومثّل على ذلك بعدم إنصاف الشاعر اليمني الأهدل والشاعر اليامي.

وفي الأخير نطلب عبر منبر «الأيام» من وزارة الثقافة وجمعية الموروث الشعبي ومركز الدراسات والبحوث اليمني، دعم جهود الشاعر الباحث ذي الـ26 ربيعاً، وبالمثل نطلب من شعرائنا ومثقفينا وأدبائنا وصحافتنا الرسمية قبل المستقلة والمعنيين بالشعور بالمسؤولية تجاه تراثنا وآثارنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى