الكتاب المدرسي تحت المجهر ..تربويون : كثافة المقررات الدراسية تساعد على نفور التلاميذ

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
طلاب مدرسة قتبان
طلاب مدرسة قتبان
«العلم في الصغر كالنقش في الحجر» هذه هي الحقيقة فأين تعليمنا منها؟ فعندما يشتكي التربويون من هشاشة المقررات الدراسية وضعفها ويصفونها بأنها لا تؤدي الغرض المطلوب منها في ترسيخ المعلومات الأولية كالقراءة والكتابة في عقول التلاميذ في مراحل التعليم الأولي ماذا سيقول التلاميذ عنها؟

الكثير من الطلاب وأولياء الأمور من مختلف المحافظات اشتكوا من الكتاب المدرسي حيث يعاني هؤلاء الكثير مع بدء كل عام دراسي جديد، منها نقص الكتاب المدرسي في المدارس رغم وجوده على أرصفة الطرقات إلى جانب الشكوى من كثافة المناهج والحشو غير المبرر حسب قول التربويين والطلاب.

فتعالوا معي في السطور القادمة لتعرفوا ما قاله التربويون قبل التلاميذ وتمحورت حول الكتاب المدرسي الذي يستقي منه طلابنا العلم والتعلم .

مديرو إدارات الوسائل التعليمية كان لهم رأي في المنهج فماذا يقولون؟

< الأستاذ عادل محمود عبده سليمان، مدير إدارة الوسائل التعليمية في محافظة الضالع تخصص تاريخ يقول:

المقرر الدراسي فيه كثافة وخاصة مادة العلوم، فيها غموض في بعض الدروس ولا يستطيع الطالب أن يفسرها إلا بوجود معلم وإذا كان الدرس تلقيناً لا يستطيع الطالب أن يكتسب مهارات من خلال ما يتلقاه من معلومات. ويؤكد أن وجود التطبيقات العملية لمادة الدرس تفك بعض الطلاسم والرموز الموجودة في هذه المادة الدراسية ويتلقى الطلاب معلومات صحيحة.

وفي رأي الأستاذ عادل أن الكثافة الطلابية تلعب دوراً في عدم استيعاب الطالب المعلومات، حيث لا تستطيع المدرسة إيصال المعلومة بالقدر الكافي فينحصر الأمر على الطلاب الجيدين والنشطين الموجودين في الصفوف الأمامية، فقد يصل العدد في الصف الواحد إلى (60) طالبا، إضافة إلى كثافة المنهج فمادة الاجتماعيات محشوة بالمعلومات والتواريخ وفيها قصور من حيث ترتيبها كمادة علمية، وهذا يعكس نفسه على الطالب الذي يضطر للحفظ دون الفهم والاستيعاب.

ويرى الاستاذ عادل أن هذا دفع الطلاب إلى ظاهرة المذكرات التي تحمل العديد من العيوب، فالطالب يستسهل المعلومة الموجودة فيها ولا يعي أنه يدرس من خلالها مجزأ الجزء، فالطالب يبحث عن الملخص السهل ولا يأخذ المعلومة الكاملة من الكتاب المدرسي.

ويضيف أن ذلك يؤدي إلى نوع من التباطؤ والتساهل العقلي وعدم التفكير، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تراقب هذه المذكرات وتعطي ترخيصا ورقم إيداع لمن يصدر مثل هذه الكتيبات وبإشراف لجنة من التوجيه المركزي في الوزارة حتى تخرج إلى الاسواق وتكون كتبا فيها معلومات وليس مجرد (سين وجيم) ملخص للمنهج بحيث يستفيد الطالب وتكون المعلومات فيها متكاملة وليس مجزأة، فهذه المذكرات فيها إجابات مختصرة بشكل كبير.

ويتحدث عن الوسائل التعليمية ويقول: مع احترامي الشديد الوسائل التعليمية لا توظف داخل قاعة الفصل توظيفا صحيحا وهذا ينعكس على موضوع الدرس خاصة في السنوات الاولى، وكذلك في الثانوية العامة فكثير من المدرسين لا يستخدمون الوسيلة التعليمية و البعض يأتي بالوسيلة ويضعها في الفصل ولا يعرف كيف يستخدمها ولا الوقت المقدر لها وهذا يؤثر على الطالب لانشغاله بالوسيلة، فبعض المدرسين يجعلون الوسيلة ثابتة في الفصل، وهذا لا يؤدي الغرض من الوسيلة، إذ تبقى الوسيلة مجرد ديكور للفصل فتفقد مضمونها.. ولهذا يناشد الأستاذ عادل المعلمين أن يفعّلوا دور الوسيلة التعليمية داخل الفصل من أجل خدمة الدرس وعمل أهداف خاصة بالوسيلة التعليمية غير أهداف الدرس لتلبي نجاح الوسيلة التعليمية داخل الفصل فيؤدي هذا إلى ترك الطالب المذكرات أو الغش.

ويؤكد أن «المناهج بحاجة إلى دراسة متأنية وليس نقلا آليا، فالمكلفون بوضعها ينقلون نقلاً آلياً من كتب عراقية أو مصرية أو خليجية، فمن المفترض أن يكون المنهج يتناسب مع مستويات وقدرات طلابنا بمدارسنا وأن ندرس الكيف والكم ولا نحشو المنهج بالكثير من المعلومات التي لا يستفيد منها الطالب. فمثلاً في مادة التربية الإسلامية هناك تشابه كبير في الدروس خاصة التوحيد وكثرة السور القرآنية ويطلب من الطالب أن يحفظها، نحن لسنا ضد أن يحفظها الطالب ولكنها تتراكم عليه بالإضافة إلى مادة الفقه والحديث، فكم سيستوعب الطالب لكي يفرغه في ورقة الامتحان أو الاختبار.

يجب أن يختصر المنهج بمعلومات محددة يرتقي بها الطالب إلى مستوى عال من التعليم ويستفيد من هذه المعلومات، فهذه المواد تنقل آلياً من كتب الفقه والسنة الكبيرة التي تدرس على مستوى عال ولا يوجد تفسير لبعض المعلومات، وبعض المدرسين مع احترامي لهم غير متخصصين ويأخذون المادة كاجتهاد لتدريسها وهم يفتقرون إلى الكثير من المعلومات الفقهية أو في تفسير القرآن. وكل هذا يجب أن يعالج في إطار وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج التعليمية والمتخصصين الذين يضعون المناهج. فالطالب في الأخير حصيلته العلمية يجب ان تكون مبسطة حتى يتمكن من الاستفادة ويخرج إلى المجتمع وعنده معلومات عامة، لهذا سميت هذا المرحلة الدراسية بالثانوية العامة».

ويوضح أن الكثافة في المنهج لا تؤدي إلى استيعاب الكم الهائل من المعلومات فيجب أن تكون كل مرحلة لها مقرر مناسب ومعلومات مناسبة كيفية وليست كمية.

< الأخ فهمي الخضر السعدي، مدير إدارة الوسائل التعليمية محافظة أبين يقول «مشكلة المنهج تعاني منها كل المحافظات بشكل عام، فمثلا مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين نعتبر أن الموجه الأساسي لسير العملية التعليمية داخل الفصل هو التوجيه التربوي، فنحن لدينا عجز في التوجيه التربوي ليس في الموجهين فنحن لدينا موجهين أكفاء يمكن أن يقوموا العملية التربوية في أسرع وقت قبل أن تتسبب في تسرب الطلاب».

ويضيف «إذا كان التوجيه متواجدا داخل المدرسة فهو من يقيم المعلم ومستوى استيعاب الطلاب». وحسب قوله القصور في التوجيه الفني التربوي فهو من يقيم الكتاب هل يصل بشكل صحيح إلى أذهان الطلاب وهل المعلم أوصل المعلومة بالشكل السليم للطلاب.

ويضيف «نتيجة لعدم الرقابة والمحاسبة لا يؤدي بعض المدرسين مهمتهم بالشكل الصحيح، إضافة إلى الكثافة الطلابية ونقص الوسيلة التعليمية والأجهزة العلمية مما يضطر المعلم أن يستخدم الطبشور والكتاب والسبورة فقط، وهذه بعض الصعوبات التي تجعل الطلاب ينفرون من الدراسة إضافة إلى غياب دور الأسر في مراقبة أبنائهم فبعض الأسر لا تعين المدرسة في تربية أولادها».

< الأستاذ عوض سالم باسودان، مدير إدارة الوسائلة التعليمة بمحافظة عدن يقول «نحن اختصاصنا الوسيلة التعليمية ونذلل من خلالها صعوبة المنهج، فنحن نخدم المعلم والمتعلم في نفس الوقت، و لا يُنكر وجود كثافة في المنهج فنحن لدينا أيضا طلاب في المدارس يشتكون من كثافة المنهج، نحن نطرح من خلال الوسيلة التعليمية بعض الحلول للمساعدة وربما تكون حلولا جزئية ومن خلال تعليب المنهج ووضعه في أقراص الكترونية، ولكننا نريد أن تأخذ هذه المناهج بعين الاعتبار، بأن يكون المقرر كتابا واحدا لا كتابين، إضافة إلى أن يخدم الطلاب خاصة في المرحلة الأساسية من أول إلى ثالث فإذا تخرج الطالب منها يجيد القراءة والكتابة، والمشكلة أن الأمية موجودة في الصفوف الأساسية فالمطلوب لفتة كريمة لهذه المرحلة» ويسأل متى نعلم أبناءنا القراءة والكتابة؟ وكيف كانت مناهجنا في السابق كتابا واحدا خفيفا ومركزا وكان يفي بالغرض.

ويضيف «من لديه شهادة متوسط قديم مثل من لديه شهادة ماجستير في الوقت الراهن، ومن يحمل ثانوية عامة قديمة كمن يحمل شهادة دكتوراة حالياً» والسبب يعود حسب رأي الاستاذ عوض إلى الفهم والاستيعاب في الأساس. وقال «نحن نسعى إلى أن تكون المناهج في متناول الطفل مرتبطة ببيئته». ويسأل هل الكتاب يوصل الهدف؟ لا أعتقد.

ويتمنى من الإدارة العامة للوسائل التعليمية أن تتلمس هموم محافظة عدن وما تسير عليه من مواكبة العصر وما هي الإمكانيات التي تقدمها هذه المحافظة لخدمة العملية التعليمية.

< الأستاذ هيثم محمود المرشدي، رئيس الرقابة والتفتيش في إدارة التربية والتعليم بمديرية المعلا يقول «في ظل التسارع للمتغيرات الحديثة فإن المناهج الحالية بحاجة للتغيير مع الحفاظ على الثوابت الأربعة الأساسية للمناهج وتطويرها وهي الأساس الفلسفي الذي يعنى بعقيدة الأمة وقيمها الأساسية الاجتماعية من خلال أخذ حاجات الأمة إلى جانب مراعاة الأسس النفسية للطالب في كافة مراحل التعليم المختلفة والأساس المعرفي (المعلوماتي) والمقصود به رأس المال المعرفي للطالب وعلى هذا الأساس تغير المناهج وتتطور نحو الأفضل، وعند شعور الأمة بالحاجة إلى قيم مستجدة يجب إضافتها للتحسين والتطوير وليس لتغيير القيم الأساسية».

ويضيف أن منهج الاجتماعيات يتناول الخطوط الجغرافية والتوزيع السكاني لعدد من الدول الأوربية والأفريقية ويسأل « لماذا لا ننظر إلى التطور الحاصل في الانترنت ؟ لماذا لا نتطور لنواكب التطور الحديث؟.

وعن المواد العلمية يقول: «هي ثوابت قائمة تعلمناها ونعلمها الآن وهي جهود علماء.

وفي رأي الأستاذ هيثم «أن خمسة كتب كثير على طالب في سنة أولى ابتدائي» ويسأل «لماذا لا نعتني بمادة واحدة ونعلم الطالب مهارات القراءة والكتابة وكيفية الصلاة وحفظ بعض الآيات القرآنية في أولى وثانية ابتدائية؟

ويقول: «لا بد من التكثيف من مهارات الكتابة والقراءة التي يفقدها الطالب عندما يصل إلى مستوى رابع ويهبط بسبب اعتماده على التوصيل وعلى الشفوي والخطوط في سنة أولى وثانية».

عن إلغاء امتحانات الثلاث المراحل في المرحلة الأساسية (1- 3) يقول الأستاذ هيثم «هناك فهم قصير بالنسبة للنقل لهذه المراحل بعدم دخول الامتحان، حيث تشير اللائحة إلى أن هذه المراحل الثلاث يتم التركيز فيها على العمل اليومي للطلاب لتقرر الجهات المعنية في التربية مع الإدارة المدرسية والمشرف الاجتماعي من هو الطالب الذي يمتلك جزءا من مهارات الكتابة والقادر على السير والانتقال إلى المرحلة التالية».

طلاب ثانوية مأرب
طلاب ثانوية مأرب
ويعلق الأستاذ هيثم على كتاب سنة أولى المجزأ إلى جزئين قائلا : «الجزء الأول عبارة عن الخصائص النفسية ودراسة المهارات والخصائص التي تمهد الطالب نفسياً وحسياً لينتقل إلى الفصل الثاني، أما الجزء الثاني فكله إشارات وخطوط عبارة عن مهارات جسدية عضلية وهي تبين هل يستطيع الطالب أن يمسك القلم ويتحكم بيده، وفي نهاية العام يكون للطالب القدرة على الانتقال إلى سنة ثانية وهو قادر على الكتابة بشكل كامل حتى يستطيع في سنة ثالثة أن يندمج كلياً مع الكتابة».

ويفضل الأستاذ هيثم المرشدي في سنة أولى ابتدائي الابتعاد عن كل شيء والتركيز على مهارات القراءة والكتابة.

ويتطرق إلى المقرر الدراسي والحشو الموجود في منهج التربية الإسلامية والقرآن والرياضيات واللغة العربية، ويقول عن منهج التربية الإسلامية والقرآن الكريم «يتكرر فيها درس أركان الإسلام في الثلاث المراحل الأولى» ويسأل: لماذا لا تؤجل إلى سنة ثالث ؟.

و يؤكد أنه إذا أنهى الطالب السنوات الدراسية أولى وثالث وهو متمكن من القراءة والكتابة ويعرف الزائد والناقص وحافظ بعض الآيات القرآنية ويعرف تجريد الحروف ويعرف متى يكتب الحرف في أول الكلمة وفي وسطها وفي آخرها سيتمكن أن يكون كلمة من ثلاثة أحرف أو حتى من خمسة أحرف وأعطي الطالب حروف فيها متغيرات يكتبها بهذا الأساس نستطيع أن نحد من تدني المستوى .

ولا ينكر الاستاذ هيثم المرشدى نقص الكتاب المدرسي إذ يقول «يحصل أن هناك نقص في الكتاب المدرسي خاصة في السنوات الدراسية الأولى لأنها كتب استهلاكية لهذا يأتي الكتاب المدرسي قرب انتهاء الفصل الدراسي، وهو ناتج عن الطبعات المتكررة بسبب أن الطالب لا يعيد الكتاب المدرسي خاصة في الصفوف الأولى ولكن الآن الحمد الله خفت هذا الظاهرة خاصة في مدارس مديرية المعلا، فيوجد لدنيا كمية كافية من الكتاب المدرسي للعامين».

ويضيف «في هذا العام كان هناك دور إيجابي للتأهيل والتدريب للإدارة المدرسية والمدرسين بشكل عام، إذ التحق في مديرية المعلا فقط في هذه الدورات لسنوات ( 4 - 9) 52 مدرسا ومدرسة لمادة اللغة العربية، 31 لمادة العلوم و97 مدرسا ومدرسة من (1- 3) عام و7 أمناء مختبرات، وهناك اتجاه جديد لجعل مادة اللغة الإنجليزية من سنة رابع أساسي لهذا تم تدريب 6 مدرسين للمراحل من (4 - 6)».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى