لودر بين الحاضر والماضي .. سطور تحمل المعاناةوحلول توحي بالأمل وقرارات يجب أن تفعّل

> «الأيام» سالم لعور:

>
آثار دماء جريمة القتل الشنيعة التي حدثت ليلة الوقوف بعرفة
آثار دماء جريمة القتل الشنيعة التي حدثت ليلة الوقوف بعرفة
مديرية لودر، إحدى مديريات محافظة أبين، جاءت تسميتها من كلمة (أودر) لفظة شعبية تعني: ضياع من يرتاد سوقها، وقيل أيضاً إنها جاءت بفعل السؤال عن واقعة المعركة التي حدثت في يوم الأربعاء في سوق لودر وكان من حضر يقول: لبا لودر، أي: كدنا نهلك، وعلى العموم فهناك اختلاف حول التسمية، سنعرج عليه، كما سنرجع إلى الوراء لمعرفة اهتمام الشعراء بها ودور سوق الأحد وأهم السلبيات في المنطقة وما يقابلها من إيجابيات في هذه السطور.

تقع لودر في الشمال الشرقي من محافظة أبين وتبعد عن زنجبار بنحو 127كم يحدها من الشمال محافظة البيضاء ومن الجنوب مديرية الوضيع ومن الشرق مديريتا مودية وجيشان ومن الغرب مديريتا سباح وخنفر.

ووردت تسمية لودر في كتاب (هداية الأخيار) لمؤلفة حسين الهدار نقتطف من صفحته رقم (402) هذه السطور:

«جاءت هذه التسمية من حادثة وقعت حين كان سوق لودر يقام كل أربعاء فحصلت معركة ضارية في مدينة لودر قتل فيها عدد كبير من الرجال وقطعت فيها آذان الأسرى ولذلك السبب أبدل السوق في لودر من يوم الأربعاء إلى يوم الأحد ويقال: سميت كذلك حينما سئل بعض من حضر الواقعة، فقال:(لبا لودر) أي: كدنا أن نهلك من (ودر) بمعنى هلك ويقال: (تودر فلان) أي غاب ولم يعرف مصيره، وأهل المنطقة يبدلون نون المضارعة لاماً في لهجتهم».

وفي كتيب «حديث التاريخ فيما يعرف بسلطنة العواذل» لمؤلفه محمد جعبل شيخ مدير عام مديرية لودر سابقاً جاء ما يلي:

«اختلف الرواة حول أصل تسمية لودر فالبعض يرى أنها جاءت من كلمة (اودر) اللفظة الشعبية التي تعني ضياع من يرتاد سوقها، وهذا في رأيي ينافي الحقيقة، لأن من يدخل مدينة لودر فقيراً يصبح ذا ثروة إذا ما جد واجتهد..

وأما آخرون فيرون أنها تنسب إلى أحد زعماء القبائل التي سكنت المدينة قديماً، ورأي آخر يرى أن أصل التسمية قد جاء من كلمة (أدرة) أو (ادرا) وهما لفظتان شعبيتان تعني كل منهما (الغدرة) أي الظلمة أو الظلام كون المنطقة كانت عبارة عن أحراش مليئة بالأشجار».

اقتران لودر بظهور ولي الله الصالح عمر بن سعيد الكندي
ويرجح كبار السن ظهور هذه المدينة بظهور ولي الله الصالح عمر بن سعيد بن المقداد بن الأسود الكندي، الذي عاش في القرن السادس الهجري من سنة 600هـ إلى سنة 665هـ ويعتبر أول من سكنها، ومن العائلات التي سكنتها آل عتيق وآل عبادي وآل الصملي وآل أسعد.

وتشتهر مدينة لودر بسوقها الشهير (سوق الأحد) الذي يرتاده الناس من مودية ، الوضيع، المحفد، جيشان، يافع، البيضاء، شبوة وحضرموت، ولهذا تميز (سوق الأحد) بخصوصيته في انتعاش الحركة التجارية ومعاملات البيع والشراء على الرغم من أن مدينة لودر قد أصبحت مؤخراً سوقاً يومية تشهد شوارعها ومحلاتها وأسواقها حركة تسويقية لمختلف البضائع واتساعا عمرانيا. ووفقاً للأعراف القبلية التي كانت سائدة بين القبائل التي يرتاد أفرادها (سوق لودر) كان للسوق حرمتها الخاصة التي يعاقب بموجبها كل من يحاول التعدي وانتهاك حرمة السوق، إذ كان - وفقاً لهذه الأعراف - أن من يرتاد هذه السوق يكون آمناً من القتل أو السلب حتى اليوم الذي يلي سوقه الذي كان يقام كل أحد من كل أسبوع وفي حالة انتهاك حرمة السوق في مثل هذا اليوم فإن ذلك يكون سبباً كافياً للحرب بين القبائل، وقد كانت حماية سوق لودر تقع تحت مسؤولية قبيلتي البجيري والطهيفي.

أودية ومناطق سياحية وأثرية بلودر على امتداد سلسلة جبال الكور من دمان حتى السيلة البيضاء يمتد منها وإليها عدد كبير من الأودية أهمها:
وادي دمان، الخزجة، شرعان، دثة ، ريمان ، الحلحل ، حجلان ، أمصليب ، مروحة، أمسر، ثرة، تاران، حريب، مسدد، هشان، عرفان، صفاق، معلة، الفجاج، ضلاعة، امصعيد، السيلة البيضاء، وريبان .

فيما توجد بمديرة لودر بعض المقومات السياحية والأثرية أبرزها :

الحافة، قلعة دثينة، بئر البسوس، مصينعة دمان، علمة لقفاع، معورين العين، الخربة، حصون جثان.

ومن المواقع السياحية مياه الرشاش، مساقط مياه مذلوان، جبال التخلان وغيرها.

الطرقات التي تربط لودر بمديريات المحافظة ومحافظات أخرى
ترتبط لودر ببقية مديريات المحافظة أبين ومحافظات أخرى بمجموعة طرق منها الطريق الذي يربطها بمحافظة عدن عبر عاصمة المحافظة زنجبار (طريق عدن - حضرموت) والذي يربطها أيضاً من جهة أخرى بمحافظات شبوة - حضرموت - المهرة وكذا طريق لودر - مكيراس- البيضاء الإسفلتي المار بعقبة ثرة الشهيرة، الذي يربط مديرية لودر بمديرية مكيراس ومحافظة البيضاء، وطريق لودر - دمان الذي يربطها بمديرية جيشان وبأجزاء أخرى من محافظة البيضاء، وطريق لودر - مصفصف - الخبر الذي يمر بقرية الخديرة ليربط مديرية لودر بمديريتي الوضيع وأحور، والطريق البحري الدولي الذي يربط المحافظات الجنوبية والشرقية بسلطنة عمان الشقيقة، وطريق لودر - جسر مليحة الإسفلتي الحديث الذي يربط مديرية لودر بمديرية مودية ومحافظات شبوة، حضرموت والمهرة.

تصدع طريق لودر- دمان جبل الحلحل الذي كلف الدولة مليار ريال
تصدع طريق لودر- دمان جبل الحلحل الذي كلف الدولة مليار ريال
أزمة مياه في لودر
نظراً لما يمثله قطاع المياه من أهمية كبيرة في حياة المواطنين حرصت الدولة والسلطة المحلية والصناديق المانحة والمنظمات الدولية على تنفيذ عشرات المشاريع للمياه في مختلف قرى ومناطق المديرية ومنها عاصمة المديرية (مدينة لودر) التي تعاني من أزمة خانقة في مياه الشرب، وعلى الرغم من أن مشروع مياه لودر المركزي كلف الدولة (264 مليون ريال) إلا أنه قد أثبت (فشله) في تزويد المواطن بشربة ماء، حتى أصبح المواطن مجبراً على الاعتماد كلياً على (بوز الماء) التي تصل أسعارها إلى حوالي (2000 ريال) والتي تثقل كاهله خصوصاً وأن استهلاك بعض الأسر يصل إلى (6000- 8000 ريال) في الشهر فمتى تحل معضلة أزمة المياه لمدينة لودر؟ والأمل في فخامة رئيس الجمهورية بالالتفات إلى أبناء لودر وإصدار توجيهاته للجهات المسؤولة في المحافظة وفي مقدمتهم م. فريد أحمد مجور، محافظ أبين وم. شهاب ناصر ، مدير عام مياه الريف بالمحافظة اللذان كان لهما دور بارز في النهوض بالمشاريع التنموية المنجزة في قطاع المياه في مختلف قرى ومناطق مديريات المحافظة أبين.

ونأمل من قيادة المحافظة حل معضلة أزمة مياه مدينة لودر ومساعدة السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالشيخ سالم عبدربه القفعي مدير عام لودر، الذي شهدت المديرية تغييرات نحو الأفضل منذ توليه قيادة المديرية مؤخراً.

حملات إبعاد الباعة المتجولين من الشارع الرئيسي وتنظيم محطات الركاب
ومن العدل أن نعزز الظواهر الإيجابية مثل الحملات التي استهدفت إبعاد الباعة المتجولين والسيارات الواقفة من الشارع الرئيس والتي نجحت بشكل كبير وبدا الشارع الرئيس بالمدينة نظيفاً وخالياً مما كان يعيق حركة السير ومرور السيارات فيها، وتنفس مرتادو سوق لودر- الذي يؤمه الناس من مختلف مناطق محافظات أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء- الصعداء بعد أن كانوا يعانون الأمرّين ويشعرون بضيق واختناقات السوق في السابق.

وما تزال هناك ظواهر تشكل مضايقات لمواطني مدينة لودر كالقمامات المنتشرة أمام سوق القات وفي وسط الشارع الخلفي بجوار مكتبة الكوني وبجوار مدرسة الصديق التي أصبحت مقالب قمامة تخدش الذوق العام، علماً أنه تم استحداثها، ويتحمل المواطن وصندوق تحسين النظافة المسؤولية عن ذلك، ونأمل القضاء على هذه الظاهرة التي استحدث مؤخراً والتي تساعد على انتشار البعوض والأوبئة وتفقد عاصمة المديرية مظهرها الحضاري، وهذا يتطلب تعاون المواطن وصندوق النظافة والتحسين والسلطة المحلية بالمديرية.

الحاجة إلى قرار بمنع حمل السلاح
شهدت مدينة لودر (عاصمة المديرية) عدداً من جرائم القتل التي أودت بحياة عدد من الضحايا الأبرياء، وآخرها جريمة القتل الشنيعة التي حدثت ليلة الوقوف بعرفة في عيد الأضحى المبارك قبل عدة أشهر، والتي أودت بحياة (4) أشخاص وإصابة (9) حينما كانوا يبتاعون ملابس العيد في الشارع الرئيس بالمدينة.. ولودر اليوم بحاجة إلى تفاعل دور الشخصيات الاجتماعية والمشايخ والأعيان والمواطنين مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لانتزاع قرار بمنع حمل السلاح في المدينة.

ومثل هذا القرار سوف يسهم في الحد من المظاهر المسلحة بالمدينة والتي يشعر معها المواطن والزائر بأننا في حالة استنفار استعداداً لخوض الحرب، علماً بأن وجود السلاح في متناول الجميع هو السبب الرئيس لكثير من حوادث القتل والحوادث المفجعة التي نشهدها أو نسمعها كل يوم، ووجود السلاح بيد من هب ودب يقلق السكينة العامة للناس ويعتبر عاملاً من عوامل الخروج عن القانون وانتشار الجريمة واستفحالها.

نزوح سكان بعض قرى السيلة البيضاء إلى لودر والبيضاء
خلال السنوات الماضية شهدت السيلة البيضاء بلودر عملية نزوح للسكان ما يزال مستمراً حتى الآن إلى مناطق أخرى في المديرية وخارجها كمدينة لودر ومنطقة الحضن (إحدى ضواحي لودر) والبيضاء وعاصمة المحافظة زنجبار وغيرها.

هذا النزوح الجماعي حدث بسبب سوء الخدمات في هذه المنطـقة النائية التي حرمت من أيسر مقومات الحياة كمشاريع المياه والطرقـات والكهرباء وخدمات الهاتف، وتعتـبر وعورة الطـرقات السبـب الرئيـس لحالات النزوح نظراً لبعد المنطقة عن مدينة لودر بأكثر من ثلاثين كيلو مترا حيث تتوفر هناك معظم الخدمات التي يحتاجها الناس.

قمامة في ثاني أكبر شوارع مدينة لودر بعد الشارع الرئيسي
قمامة في ثاني أكبر شوارع مدينة لودر بعد الشارع الرئيسي
الطريق الدائري سوقا للأغنام والمواشي في مدينة لودر
قامت السلطة المحلية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ومديري عدد من المرافق ذات الاختصاص بمديرية لودر بحملات لتنظيم الشوارع والفرزات وإبعاد الباعة المتجولين والسيارات التي كانت تعيق حركة المرور في الشارع الرئيسي بالمدينة.. وتلك الجهود والحملات نالت إعجاب المواطنين لما حققته من نتائج ايجابية.

المواطنون عبروا لـ «الأيام» عن ارتياحهم وسعادتهم لهذا العمل الذي يستحق الثناء، وطالبوا السلطة المحلية ومكتب الاشغال العامة بالبحث عن أسواق ومنها سوق الأغنام والمواشي، خصوصا وأن موقع السوق الذي تباع وتشترى فيه المواشي والأغنام يتوسط الطريق الدائري الاسفلتي عند مدخل مدينة لودر من اتجاه طريق العين - لودر، مما أعاق حركة مرور السيارات عبر مدينة لودر من محافظات عدن، ابين ، شبوة، وحضرموت الى محافظة البيضاء والعكس.

ويأمل المواطنون أن يتم حل معضلة سوق الأغنام والمواشي وإبعادها من الطريق الدائري بشراء أرضية للاستفادة منها كسوق للأغنام والمواشي أو استئجارها على اقل تقدير، وهذا يتطلب تكاتف جهود السلطة المحلية ومكتب الأشغال العامة والمواطنين.

طريق لودر - زارة مكيمة تعثر منذ أكثر من سنتين:
طريق لودر - زارة مكيمة يبلغ طوله كيلومترا واحدا ويؤدي إلى الادارة المحلية بالمديرية الواقعة في مدينة زارة والتي تحوي الدوائر الحكومية ومنها مكتب مدير عام لودر والمجلس المحلي ومحكمة زارة الابتدائية ومكتب الزراعة وغيرها.. هذا الطريق تم ردم معظمه، وكان من المقرر إنجازه في احتفالات شعبنا بأعياد الوحدة اليمنية في مايو 2005م حسب تصريحات مسئولين بالمديرية حينها، إلا أن الطريق بقي على حالته ولم يتم استكماله حتى يومنا هذا.

وناشد مواطنو زارة في رسالة تسلّمت «الأيام» نسخة منها محافظ أبين المهندس فريد مجور باعطاء توجيهاته لاستكمال هذا الطريق الحيوي. وأشاروا في رسالتهم إلى انه قد تم استقطاع خمسمائة ريال على بعض الموظفين لصالح الطريق، وتساءلوا ما هي الأسباب المعيقة التي حالت دون استكمال الطريق؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى