الكتاب المدرسي تحت المجهر .. تربويون : كثافة المقررات الدراسية تساعد على نفور التلاميذ

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
كتب مدرسية تنتظر التغليف
كتب مدرسية تنتظر التغليف
«العلم في الصغر كالنقش في الحجر» هذه هي الحقيقة فأين تعليمنا منها؟ فعندما يشتكي التربويون من هشاشة المقررات الدراسية وضعفها ويصفونها بأنها لا تؤدي الغرض المطلوب منها في ترسيخ المعلومات الأولية كالقراءة والكتابة في عقول التلاميذ في مراحل التعليم الأولي ماذا سيقول التلاميذ عنها؟

الكثير من الطلاب وأولياء الأمور من مختلف المحافظات اشتكوا من الكتاب المدرسي حيث يعاني هؤلاء الكثير مع بدء كل عام دراسي جديد، منها نقص الكتاب المدرسي في المدارس رغم وجوده على أرصفة الطرقات إلى جانب الشكوى من كثافة المناهج والحشو غير المبرر حسب قول التربويين والطلاب.

فتعالوا معي في السطور القادمة لتعرفوا ما قاله التربويون قبل التلاميذ وتمحور حول الكتاب المدرسي الذي يستقي منه طلابنا العلم والتعلم .

< الأخ عوض مبجر، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية صيرة مدير ثانوية لطفي سابقا يقول: «حرصت السياسية التعليمية في اليمن على تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع التطورات الحاصلة والمتسارعة في مختلف جوانب الحياة، باعتبار الكتاب الوسيلة المثلى للتواصل بين الطالب والمعلم بما يخدم الأهداف المرجوة للعلم والتعليم».

وأكد أن العمل التربوي والتعليمي «يستمد أهميته من تعميق أثره وتأثيره في صياغة الوجدان الوطني للأجيال الصاعدة، باعتبار أن العملية التعليمية هي المدخل المنطقي للمعرفة والفاتحة لأبجدية توحد أبنائنا الطلاب بجواهر ثوابتنا ومعتقداتنا وتحليهم بما يتسم به مجتمعهم من قيم ومبادئ ومثل عليا، بالإضافة إلى ما تفرضه ضرورات التطور من مد جسور الترابط بين الحاضر والمستقبل، لهذا كان الحرص على تطوير المناهج التعليمية». مؤكدا أن المنهج جملة من النقاط أبرزها اتباع الأسلوب النظامي التكاملي وهو الأسلوب نفسه الذي سارت عليه أكثر المواد الدراسية.

ويخالف الأخ عوض مبجر زملاءه التربويين فيصف المنهج بالأسلوب السلس والمبسط وأنه يتناسب مع مفاهيم وإدراك الطلاب وقريب وملامس للواقع اليومي المعاش وللبيئة.

< الاخ مستشار عبدالملك أسعد، رئيس قسم التعليم العام بمديرية المعلا يؤكد كلام زملائه بأن الكتاب المدرسي من 1-3 غير مُجد ولا يؤدي الأهداف المرجو تحقيقها للطالب، لأنه كما يقول معتمد على التوصيلات، وعندما يصل الطالب إلى سنة رابع لا تكون لديه القدرة على الكتابة ولا القراءة لأن الكتب المقررة لهذه المرحلة استهلاكية ولا تحتوي إلا على توصيلات وتحديدات خلاف المقررات السابقة. وفي رأي الأخ مستشار أن يعاد النظر في محتوى المقررات الدراسية.

وأضاف: «تكمن الصعوبة في مراحل التعليم الأساسي من 4-9 في مادتي العلوم والاجتماعيات، حيث يدرس الطالب تحت مسمى مادة العلوم ثلاث مواد (كيمياء وأحياء وفيزياء) وتحت مسمى مادة الاجتماعيات ثلاث مواد (تاريخ وجغرافيا ووطنية) وكان من الأفضل أن يكون هناك فصل بين تلك المواد الدراسية».

ويوضح بقوله: «لدينا حاليا توجه في إدارة التعليم العام وهو مجرد فكرة قابلة للدراسة على أساس تذليل الصعوبات من خلال توزيع المعلمين وفق التخصصات، ونعد بهذا الصدد بحثاً بالنسبة لمادتي العلوم والاجتماعيات على أساس استطلاع آراء المعلمين والمعلمات عن كيف يمكن أن نساهم في تذليل الصعوبات على الطالب والمعلم من حيث تخصيص المدرسين ولا يكون صاحب تخصص واحد يدرس التخصصات الثلاثة في مادة واحدة، سواء في مادة العلوم أو الاجتماعيات فهو أسايا متخصص في مادة واحدة وهنا يجد المدرس صعوبة في توصيل المعارف أو التطوير من قدرات التلميذ».

وأضاف قائلاً: «تم اكتشاف بعض الحالات في التعليم الأساسي خاصة في مادة العلوم، حيث يكون المعلم المتخصص في مادة واحدة مثلا مدرس الكيمياء فيعطي كل اهتمامه بهذا التخصص ويهمل الفيزياء والأحياء رغم أنها مقررة على الطالب».

ويرى الأخ مستشار عبدالملك أن يتم فصل المعلمين وفصل المواد، مؤكدا أنه إذا لم يتم ذلك فالطالب هو المتضرر الأول.

الأخ مستشار يصف باقي المواد بأنها تحتوي على متطلبات العصر وينبغي أن لا نقلل منها ولا بد أن نساعد طلابنا على اكتساب المعارف ، فالمتطلبات التكنولوجية الحديثة تتطلب منا أن نواكب هذا التطورات، فالكتاب المدرسي فيه عصارات هذه العلوم، وعلينا أن ندرب معلمينا على كيفية تدريب التلميذ على اكتساب المعارف» وحسب رأيه فإن أبرز الصعوبات التي تعاني منها التربية في الميدان هي الطريقة المثلى والمناسبة لعرض الدرس المعني، وهذا يحتاج إلى تدريب وتأهيل المعلمين للمناهج لدراسية المقدمة للطالب.

أجمع الكثير من التربويين على أن المقرر الدراسي للمرحلة الأساسية من 1-3 كتاب استهلاكي غير صالح، حيث يصل الطالب إلى رابع وهو لا يجيد القراءة والكتابة، وأن الكتب القديمة هي الأفضل حيث كان الطالب يصل إلى المستوى رابع وهو قادر على القراءة والكتابة، أما حاليا فالطالب يصل الى الثانوية وهو غير قادر على الكتابة والقراءة بشكل صحيح».

ويضيف: «حاليا لدينا تصور لإيجاد معلم أساسي ومعلم مكمل في كل شعبة دراسية كما هو معمول به في رياض الأطفال وذلك لمعالجة الازدحام العددي في الفصل، باعتبار أن هذه المرحلة من 1-3 هي عماد التعليم الأساسي للمستقبل، فإذا استطعنا أن نكون الشخصية في هذه المرحلة سيكون لدينا طالب قادر على استيعاب المقررات الدراسية وإذا رافق هذه المرحلة أي خلل سيعاني منه الطالب حتى الثانوية وما بعد الثانوية وذلك لعدم وجود أساس في هذه المرحلة التي تعتبر أهم مرحلة لتكوين شخصية الطالب من الناحية النفسية والعقلية والتعليمية».

كثير من الطلاب والإدارات المدرسية اشتكوا من رداءة الكتاب المدرسي الذي يتلف سريعا ربما قبل أن يصل الى الإدارة المدرسية.. توجهت إلى مؤسسة ومطابع الكتاب المدرسي وطرحت الشكوى على الأخ العزي محمد الوجيه، مدير عام مؤسسة الكتاب المدرسي فرع عدن، الذي أجاب قائلا: «يتم طباعة الكتاب المدرسي في فرع عدن ويرحل إلى جميع محافظات الجمهورية إضافة إلى بعض المراكز التعليمية في بعض المحافظات، ولم نجد أي شكوى من أي محافظة، ونستغرب مثل هذه الشكوى من بعض مدارس محافظة عدن، ونحن نؤكد أن الكتاب يخرج سليما من المؤسسة ومغلفا وبنفس الطريقة التي يتم إعداده بها من مركز البحوث والدراسات في صنعاء».

ويوضح الأخ العزي بأن تلف الكتاب ربما يعود الى سوء التخزين، حيث في بعض المحافظات والمراكز التعليمية هناك المدارس لا يوجد بها مخازن لتخزين الكتاب مما يجعله عرضه للمطر بالإضافة إلى تنقله من سيارة إلى سيارة، كل هذا يعرض الكتاب المدرسي إلى التلف، وفي بعض المحافظات تخزن الكتب في مواقع سقوفها آيلة للسقوط».

واستطرد الأخ العزي قائلا: «لدينا عقد مع وزارة التربية والتعليم محددة فيه شروط ومواصفات الكتاب من حيث الورق سواء الغلاف أو الورق الداخلية، ونحن نختار الورق ذات الجودة المتوسطة فللأسف الكتاب المدرسي في اليمن استهلاكي ويستخدم لعام واحد فقط، لهذا نضطر إلى أن نستخدم ورقاً متوسط الجودة وغلافا عاديا بوزن (190 جراما برستل) ليس بالجودة التي تطبع بها الكتب المدرسية للدول المجاورة التي يستخدم فيها الكتاب المدرسي لأكثر من أربعة أعوام ليمر على أكثر من طالب».

و يؤكد أن «هذا التحديد لاختيار الجودة ونوعية الورق والمقاس وبياض الورق يتم من قبل وزارة التربية والتعليم، ونحن ننفذ» وأضاف أنه «حاليا يتم الترتيب من قبل الأخ وزير التربية والتعليم رئيس مجلس الإدارة لتطوير وتحديث المؤسسة بشكل عام، لهذا سيتم قريبا تحديث الآلات، فالمستخدمة حاليا قديمة، وعند الحصول على هذه الآلات الحديثة نستطيع أن نواكب عملية تطوير الكتاب المدرسي في اليمن».

< الأخ علي محمد الحارثي، مدير عام المستلزمات والتجهيزات عضو مجلس الإدارة يقول: «حقيقة وصلتنا بعض الشكاوى من تلف الكتاب المدرسي، ووجودنا اليوم بعدن يأتي بتوجيه من الأخ الوزير بشأن متابعة عملية الطباعة وما يمكن استحداثه في مطابع كل من صنعاء وعدن وحضرموت». مشيرا إلى أن «فرع المؤسسة يؤدي واجبه وفق الإمكانيات المتاحة لهم لهذا نحرص حاليا على إضافة خطوط إنتاجية جديدة في مطابع الكتاب المدرسي واستحداث الآليات لتنجز عملها في وقت مبكر، إضافة إلى معرفة أسباب تلف الكتاب، والحقيقة هناك بعض الكتب التي تتلف بصورة سريعة ولكن لم نتمكن من معرفة مصدر الطباعة هل في عدن أم صنعاء أم حضرموت، لهذا نتحرى عن هذه الشكوى فنحن حريصون على أن يصل الكتاب المدرسي إلى يد الطاب سليما وفقا للاتفاقية التي تمت بيننا وبين وزارة التربية والتعليم.. ومن هذه المواصفات أن يكون الكتاب (مدبّساَ) بصورة صحيحة إلى جانب استخدام الصمغ الحراري حتى يصل الكتاب بصورة سليمة إلى كل المحافظات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى