الكتاب المدرسي تحت المجهر ..تربويون : كثافة المقررات الدراسية تساعد على نفور التلاميذ

> «الأيام» فردوس العلمي:

> الكاتب ليس مشكلة بقدر ما يكون محتوى الكتاب هو المشكلة فإذا كان محتوى الكتاب لا يصل إلى ذهن الطالب أو يصل مبتورا يفقد أهميته فالكتاب بمحتواه. الكثير من الآراء رصدناها خلال هذا التحقيق فالمقرر الدراسي قضية لا تهم عدن ومدارسها وطلابها فحسب بل طلاب مدارس محافظات الجمهورية كافة.

« رب صدفة خير من ألف ميعاد» مقولة صحيحة 100% فالصدفة وحدها جمعتني بكل مدراء التربية والتعليم على مستوى الجمهورية وذلك في اختتام الدورة الخاصة بمدراء التربية بفندق الشيراتون والتي كانت من ضمن توصياتها أن المناهج والتوجيه والتقويم بحاجة إلى مراجعة عامة وكذا ضرورة تدريب المعلمين والموجهين على المناهج وتوفير الموجه المعلم في كل مدرسة وتأكيدهم أن أساليب القياس والتقويم (الامتحانات) عديمة غير مجدية ومكلفة وبحاجة إلى تطوير وتحديث، والصدفة أيضا التي جعلتني ألتقي وأختم تحقيقي بحديث الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم.

وقبل أن ألتقي بهم جمعت أوراقي وفيها الكثير من الآراء المختلفة وتوجهت إلى مدرس من الجيل القديم له خبرة وتجربة مع المناهج حيث عمل في حقل التربية والتعليم (35) عاماً وحاليا يعمل بشكل طوعي ولوجه الله في مديرية المعلا محافظة عدن مستشار فيها للاستفادة من خبراته العملية والعلمية الاستاذ محمد سعيد شيبان الذي بدأ حديثه معي قائلاً :

«عاشرت المناهج الدراسية قديماً وحديثاً والحديث عنها ذو شجون ولكن وبصدد ما نعانيه من تدني المستوى أقولها وبكل صراحها كما قال الشاعر:إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم»، ويؤكد لنا أن الكتاب المدرسي وسيلة وليس غاية ويضرب مثلاً: اعطني معلماً ولا تعطني كتاباً، ومن رأيه مهما أخطأ المؤلفون فيجب أن يكون المدرس عند الكفاءة والنزاهة والخبرة حتى يستطيع أن يسهل ما صعب ويقرب ما بعد وحسب قوله «عدمنا الاثنين»، ويسأل: الكتب المدرسية من مؤلفها؟ مجموعة معينة من القمة فهل نزلت إلى مستوى الطلاب والمدرسين؟ حتى تفهم ما يطلبون وما يقولون، هؤلاء المؤلفون لا يعلمون شيئاً من القاعدة رغم امتلاكهم الخبرات فهم دكاترة، وحسب رأيه كان يجب أن تكون لجنة التأليف من مدراء ومدرسين محتكين بالقاعدة لديهم خبرة حتى يخرج هذا المقرر مرضياً لجميع الاطراف لا لطرف واحد .

الأستاذ محمد سعيد شيبان له العديد من الاستمارات والملازم تصب في صميم العمل التربوي والتعليمي يستفيد منها معلم اليوم، يقول: «تكلمنا عن تدني المستوى التعليمي ولكن مع الأسف كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، كلنا نثرثر ونقول لكن هل عملنا بما يرضي ضمائرنا ويرضي الله وينتشل هذا الوضع». ويسأل: من المسؤول عن اتخاذ القرار بأن ينتقل طلاب مستوى (1 - 3) أتوماتيكياً؟ فهذا حسب وصفه جريمة لا تغتفر ومن اتخذ هذه القرار ليس لديه الوعي الكافي فعند وصول كل هذه المخرجات إلى المستوى اللاحق أغلبهم ضعفاء. ويضيف: «يجب أن نعي بأن هذه المرحلة هي الأساس في التعليم وكلما كان ثابتاً وقوياً نستطيع أن نعتمد عليه ولكن على ماذا نبني؟!».

ويسأل حول إعطاء الطالب كتابين في كل مادة «فكم هي السنة الدراسية لكي يستطيع الطالب أن ينهى الكتابين في كل مادة هي مجرد (8) أشهر تتخللها إجازات ومظاهرات واحتفالات وإضراب فلابد أن يكون المقرر بقدر السنة الدراسية والمدرس اذا قدم المقرر بصورة كيفية لا حشوية لكن الآن كله حشو والمهم أن ينهي المقرر وهذا ليس طريقة تعليمية صحيحة».

ويقول:«المناهج القديمة كانت تتوخى الصدق والنزاهة والأمانة والواقع وليس المبالغة فلابد ان يكون المنهج يتماشى مع الواقع واقع الطلاب والمدرسين. والمناهج القديمة كانت تؤلف بوعي مع النظر الى مستوى الطالب ومستوى المدرس وكفاءته والآن لا يوجد الثواب والعقاب.. ومهما تضاعف المستوى المعيشي للمدرس عليه التعامل بنزاهة وضمير ».

وعن المقارنة بين المنهج القديم والحديث يقول«الجديد جديد» ويبتسم ولا يكمل المثل فحسب قوله عجلة الزمن تدور الى الامام ولكن علينا ان نعمل بالمثل القائل «خذ من القديم ما كان أصيلاً ومن الجديد ما كان مطوراً ومجدداً فلا يمكن ان ننسف القديم فاحاضر والمستقبل مرتبطان ببعض» .

توجهنا الى مركز البحوت والتطوير التربوي/عدن وكان لنا لقاء مع الدكتور أحمد صالح علوي رئيس المركز الذي أعطى لنا لمحة عن مهام المركز مؤكداً أن المركز يعنى بالدراسات والبحوث التربوية وتطوير المناهج وكل ما يتعلق بالقضايا التربوية وقضايا البحوث، وقال:«من تطوير العمل التربوي وتواكبنا مع التطورات الحاصلة في العالم أنجزنا العديد من الدراسات في كثير من القضايا التعليمية منها اعداد دراسة حول واقع الإدارة المدرسية في الجمهورية اليمنية وكذا دراسة لتحديث الاحتياجات التدريسية لإدارة المدرسة في المرحلة الثانوية بغرض اقرار استراتيجية تطوير التعليم الثانوي والادارة المدرسية اضافة الى دراسة أخرى حول رياض الاطفال وأسباب تدني التحصيل الدراسي في القراءة والكتابة للصف الرابع و إمكانية تدريس اللغة الانجليزية من الصف الرابع ابتدائي» .

وعن المناهج يقول : «قطعنا شوطا كبيرا في اعداد وتطوير المناهج ومن عام 1997م بدأت الوزارة تضع خطة لتطوير المناهج وبدأ العمل في تطوير المنهج في الصفوف الاولى من ( 1 - 3) باعتبارها المرحلة الأساسية.

ويرفض د. أحمد صالح علوي أن توصف المناهج بالضعيفة وحسب قوله المناهج أعدت على أسس علمية وأسندت الى أشخاص يحملون شهادات الدكتوراه في هذا المجال، ويؤكد أن على المدرس ان يكون لديه الخبرة والمعلومات المتراكمة لكي يستفيد منها الطلاب فإذا تمكن المعلم من ايصال المادة للطالب يستفيد الطالب ونقضي على تدني مستوى الطلاب. ويضيف: «كانت المناهج بسيطة وركيكة فالمسألة ليست في الاختصار فقد نجد لجان التأليف تبالغ بحجم المادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى