> «الأيام» محي الدين الشوتري::

الزميل محي الدين يدردش مع المعمر
تحركت في أول النهار عند بزوغ الشمس إلى الريعة التي تبعد ساعة كاملة عن القرية التي أسكن فيها حيث صحبني في نصف الطريق مدير مدرسة ابن سينا الاستاذ عبدالغني بورزان والنصف الآخر صحبني فيه الزميل عادل أحمد القاضي اللذان تشكرهما «الأيام» على الجهود التي بذلاها لتهيئة هذا اللقاء .
بعد أن تجاوزنا وحشة الطريق وصلنا المكان الذي قصدناه حيث استقبلنا أحد أولاده الذي أكد لنا أنه أوسطهم ويبلغ من العمر 60 عاما، وصحبنا إلى العشة التي يسكن فيها والده، وبعد أن شربنا الشاي والقهوة وتبادلنا أطراف الحديث مع ولده انبأنا الكهل الزهري بمقصدنا اليه فسرد لنا الآتي:
أبي فارق أمي 17 عاماً
يروي الحاج محمد علي الزهري أن أباه بعد أن تزوج أمه فارقها سبعة عشر عاما حيث هاجر إلى الحجرية نتيجة القحط والجوع ثم عاد بعد ذلك ورزق منها بولد وبنتين.
4 زوجات و8 أولاد وأكثر من 100 حفيد
المعمر محمد علي الزهري تزوج من أربع نساء طلق إحداهن وتوفيت اثنتان وبقيت واحدة، له 8 أولاد وتجاوز عدد حفدته 100 حفيد بل إن قرية الزهيرة إحدى مناطق الريعة سميت بهذا الأسم لأن اغلب ساكنيها هم حفدته.
زمن رديء أهله
يصف الزهري أهل هذا الزمان بالرداءة حيث يتصارع الإخوة والجيران على تفاهات الأمور، وأثنى على الزمن الماضي فرغم أن الظروف صعبة «إلا أننا نتعاون ونتكاتف لانقاذ أخينا إذا نزلت به مصيبة».
قطع المسافات والقصد (أبي الأسرار)
يقول الزهري: كانت المساكن في الماضي متباعدة والطرق مليئة بالحيوانات المفترسة حيث كنا في منطقة الريعة أربعة مساكن وكنت أقطع المسافات لنقيم الصلوات في رمضان وقراءة القرآن في مسجد أبي الأسرار. وتساءل الزهري كثيرا عن ظهور جماعات في هذا الزمن تحرم الاحتفال بالمولد النبوي حيث قال: هل ذكر الله بدعة ؟ هل الصلاة على النبي بدعة؟.
جمال عبدالناصر زعيم عربي.. وصدام حسين بطل
ويعتبر الزهري جمال عبدالناصر من أفضل الزعامات العربية مبديا امتعاضه من الزعامات التي لم تستطع أن تعمل حلا للفلسطينيين في كسر الحصار الظالم عليهم وعلل ذلك بخوفهم على كراسيهم، ويصف الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعدم شنقا يوم عيد الاضحى بأنه بطل.
إعانة.. ووعود عرقوبية
في ختام الزيارة وعندما هممت بلملمة الأوراق لإنهاء الحوار سألته: هل تتقاضى معاشا شهريا؟ قال: من أين؟ قلت له من صندوق الرعاية. قال وصوته يتحشرج حزنا «أنا لا أمـلك شيئا حتى أكـون أهلا لها».
فأين الرحمة يا هؤلاء؟!