> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

ابراهيم في بداية مشواره الدولي ضمن صفوف المنتخب الوطني بجيل ذهبي .. الأول من اليمين جلوساً
ابراهيم في بداية مشواره الدولي ضمن صفوف المنتخب الوطني بجيل ذهبي .. الأول من اليمين جلوساً
الحارس الكبير بدأ مدافعا .. في ذاكرة التلاليين وعشاق كرة القدم حارس كبير كان امتدادا لحراس عمالقة ذادوا عن الشباك فرسموا الفرحة بالوصول إلى منصات التتويج.

إنه ابراهيم عبدالرحمن عملاق الشباك التلالية لعقدين من الزمن وحارس المنتخبات الذي أبدع وتألق كثيراً وكان سطراً بارزاً في تاريخ التلال في عصره الذهبي.

استضفته في صفحتنا الاسبوعية وحاورته ورصدت بعضاً من ذكرياته وتاريخه ومشواره في السطور القادمة:

> قبيل انتصاف عام 75م كانت البداية التي ربطت ابراهيم عبدالرحمن بكرة القدم وذلك بوجوده في طلائع فريق الاحرار الذي كان يعيش أيامه الأخيرة بعد أن تم الدمج بينه وبين فريق الأهلي في فريق التلال فانخرط تلقائياً بتمارين ناشئة التلال مع المدرب أحمد دحمان ومع مجموعة لاعبين تذكر منهم : محمد عيدروس، ماهر علمي، وتاج الدين..مرحلة شهدت أولى المباريات لإبراهيم بقمصان التلال الحمراء كمدافع رغبة منه في السير على مشوار أخيه المدافع الكبير عزيز عبدالرحمن.

بعد موسم خاضه مع الناشئين انتقل إلى فريق الشباب وهو مدافع ترصده العيون لتنقله إلى أدوار أخرى لحماية الشباك والتواجد بين الثلاث خشبات نظراً لامتلاكه مقومات ذلك.

خدعة المدرب وقصة التغيير
في ظل رغبة إبراهيم عبدالرحمن وتمسكه باللعب كمدافع بعدما شهد تألق أخيه كانت هناك ترتيبات من قبل القائمين على مسار الأمور بانتزاع تلك الرغبة وإقناعه باللعب حارسا للمرمى، وخصوصاً من قبل عبدالحميد السعيدي وابراهيم علي أحمد.. ولأجل ذلك وفي مباراة ودية بين شباب التلال والشعلة فوجئ ابراهيم وهو الذي جاء للعب كمدافع بغياب الحارسين علي عبده ومحمد رشاد وهو أمر غريب ترك انطباعا وإحساسا بأن هناك أشياء تدار في الخفاء لأن غياب الحارسين شيء غير مألوف، فطلب من إبراهيم أن ينقذ الموقف ويحرس الشباك فلم يكن هناك خيار أمامه في ظل معرفته بأنهم يعرفون أنه يلعب في المدرسة حارسا للمرمى، فخاض المباراة ليؤكد أنه قادر على العطاء بشكل أفضل كحارس مرمى.

المباراة زادت الاصرار عند الراصدين أن امكانيات هذا اللاعب ستجعل منه حارسا كبيرا ومع ذلك حاول إبراهيم التمسك برغبته في اللعب كمدافع، وبين هذا وذاك مورس ضده أسلوب خاص بعدم إعطائه فرصة للعب لإيصاله لحالة الاقتناع وهو ما تحقق فعلا.

انتقل إبراهيم للعب كحارس مرمى، ونجحت خدعة المدرب وتأكدت القناعات بعدما أثبت أنه حارس قادم بقوة ليكون من أفضل الحراس على الساحة.

فرصة اللعب في صفوف الممتاز
تألق ابراهيم مع الشباب فأهله ذلك في موسم 79- 80م للتمرين في صفوف الفريق الممتاز مع كوكبة نجوم صنعوا تاريخا ناصعا للتلال وتذكر إبراهيم أنه تفاجأ يوماً بوجوده في القائمة التي ستخوض لقاء ضد طليعة لحج وكان المدرب أنور غفوري رحمه الله هو من قاد التلال في تلك الفترة «فحضرت إلى النادي والطاقم وأنا في حالة رهبة وفرحة لأفاجأ عندما حددت التشكيلة بأني سأكون أساسياً، فلم أظهر لأحد أنني خائف أو ما شابه ذلك في ظل مساندة الجميع فتسلحت بقدراتي ولعبت مع عصام زيد، عباس كوكني، حسين عمار، سامي النعاش، أنور السمان، أبوبكر الماس، حسين فرحان، عدنان سبوع، ومحمد الويكا أول المباريات مع الفريق الممتاز وقدم فيها ابراهيم ما يكفي ليكون الرقم 1 في حراسة المرمى والدفاع عن عرين التلال في كل المناسبات فتوج بطلاً للدوري في أول موسم له مع القافلة التلالية.

كأس اليمن تألق خاص
شاءت الظروف ومع بزوغ نجم ابراهيم عبدالرحمن نحو عالم النجومية أن تكون هناك مباراة لها خصوصيتها عنده وكانت ضد حسان، هذه المباراة وحسب قوله هي التي رسمت المسار وأكدت حضوره، وبعدها جاء كأس اليمن التي شارك فيها التلال مع منتخبات محافظات لحج ،أبين، حضرموت، الحديدة، تعز، وأهلي صنعاء المطعم بلاعبين من أندية أخرى.

المشاركة كانت لها خصوصية وسجلها التاريخ بوصول ابراهيم إلى التتويج باللقب مع التلال وبشباك نظيفة بعدما رفض ابراهيم أن تخدش شباكه في كل المباريات التي خاضها في البطولة التي نالها التلال مع المدرب ناصر الماس.

المباراة النهائية جمعت التلال وأهلي صنعاء وكسبها التلال بثلاثية سجلها عدنان سبوع وأبوبكر الماس.

ابراهيم في صفوف التلال الأول من اليمين وقوفاً
ابراهيم في صفوف التلال الأول من اليمين وقوفاً
اثنان وعشرون عاماً عمر المشوار
وهو يتحدث عن مشواره في صفوف أبناء صيرة قال: «إنه مشوار حافل بالبطولات والانجازات التي كانت عادة للتلال بوجوده دائماً على منصات التتويج، عاصر من خلالها أجيالا مختلفة وتذكر ابراهيم بطولة كأس الانارة التي أحرزها التلال بتصميم وإرادة لاعبيه، حيث خسر بقرار مباراة كان كسبها ضد الوحدة فعاد للمشاركة بنظام البطولة (خروج المغلوب من مرتين) وانتزع الكأس من الشرطة لذلك كما قال إبراهيم:«ستظل هذه البطولة بأحداثها لها خصوصية عندي إضافة إلى بطولات عديدة توجنا بها جهودنا مع جيل رائع تواجد في التلال خصوصاً في الثمانينات وأكيد أنني كنت محظوظا بالتواجد بينهم».

الدفاع عن ألوان الوطن
كان لابراهيم حضور لافت ومتميز في صفوف المنتخبات الوطنية وقد كانت البداية عام 82م عندما استدعي للمنتخب الوطني الذي يستعد للدورة الآسيوية في الهند مع المدرب عزام خليفة، وأثناء تواجده تم استدعاؤه مع طارق قاسم، الأحمدي، شكري صعيدي، ياسين محمود، لقوام منتخب الشباب الذاهب إلى النيبال التي شهدت أول مباراة دولية له وكانت ضد الكويت وانتهت بالتعادل 1/1 وسجل هدف منتخبنا يومها وجدان شاذلي.

بعدها عاد ابراهيم الى صفوف المنتخب الأول وشارك في الهند احتياطيا للحارس العملاق عادل اسماعيل، ونال من خلال هذه المشاركة ايضاً فرصة اللعب في آخر مباراة ضد ايران فكانت المباراة بداية لعصره مع حراسة شباك المنتخب الأول.

وجاءت بعدها مشاركة مع منتخب الشباب في المغرب ثم المشاركة في كأس العرب في السعودية مع المنتخب الأول وكثير من المشاركات داخل وخارج الوطن كان آخرها في بطولة الصداقة عام 89م في الكويت.

مشوار ابراهيم مع المنتخبات وصل إلى ما يقارب 45 مباراة دولية تخللتها فترة توقف في عام87م للاصابة.

أهداف في شباكه
من الأهداف التي سكنت شباك إبراهيم عبدالرحمن وجاءت بطريقة لم يكن بإمكانه أن يصنع امامها شيئا قال ابراهيم: «إن هدف قاسم شندق لاعب شمسان في موسم82/83م من ضمن هذه الأهداف فالكرة كانت عكسية فاصطدمت في قدمه فتحول اتجاهها صوب شباكي..

وهدف آخر سجل في شباكي وأنا في صفوف المنتخب ضد المغرب سجله مدافعنا المتألق دائماً رحمة الله عليه طاهر باسعد.

مباريات عالقة في الذاكرة
من المباريات التي لها حضور ولا تزال عالقة في الذاكرة قال: «مباراتنا ضد وحدة عدن في نهائي كأس الجمهورية عام 87م يومها كنت في قمة التألق لدرجة أن معلق التلفزيون محمد سعيد سالم قال إن الوحدة يلاعب ابراهيم عبدالرحمن.

الا أن خطأ لمسة اليد الذي ارتكبه الكابتن سامي النعاش أضاعت علينا ربما تسجيل إنجاز لأننا كنا على بعد خطوة من الوصول إلى ضربات الترجيح.

ومباراة أخرى كانت ضد المنتخب المغربي عام 83م قدمت فيها ايضاً عطاء لافتا وصديت ضربة جزاء، المباراة خسرناها بهدف جاء بخطأ من مدافعنا طاهر باسعد.

ومباراة ضد حسان عام 89م في ابين كانت جماهيرية وحماسية كعادة لقاءاتنا مع حسان، تصديت فيها لهجمات عديدة من نجوم متميزين في حسان: مكيش وسمير صالح، المباراة كسبناها بهدف سجله المرحوم عبدالناصر نديم.

خارج الذكريات
ـ رغم تاريخ ونجومية وعطاء ابراهيم عبدالرحمن الا أنه خارج حسابات التواجد بين الأجهزة الفنية للتلال كمدرب للحراس.. عن ذلك الجفاء قال: «انه لا يستطيع أن يضع أسبابا لذلك فالقيادات التلالية التي تتعاقب هي التي تحمل السر في تجاهل ابراهيم عبدالرحمن».

ـ ومع ذلك فأنا مستعد لخدمة التلال من موقع مدرب حراس المرمى فقط لأنه مجالي وأستطيع أن أعمل فيه وأقدم شيئا».

ـ الجيل السابق كان محبا للرياضة والكرة .. لذلك كان عطاؤه بلا حدود أما اليوم فاللهث وراء المال هو المسيطر .. لذلك لم نعد نرى نجوما حقيقيين كما كان في السابق.

ـ حاليا لا أتابع رياضتنا كثيراً فلم تعد بالشكل الذي يستحق المتابعة.

ـ رياضتنا وكرة القدم بالذات تفتقد لأمور عدة حتى ترتقي وتسير مع الآخرين، ووجود الدخلاء عليها جعلها محلك سر.

مقتطفات من الحديث
> عبدالحميد السعيدي أحب الشخصيات إلى قلبي في مشواري الرياضي.

> تأثرت في بداية حياتي الرياضية بالحارسين : عبده علي غالب(عبادل)، وطارق ربان.

> (عصام زيد وعباس كوكني) و(كامل صلاح وجلال زحيري) أفضل مدافعين لعبوا أمامي.

> أبوبكر الماس أفضل لاعب كرة قدم رأيته.

> الثعلب علي نشطان أخطر مهاجم واجهته في الملاعب.

> كلمة حب بعد سنوات أوجهها للاستاذ عبدالحميد السعيدي الذي ساندني وقدم لي الكثير لأثبت أقدامي في الملاعب.

> أجمل الأهداف التي رأيتها سجله سامي النعاش في مرمى عادل اسماعيل.

> أحمد دحمان،عبادل، أنور غفوري، ناصر الماس، عبدالله خوباني مدربون لهم فضل في مشواري.

> عزيز سالم، علي نشطان، مبروك مهدي، وجدان شاذلي، مكيش، عبدالله باعامر، محمد حسن أبوعلاء، أبرز من سجلوا في شباكي.

> أعتز كثيرا بلقب عميد الحراس الذي أطلق عليّ في يوم ما.

> نلت لقب أفضل لاعب في أحد المواسم الرياضية.