> عمان «الأيام» رندا حبيب :

العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني
العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني
دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أمس الثلاثاء اسرائيل الى وضع حد لاحتلالها للاراضي العربية لضمان تعايشها السلمي مع اكثر من مليار مسلم في العالم، مؤكدا ان مبادرة السلام العربية التي تبناها العرب "فرصة نادرة" من اجل تحقيق السلام.

وقال الملك عبد الله في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس "أؤكد انه على اسرائيل والدول الاوروبية والولايات المتحدة ان تدرك ان قضية فلسطين لا تهم الفلسطينيين فحسب بل هي اليوم وكما كانت على الدوام قضية تأسر عواطف كل المسلمين من اندونيسيا وحتى المغرب العربي".

واضاف "عليه فان على اسرائيل اذا ارادت ان تتعايش مع اكثر من مليار مسلم ان تنهي احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية".

ووجه الملك عبد الله نداء الى "الشعب الاسرائيلي" بان عليه ان "يدرك تماما ان مبادرة السلام العربية (التي اعيد اطلاقها خلال القمة العربية الاخيرة في الرياض) تعبر عن الارادة العربية الجماعية لبناء السلام الذي يضع حدا لسنوات طويلة من العنف والمعاناة".

وتابع "عليهم ان يدركوا ايضا ان هذه الفرصة (هي) فرصة نادرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.. وقد آن الآوان لهم كي يعملوا على اقناع قادتهم بضرورة التحرك الفعلي باتجاه استئناف مفاوضات السلام وفق هذه المبادرة التي تشكل ضمانة حقيقية لترسيخ أمن واستقرار الجميع".

واعتبر ان مبادرة السلام العربية "تعبر عن الإرادة العربية الجماعية لبناء السلام الذي يضع حدا لسنوات طويلة من العنف والمعاناة".

وحول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن تحقيق السلام قد يكون ممكنا خلال خمس سنوات، قال الملك عبد الله ان "السلام يمكن أن يتحقق إذا حسنت النوايا في وقت اقصر من ذلك بكثير".

واوضح ان "من مصلحة إسرائيل أن تتبنى عرض السلام الذي قدمه العرب في المبادرة وإلا فإننا سنشهد المزيد من الدمار والفوضى والإحباط واليأس وهي عوامل تؤجج التطرف والعنف وتشكل حاضنة خصبة للإرهاب الذي يستهدف الجميع ولا يستثني أحدا".

وجدد تأكيده أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال، التفكير بالوصول إلى سلام حقيقي، دون الأخذ بعين الاعتبار حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".

واكد الملك عبد الله ان "التفاوض المباشر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على هذا الموضوع يشكل منطلقا مناسبا وملائما لإيجاد حل نهائي لقضية اللاجئين الفلسطينيين".

ومن جانب اخر، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني "ان "الانسحاب (من العراق) دون جدول زمني ودون تهيئة الظروف الملائمة التي تضمن تعزيز دور الحكومة المركزية وتمكينها من ادارة شؤون البلاد وضمان وجود قوات عراقية قادرة على توفير الامن والاستقرار قد يعمق المشكلة ويسهم في زيادة حدة العنف والاقتتال بين العراقيين".

وحول امكانية امتداد العنف الطائفي الى دول اخرى في المنطقة، قال الملك عبدالله "اليوم يدرك الجميع انه عندما تبدأ (لا سمح الله) المشاكل الطائفية فانه يكون من الصعب الخروج منها لذلك فان الجميع في المنطقة يدرك ان السير في هذا الاتجاه سيكون كارثيا على كل المنطقة".

وفيما يتعلق بايران، اكد الملك عبد الله ان "الدول العربية لها اتصالاتها مع إيران"، مشيرا الى ان "ما يربط بين الأمة العربية والشعب الإيراني أكثر مما يفرق بينهما".

واضاف "نحن نسعى إلى علاقات تفاهم واحترام متبادل بعيدا عن أساليب الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين".

ومن جهة اخرى ، اكد الملك عبد الله الى ان "الاردن منذ سنوات ونتيجة الأعباء التي يفرضها استيراد الطاقة من الخارج، يبحث عن مصادر بديلة، تساعدنا في مواجهة الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات".

واوضح ان "هذه المسألة ستناقش مع السيد محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الذي سيقوم بزيارة الى الأردن الأسبوع القادم. (أ.ف.ب)