> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

كثيراً ما نسمع عند تحقيق بطولة ما أو إنجاز كبير، سواءً إن كان الأمر متعلقاً بإحدى البطولات المحلية، أو إن كان الأمر مرتبطاً بتحقيق نتائج جيدة ومركز مشرف على صعيد المنتخبات الوطنية بنغمة التبرعات، التي يتسابق الجميع لها، والتي تنهال من الشركات الخاصة والعامة، ومن بعض التجار ورجال الأعمال، وذلك كنوع من الدعاية (المجانية)، وإن كانت بطريقة غير مباشرة، ولكن ما إن ينفض المولد إلا وترى كل الذي قيل إنما هو مجرد كلام قيل على الهواء.

بالأمس حقق شعب حضرموت بطولة كأس الرئيس لكرة القدم ونال ما ناله من هذه النغمة، التي تجيدها أكثرية الشركات ورجال الأعمال لتصل المبالغ التي انهالت على نادي شعب حضرموت ولاعبيه إلى ملايين الريالات لازالت محبوسة في خزائن هؤلاء التجار أو الوزراء باستثناء الدعم المقدم من رجل الأعمال الشيخ عبدالله بقشان والمدير الناجح والشخصية المحترمة جداً الاستاذ حافظ معياد مدير بنك التسليف، الذي وعد وأوفى بوعده، وهو ليس بغريب على شخصية (المعياد)، الذي لا يحبذ الكلام في مثل هذه الأمور، لكون ذلك إنما هي مهمة وواجب وطني تجاه الأندية، ولاعبيها الذين هم ذخر الوطن وأمنه واستقراره ومفتاح تطوره وتقدمه.

وهكذا ما إن بدأت صافرة بداية مسابقة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم حتى ارتسمت صورة طيبة عن الفارس الحضرمي لكي يظهر بمستوى يليق به كحامل لقب كأس الرئيس، وكفريق عريق يضم نخبة ممتازة من المواهب الحضرمية، التي دقت باب النجومية بقوة ووصلت إلى المنتخبات الوطنية كشيء طبيعي.

غير أن الجولات الإحدى عشرة التي مرت من عمر المسابقة غيرت تلك الصورة المرسومة لدى محبي ومتابعي الشعب، حينما تلخبطت الصورة وجاءت بنتائج تهدر فيها النقاط وأفرزت رقماً من الخسائر وصل إلى الرقم (6)، مما أدى إلى حدوث ردة فعل عنيفة نابعة عن حرص على السفير الحضرمي، الذي هو النقطة المضيئة في الخارطة الكروية اليمنية غير أنها أيضاً كانت قاسية تجاه الإدارة الشعباوية التي نالت من التقدير والمديح الشيء الكثير، غير أنه الحال الذي دوامه محال.

وكان الأجدر هو التقرب من الإدارة التي كلنا لها المديح بالأمس، لمعرفة حقائق الأمور، وهل النادي يعيش في بحبوحة مالية أم العكس؟

وهذا لا يعفي أيضاً الإدارة الشعباوية من بعض الأخطاء التي وقعت فيها من خلال التعاقدات الخاطئة، سواء مع بعض اللاعبين أو الجهاز الفني الذي سارع بالرحيل، وهو الإجراء الذي تتبعه الكثير من إدارات الأندية التي تبحث عن كبش الفداء، حتى تهدئ الرأي العام في أنها جادة في إعادة الأمور إلى نصابها.. وإن كانت بعض هذه التغييرات تكون غير مدروسة.

وبما أن فريق نادي الشعب ليس هو الوحيد الذي يمر بمثل هذه الهزات في المسابقة الكروية، التي هي عجينة خاصة، ولا تستقر على حال فترى هذا الفريق يوماً في القمة ويوماً في القاع، ووحدة صنعاء أقرب مثال على ذلك.

وعليه فإن المطلوب اليوم تكاتف الجهود لعودة صورة فريق نادي الشعب البهيجة التي تسر ناظريه ومحبيه، وتجعل المسابقة أكثر متعة وإثارة