لا خيار سوى.. الحوار

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
في ظل جلسات الحوار السياسي القائم بين الحزب الحاكم والمعارضة، الذي بدأ قبل عدة أسابيع لوضع ضوابط ومبادئ أساسية له، وفي ظل تعقيدات الحوار وسخونته بحسب سخونة القضايا قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان بأنه لا طريق آخر لحل مشكلات الوطن الكبيرة والصغيرة سوى الحوار، كما أضاف: «وإذا فشلنا في هذه الجولة من الحوار ووصلنا إلى طريق مسدود فلن يحصل أن نقلب الطاولة على الجميع ونحول ذلك إلى أزمة وعلى العكس سنبدأ من جديد نطالب بالحوار والتعريف بأهميته وضروراته».

إن مهام و طبيعة المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود المشتركة نحو اعتماد لغة سلسة في الحوار وفي إطار أدب الاختلاف يقود إلى مزيد من التقارب في وجهات النظر واعتماد خطاب سياسي من نوع آخرغير الذي اعتدنا عليه خلال الفترة الماضية. وطالما كانت الغاية نبيلة في مقاصدها فلا بأس أن تتعدد الرؤى وتتنوع الاجتهادات ليتمكن الجميع من التعاطي الجيد مع قضايانا الوطنية ومع قضايا المواطنين المعيشية والاجتماعية والسياسية نحو المعالجة الصائبة قدر الإمكان و تذليل الصعوبات.

وعلى أمل أن تتخلى السلطة عن لهجتها السياسية وخطابها الإعلامي بأسلوبه القديم حول نظرتها للمعارضة والانتقال به إلى أسلوب العصر والشفافية ومن منظور العمل التكاملي المشترك في معالجتها للقضايا الوطنية لا أن تميل إلى النظرة الأحادية والاستعلائية تجاه المعارضة وبالقوة نفسها والشطط المتشدد والتعالي والغرور وتحديداً من أولئك الذين احترفوا اتهام معارضيهم بشتى أنواع السب والقدح والنظر إليهم تارة على أنهم مرضى وأن موقعهم هو المصحات النفسية، وتارة أخرى ينتقلون بهم إلى خانة العمالة والارتزاق والانفصالية وإلباسهم النظارات السوداء في رؤيتهم للأمور وهم لا يرون إلا من نظارتهم البيضاء وبالليزر، بل إلى الاستماع والتواصل الدائم وأخذ المشورة من قبل شركاء العمل الوطني بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية، وحتى من الشخصيات الاجتماعية الأحادية وغير المنضوية في قوقعة الحزبية والا فقدت مصداقيتها.

وخلاصه القول إن المعارضة اليوم باتت تمتلك من القدرات والمؤهلات ما يمكنها من استيعاب المرحلة والقيام بدورها السياسي، فقط على السلطة القبول بصداقية الحوار معها. وعلى المعارضة بالمقابل أن تتفهم أن السلطة بمفهومها السياسي تميل إلى الاستبداد بحكم طبيعتها في القيادة ، وأن لا تنظر إلى ذلك من حكم الشر المطلق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى