لبنان يستنفر لطرد شبح حرب اهلية جديدة

> بيروت «الأيام» نايلة رزوق :

>
امرأة لبنانية اصيبت في الحرب عام 1975 تقف امام الحافلة التي كانت تقل فلسطينيين بوسطة عين الرمانة
امرأة لبنانية اصيبت في الحرب عام 1975 تقف امام الحافلة التي كانت تقل فلسطينيين بوسطة عين الرمانة
لبنان لن يشهد حربا اهلية ثانية، ذلك هو الوعد الذي قطعه على انفسهم ناشطون من اجل السلام تجمعوا أمس الجمعة قرب "بوسطة عين الرمانة" التي اطلقت شرارة الحرب عام 1975.

ففي ذكرى اندلاع الحرب الاهلية، تعرض الحافلة المترهلة والصدئة والتي باتت رمزا لها طوال يوم الجمعة لتذكر الناس بالحرب التي استمرت 15 عاما واوقعت اكثر من مئة الف قتيل من اصل ثلاثة ملايين لبناني، فضلا عن الاف المفقودين والمعتقلين.

وتحل هذه الذكرى الاليمة على لبنان في وقت يواجه فيه اخطر ازمة سياسية ودستورية شهدها منذ انتهاء المعارك، باعثة مخاوف من حرب جديدة.

ويقول سامي حمدان صاحب الحافلة التي لم يبق منها سوى هيكل محطم "تلك هي نتيجة الحروب الاهلية".

ويضيف "الناس يموتون، الجميع يخسر، ويدمر كل شيء ولا تبقى سوى الانقاض والحطام".

واندلعت الحرب في 13 نيسان/ابريل 1975 حين فتح مسلحون مسيحيون النار على حافلة تقل فلسطينيين في حي عين الرمانة شرق بيروت، بعد ساعات على قيام مجهولين باطلاق نار برشاشات على حشد من المصلين المسيحيين يتقدمهم الرئيس الراحل لحزب الكتائب بيار الجميل امام كنيسة مجاورة.

وتعرض الحافلة للمرة الاولى وقد نقلت الى وسط ميدان سباق الخيل في بيروت الذي كان خط تماس ايام الحرب.

ويقع ميدان سباق الخيل قرب المتحف الوطني احدى نقاط العبور الرئيسية سابقا بين شطري العاصمة الشرقي المسيحي والغربي الذي تقطنه غالبية من المسلمين.

وعلى طول خطوط التماس كان المسلحون من جميع الاطراف يفرضون سلطتهم عبر القتل والخطف والابتزاز.

ويستحضر لبنان ذكرى الحرب هذه السنة تحت شعار "تنذكر ما تنعاد"، فتنظم بهذه المناسبة طاولات مستديرة بمشاركة مقاتلين سابقين ومعارض صور وعروض افلام فضلا عن اعادة بث اغان ونشرات اخبارية واخبار اذاعية من زمن الحرب.

وقال ابراهيم عيد احد منظمي الذكرى "نود ان نقول ان اللبنانيين لن يسمحوا باندلاع حرب اهلية جديدة وان نحذر الاجيال الجديدة من فظاعات الحروب وعبثيتها".

وقامت منظمة غير حكومية صباح الجمعة وبمساعدة مروحيات تابعة للجيش اللبناني بالقاء مناشير تدعو اللبنانيين الى عدم الانجرار الى حرب.

ويروي سامي حمدان الذي يقود اليوم باصا مدرسيا "كانت الحافلة القديمة مركونة في قرية جنوب لبنان فغيرت اطاراتها لاتمكن من المجيء بها الى بيروت".

وكان اشترى "بوسطة عين الرمانة" قبل 25 عاما من ابو رضا الذي كان يقودها يوم اندلاع الحرب وقد نجا من المجزرة بالاختباء تحت الجثث.

ويقول "شهدت حروب لبنان واريد ان ادعو الناس الى عدم تكرار التاريخ نفسه"، موضحا انه "اصيب وخطف" خلال النزاع.

ويضيف "دمر المبنى الذي اسكنه كليا في الهجوم الاسرائيلي الاخير" خلال الصيف الفائت.

ويتابع "في كانون الثاني/يناير احرق باصي وحول متراسا" خلال المواجهات التي دارت بين انصار الحكومة المنبثقة من الغالبية النيابية المناهضة لسوريا وانصار المعارضة القريبة من دمشق، واثارت مخاوف من عودة النزاع الطائفي بعد 17 عاما على انتهاء الحرب,ويؤكد حمدان "انني اعارض التعصب واكره سياسيينا لانهم كاذبون".

ويحلم "بوضع جميع زعمائنا في باص ونقلهم الى مكان ما لمعالجتهم، فجميعهم مرضى ومتعطشون دائما الى الدم والعنف والمال". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى