فراق الأحبة

> «الأيام» سالم أحمد المرزقي/ شبوة

> كم يعجز القلم عندما يكتب كلمة فراق ولكن هل يا ترى يصدق العقل أن الفراق قد حصل؟ وما هو الفراق وأي فراق هذه المرة يا ترى؟ عبارات تتردد في ذهني فلا ينطق بها لساني. نعم إنه الفراق الذي لا يمكن التلاقي بعده لأن القاسم المشترك في هذه المرة هو الموت الذي حدد به مصير الفراق.

ومن يا ترى فارقت في هذه المرة؟ رفقاء عمرك الذين عشت معهم أجمل أيام عمرك وأسعد أيام طفولتك والذين زاملوك في دراستك وشاركوك لعبك وفرحوا لفرحك وحزنوا لحزنك ورسموا في حياتك أجمل معاني الاخوة الصادقة التي لن ينساها العقل حتى تنقطع نبضات القلب، وحينما تعود وأنت محمل بهموم الدراسة، فالشوق يسبقك إليهم ليخففوا عنك، ولكن هذه المرة لا تجدهم!

حينها تصرخ وتقول أيتها القرية الصغيرة ما الذي حل بك وما هو الشيء الجميل فيك بعد أن تركوك ورحلوا أجمعين؟ ولكنها تقف حائرة أمام كل اسئلتك وتفضل السكوت، لا لأنها عاجزة بل لأنها تاهت بين الحقيقة والخيال وفضلت الصمت. فأي عيون تستطيع حبس الدموع وهي تتفجر بداخلها وأي شفاه تظهر الابتسامة وهي حزينة؟ تنتابك اسئلة بلا إجابة وصمت بلا توقف وبركان يكاد أن يتفجر فيتطاير هنا وهناك ولهب لا تطفئه المياه الباردة وأنين يوشك القلب ان يتفجر من شدته وأوهام كالرياح العاصفة في الليلة المظلمة وأصوات كالكوابيس المفزعة وأفكار كالسحب المتراكمة لم تعد تجدي صاحبها بشيء وذاكرة تحاول أن تعود إلى الوراء لتعيش تلك الأيام في مخيلتها حتى وإن كانت هي الألم.

أيتها القرية الصغيرة ألا يحق لي بعد فراقهم أن أطلق عليك مملكة الأحزان؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى