اللواء الأخضر .. شموخ التاريخ وأصالة الواقع وعروس ليلة العيد السابع عشر للوحدة

> «الأيام» نبيل مصلح :

>
اعادة ترميم مسجد الملكة اروى
اعادة ترميم مسجد الملكة اروى
محافظة حباها الله بالجمال، أرضها خضراء وبها مقومات سياحية رائعة، منها أطلت الملكة التي حكمت اليمن، وإليها يتهافت الزوار من الريف والحضر، بل من خارج اليمن، احتضنت معالم تاريخية وتمتعت بتضاريس فريدة، محافظة من الصعب الكتابة عنها في سطور قليلة ويحتار المرء ماذا يكتب إذا كانت هي القصد.

إنها محافظة إب فتعالوا معنا لنستطلع بعض ما فيها خاصة وهي على موعد مع العرس الوحدوي السابع عشر

من جبلة كانت البداية، فقد اختيرت الملكة أروى بنت أحمد لتكون منطلق الحكم ومازال التاريخ يحفظ لهذه الملكة الدور الذي أدته في تلكم الفترة، والحاضر يشهد أيضاً من خلال المعالم الراسخة التي شيدت بفضل الأيادي التي نحتت في الصخر وعملت بصمت وقهرت المستحيل، على عكس ما يحصل الآن فالكل يريد أن يحصد دون أن يزرع قبل ذلك، وإنها لمفارقة عجيبة غريبة في زمن ضاعت فيه القيم والاخلاص في العمل، غير أن ما يميز هذه المحافظة أنها تعد منطقة جذب سياحي وهناك تقدم في المشاريع التي تحكي عن نفسها سواء مشاريع الطرقات أم المستشفيات أم غيرها من المشاريع المركزية المعتمدة أو من الموازنة الاستثنائية.

3 سدود من الموازنة الاستثنائية
بنيت ثلاثة سدود، الأول بسعة 20 ألف متر مكعب وبتكلفة 14 مليون ريال، والثاني بنفس السعة وبتكلفة 16 مليون ريال بينما الثالث وهو الأكبر في المساحة والعمق وبتكلفة 28 مليون ريال، وهي فكرة جيدة للمحافظة على مياه الأمطار والاستفادة منها لأجل الأراضي والآبار، وهذه المشاريع استفادت منها جبلة ضمن الموازنة الاستثنائية بمناسبة عيد الوحدة 22 مايو.

جامع الملكة أروى الأثري
هو صرح أثري شامخ بني في زمن الدولة الفاطمية فلا يوجد ما يشابهه في اليمن، وعن ذلك قال الأخ عبداللطيف المعلمي مدير عام الأوقاف والارشاد إنه منذ ثلاث سنوات يتم إعادة بناء وترميم جامع الملكة بتكلفة قد تصل إلى 190 مليون ريال وما تم إنجازه حتى الآن 70% بمبلغ وقدره 110 مليون لحماية الجامع أولاً من التربة والمجاري ومياه الأمطار وكذا إعادة الأساس لهذا الجامع، وإن شاء الله سيتم افتتاحه في عيد 22 مايو لهذا العام بإب.

وعند دخول الجامع تشاهد قبر الملكة أروى داخل المسجد، الذي أعيد بناؤه بعد أن تعرض للهدم في أواخر 99م من قبل جماعة متشددة ، وتشاهد في المسجد النقوشات والخطوط والمصاحف التي يعود عمرها إلى زمن المجد في التراث الإسلامي، وهي آثار يجب المحافظة عليها، كما تشاهد السائح الأجنبي مندهشا من تلك الآثار والحضارة اليمنية القديمة.

130 مليون ريال لدار العز
بعد ذلك توجهنا إلى دار العز كما يحلو لبعضهم تسميته، (قصر الملكة أروى) الذي كان يحتوي على 360 غرفة كل يوم تنام الملكة في غرفة حتى لا يعلم الأعداء أين هي. وقد تهدمت هذه الدار، والآن قيادة المحافظة اعتمدت إعادة بنائه وترميمه كمتحف وجزء من التاريخ بتكلفة تصل إلى 130 مليون ريال، وقد بدأ العمل فيه.

بعد ذلك اتجهنا إلى متحف الملكة أروى الذي أعادت المحافظة تاريخه عبر مواطن نشط هو أحمد دهمش وعلى حسابه الخاص، وعرفنا أن إنشاء هذا المتحف تم عام بدأ 1998 . ويروى أن الملكة اروى بنت أحمد الملكة الحرة ولدت سنة 440 هـ الموافق 1049م، وأبوها هو أحمد بن محمد بن القاسم الصليحي حاكم عدن بأمر الملك علي بن محمد الصليحي. وأمها هي رواح بنت الفارع بن موسى الصليحي. ولها أخ واحد من أمها هو سليمان بن عامر بن سليمان الزواحي، ولها أخ واحد من الرضاعة هو الخطاب بن الحسن الحجوري، بعد وفاة والدها قام بتربيتها وتهذيبها وتأديبها الملكة أسماء بنت شهاب زوجة الملك علي بن محمد المكرم أحمد بن علي الصليحي، وتربت في بيت الملك علي فنشأت نشأة طيبة فاضلة وتعلمت القراءة والكتابة وحفظ القرآن فحكمت بعدل وقادت شعبا بأكمله.

نمودج من المتحف يوضح حلقات القرآن التي كانت تقيم انذاك
نمودج من المتحف يوضح حلقات القرآن التي كانت تقيم انذاك
نسبة الإنجاز 90% ومشكلة النظافة قائمة
انتقلنا إلى مشروع بناء المكتبة في مدينة جبلة، وهي فعلاً منجز كبير. وعن ذلك أوضح الأخ علي جمعان، مدير عام المديرية قائلا: لدينا في المديرية ضمن الخطة الاستثنائية للعيد الوطني والبرنامج الاستثماري للعام 2007م بناء 11 مدرسة وستة مرافق ومركز صحي وثلاثة مشاريع في مجال الأشغال والطرق وبناء السدود وأيضاً إعادة تأهيل وترميم وبناء جامع الملكة أروى وكذا دار العز بـ130 مليوناً، والمكتبة العامة التي اوشك العمل فيها على الانتهاء بتكلفة 90 مليون ريال، بالإضافة إلى رصف مدينة جبلة. وتم الانتهاء من بناء المجمع الحكومي وسوف يتم افتتاحه في 22 مايو القادم، ونحن في المجلس المحلي وقيادة المحافظة نبذل جهدنا للاهتمام بالجانب السياحي في المديرية والآثار الموجودة والعمل متواصل كما تشاهدون، وما أنجز حتى الآن تصل نسبته إلى 90% . أما النظافة فتظل مشكلة قائمة، وإن كانت قد تحسنت كثيراً في الفترة الأخيرة، بعكس السابق، ومشكلة المجاري أيضاً هي من أكبر المشاكل وقد تم اعتماد مشروع مجاري بمبلغ 100 مليون ريال والعمل قد بدأ لتنفيذه وكل شيء الى الأحسن والأيام القادمة إن شاء الله تكون أفضل، والمديرية مثل باقي المديريات قد جهزت بما سوف تقدمه خلال الاحتفالات بالذكرى 17 للوحدة اليمنية.

كم ّهائل من المناهج القديمة يرمى
زرنا مدرسة بلقيس للبنات وقد وجدنا الازدحام شديدا في الفصول الدراسية وقيل لنا إن هناك مبنى آخر يجهز للبنات في قلب المدينة. كما شاهدنا في أحد الفصول (كومة كبيرة) من المناهج الدراسية القديمة، يدفع المرء إلى التساؤل لمَ يتم إهدار ملايين الريالات من أجل طبع مناهج يتم فيما بعد رميها وإتلافها ولا يستفاد منها، وهذا سؤال نضعه أمام الجهات المسؤولة!

فعلاً جبلة موقع جميل وأصبح الآن موقعها أجمل بالمشاريع الكبيرة التي قدمت للمديرية. وأما مديرية بعدان (شرق إب) فقد كانت زيارتنا لها سريعة، فقد وجدنا فيها مشاريع الطرقات والجسور وغيرها استعداداً لعيد الوحدة، ويتم بناء المعهد المهني بتكلفة تصل إلى 600 مليون ريال بدعم حكومي. وقال الأخ عبده حسين حاتم، مدير عام بعدان إن المديرية قد حصلت على اعتماد عدد من المشاريع، منه أربعة في مياه الريف بتكلفة 17 مليون ريال ورصف المدينة 114 مليون ريال، والعمل جار في مجال الصحة في ثلاثة مشاريع بـ80 مليون ريال. وكذا طريق بعدان - الشعر بتكلفة 923 مليوناً وهو طريق هام وحيوي، بالإضافة إلى مشاريع في الطرقات بأكثر من مليار ومائتي مليون ريال. وفي مجال التعليم هناك عشرات المدارس وغيرها من المشاريع التي تستحدث في المديرية أسوة بمديريات المحافظة التي تحتفل بـ22 مايو هذا العام بحسب توجيهات الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.وفي طريق عودتنا وجدنا فتاة في جبلة تبلغ 11 عاماً اسمها رندى أحمد الزريقي تجيد التحدث بأربع لغات: إنجليزية، ألمانية، إيطالية، وأسبانية، وقد عللت ذلك بأنها تتعلم هذه اللغات من السياح وتواجدهم الدائم عند مسجد الملكة أروى وقبرها. فعلاً حتى الأطفال في جبلة يبدعون، لتتألق مدينتهم من عام إلى آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى