واقع النظافة في شوارع المحفد

> «الأيام» عبدالله حيدرة قردع:

>
مخلفات متكدسة على جانب أحد الشوارع
مخلفات متكدسة على جانب أحد الشوارع
تسمية المحفد بهذا الاسم .. اختلف المؤرخون حول مناسبة وسبب تسمية مدينة المحفد بهذا الاسم، ويذكر بعض الأجداد أن تسمية مدينة المحفد بهذا الاسم جاءت نسبة للمكان والمنطقة التي تتجمع المياه العذبة فيها (محفد) وقد ذكرت في لغة حمير حيث كان يقال «حصون ومحافد اليمن» وهذا يعني أن مدينة المحفد كانت موجوده منذ ما قبل الإسلام.

الموقع والمساحة والسكان
تقع مديرية المحفد في محافظة أبين وتحدها من جهتي الشرق والشمال محافظة شبوة، ومن الغرب مديرية مودية، ومن الجنوب مديرية أحور، وتقدر مساحتها بحوالي 2256 كيلو متر مربع.

يبلغ عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة، ونتيجة لكبر مساحتها وكثافة سكانها وموقعها الاستراتيجي اختيرت لتكون عاصمة الدائرة الانتخابية (123) التي تضم إليها مديريتي أحور وجيشان.

يعمل معظم سكانها بالزراعة وتربية المواشي وتربية النحل، وبعضهم يعملون بالتجارة وآخرون مهاجرون خارج الموطن.

تعد مديرية المحفد منطقة اقتصادية يتوافد إلى أسواقها العديد من موردي البضائع والخضروات والفواكه من محافظات عدن وأبين وشبوة وحضرموت وغيرها من محافظات الجمهورية.

ويمر خط الاسفلت العام الذي يربط محافظة عدن بمحافظة حضرموت وسط الشارع الرئيسي لعاصمة المديرية (المحفد) حيث تبعد عن عاصمة محافظة عدن حوالي 320 كم، وتبعد عن المكلا بنحو 300 كم، وبوجود هذا الخط العام يرتاد عاصمة المديرية المحفد الكثير من الزائرين والوافدين وكذا المارين. ونتوقف عند هذه النقطة التي منها يبدأ موضوعنا الذي عرجنا لنصل إليه.. فموقعها الحساس مناسب لكثيرمن المارة والزائرين ليأخذوا قسطا من الراحة والاسترخاء من عناء السفر وتناول بعض الأطعمة والشراب. ولكن أول ما يلفت انتباههم تلك المشاهد غير الحضارية الموجودة في قلب شارع العاصمة (المحفد)، ويغادرونها وقد أخذوا معهم انطباعا سلبيا عنها، والبعض يشفق على أهلها المقدر عليهم أن يتعايشوا مع واقع ما يحدث وسط شوارع عاصمتهم. ولا ننسى أن مسؤولي الدولة ورجالاتها يمرون وسط الشارع نفسه، ولكنهم لم يلتفتوا أو أنهم غضوا النظر! فواقع الحال لا يسر الناظرين.. أكوام القمامة متكدسة، وتنتشر الأوساخ ومخلفات الباعة على جانبي خط الأسفلت الرئيسي المار وسط الشارع العام لمدينة المحفد، إذ ليس هناك عمال نظافة ولا توجد حاويات ولا براميل ولا أكياس بلاستيكية ولا أي شيء توضع فيه القمامة في شوارع مدينة المحفد، ما اضطر بعض أصحاب الأكشاك والبقالات إلى القيام بجمع القمامة خلال فترة المساء ووضعها في أماكن متفرقة وسط الشارع ثم إحراقها لعلهم يحدون من توسع رقعتها، ولكنها عملية غير مجدية بل تزيد الطين بلة، حيث تتحول مخلفات القمامة إلى دخان يسبب الأمراض وكتلة سوداء من الرماد الذي يتطاير إلى أماكن متفرقة من الشارع وأحياناً يدخل إلى المحلات والمطاعم بفعل الرياح .. وهكذا يستمر الحال في كل يوم جديد(قمامة ومخلفات جديدة + رماد القمامة القديمة).

قمامة ومخلفات متراكمة في وسط أحد الشوارع
قمامة ومخلفات متراكمة في وسط أحد الشوارع
< وأثناء قيامي بجولة الاستطلاع التقيت بعض المواطنين لمعرفة آرائهم حول واقع النظافة، فتحدث إلينا أولاً المواطن خالد مهدي لبرش، صاحب محل اتصالات، قائلاً: «منظر القمامة مخجل وغير حضاري وقد تعودنا عليه، ولكننا نستحي عندما يأتي زائر أو وافد إلى المنطقة ويرى الوضع السيئ لشارعنا الرئيسي والقمامة متراكمة على جوانبه وأمام المحلات وفي كل مكان منه». وأضاف قائلاً: «نحن نتأذى من تلك القمامة والمخلفات عندما نمشي في الشارع وأيضاً عندما نكون داخل محلاتنا وإذا هبت رياح نضطر إلى إغلاق الأبواب لتجنب دخول تلك القمامة والأوساخ إلى محلاتنا، فلا توجد أماكن مخصصة توضع القمامة فيها ولا ندري أين نضع القمامة».

< المواطن ياسر مهدي صالح، فني تمريض، قال: «وضع القمامة مُخزٍ ولا يحتمله أحد، والإهمال والتهاون واضح ولكن لا أحد يسمع أو يرى، ونخاف أن يتسبب هذا الوضع في انتشار الأمراض والأوبئة التي لا تحمد عقباها، ناهيك عن تشويه منظر شوارع العاصمة، إذ توشك القمامة أن تطمس الملامح الجميلة في الشارع، ولكن أملنا كبير في المجلس المحلي الجديد عسى أن يغير من الأمر».

< المواطن أبوبكر حيدرة أحمد، صاحب بقاله، قال: «نحن مستعدون للتعاون مع البلدية، ولكن ماذا نفعل إذا لم يكن هناك عمال نظافة ولا أماكن مخصصة لوضع القمامة فيها .. نحن نتضايق من الأوساخ والمخلفات والقمامة الموجودة وسط الشارع، ونتضايق ايضاً من الدخان الناتج من إحراقها» وأضاف «الحل بيد جهات الاختصاص».

< المواطن عادل علي الزامكي، فني أسنان، علق على الموضوع بقوله «وضع النظافة في عاصمة المديرية مشين وسيئ ولا يحتمل المجاملة والمداهنة، فالصورة والمشاهد اليومية تتحدث عن نفسها، وألوم مكتب البلدية بالمديرية الذي لا يقوم بدوره تجاه ذلك، ويكاد عمل النظافة يقتصر على المكاتب فقط». وتساءل لماذا لم يقوموا بتوفير براميل أو حاويات توضع فيها القمامة وتحد من تطايرها وانتشارها في أماكن متعددة من شوارع المدينة؟.

< المواطن صلاح سالم جعيول، عبر عن استيائه فقال: «المسؤول الواحد يملك أكثر من سيارة، ألا يستطيعون توفير سيارة بلدية واحدة يستفيد منها آلاف الأشخاص لمديرية كاملة؟» واختتم حديثة بالقول «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

< الأستاذ عوض يسلم لعوش، معلم بثانوية المحفد، يقول: «نحن متخوفون من وضع النظافة السيئ في شوارع عاصمة المديرية، فالقمامة المتراكمة والمنتشرة في الشوارع تجلب الميكروبات والذباب والحشرات الناقلة لكثير من الأمراض والأوبئة لأهل المنطقة، ناهيك عن المنظر المخجل للشارع العام الذي تتراكم على جانبيه أكوام القمامة، ولا يوجد برميل أو حاوية واحدة في الشارع لوضع القمامة بداخلها».

< الأخ مهدي حسين مهدي، مدير مكتب المدير العام للمديرية قال: «كلفت من قبل المجلس المحلي بالمديرية مطلع شهر ابريل الجاري 2007م للقيام بالإشراف على عمل صندوق النظافة والتحسين الذي أنشئ مؤخراً بالمديرية، وبدأنا بعض الخطوات الإيجابية المتمثلة في استخراج سندات إيراد من قبل صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة خاصة بصندوق النظافة بمدينة المحفد من خلالها نستطيع توريد مبالغ مالية لصالح نظافة وتحسين عاصمة المديرية، وأملنا كبير في تطور الصندوق ليتكمن من تغيير الوضع السلبي الحالي للنظافة بعاصمة المديرية».

كومة قمامة تتوسط أحد شوارع المحفد
كومة قمامة تتوسط أحد شوارع المحفد
< الأخ علي صالح حسين، رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بالمديرية قال: «نحن منذ بداية عملنا في المجلس المحلي بالمديرية قبل ما يقارب خمسة أشهر قمنا بطرح مشكلة النظافة في عدة اجتماعات، وطالبنا بضرورة توفير عمال للنظافة، وهنا وعود من صندوق النظافة بأبين بتوفيرهم».

وأضاف «المشكلة الكبيرة التي نواجهها صعوبة توفير سيارة للبلدية بالمديرية.. وأناشد الأخ محافظ أبين والذي لديه بصمات طيبة في هذه المديرية بأن يوجه بصرف سيارة بلدية لمكتب البلدية بالمديرية لنتمكن من التخلص من القمامة والمخلفات المتراكمة في الشارع العام بعاصمة المديرية لإظهارها بصورة جمالية لائقة». كان ختام الاستطلاع لقاءنا بالأخ محمد سالم الفولين، أمين عام المجلس المحلي لمديرية المحفد الذي قال «نحن غير راضين عن الوضع الحالي للنظافة، وهذا الوضع قائم منذ فترة طويلة، فالقمامة والمخلفات الموجودة في شوارع عاصمة المديرية تشوه المظهر العام وهي منظر غير حضاري، وقد طرحت هذه القضية على جهات الاختصاص بالمحافظة أثناء زيارتي الأخيرة لعاصمة المحافظة أبين، وأبدى محافظ أبين استعداده لدعم جهودنا في هذا الجانب وغيره من الجوانب التي من شأنها خدمة مواطني مديرية المحفد». وأضاف «قمنا بإنشاء صندوق للنظافة والتحسين بالمديرية وكلفنا الأخ مهدي الهبروش، عضو المجلس المحلي بالمديرية بتحصيل إيرادات الأشغال العامة وصندوق النظافة لتنظيم عملية الإيراد وسوف نتعاقد مع أربعة أشخاص للقيام بتنظيف الشوارع». واستطرد قائلاً:

«لدى مكتب البلدية بالمديرية ثلاثة عمال فقط، وهم امرأة عاجزة عن العمل وشخصان آخران أحدهما مجنون والآخر مريض بالسرطان». واختتم حديثه قائلاً: «نطالب الجهات المختصة بالمحافظة بتوفير سيارة للبلدية وبراميل وحاويات وأكياس بلاستيكية لنتمكن من تفعيل عمل مكتب البلدية بالمديرية..

كما نطالب جهات الاختصاص بضرورة اعتماد مشروع للصرف الصحي لعاصمة المديرية، حيث أنه لا يوجد حالياً مشروع صرف فيها.. واعتماد مشروع سفلتة الشوارع الفرعية بعاصمة المديرية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى