محمد سالم المرافعي لـ «الأيام»: أحصيت أكثر من 280 غلطة إملائية ونحوية في كتابين من كتب الصف الثالث أساسي .. والخوف أن تترسخ هذه الأخطاء في عقول الأجيال

> «الأيام» سالم لعور:

> الأستاذ القدير محمد قاسم المرافعي واحد من أبرز الكفاءات التربوية في مديرية لودر ومحافظة أبين، مستواه الدراسي ثانوية ومؤهلاته دبلوم مركز تدريب المعلمين ودبلوم في (التعليم الشعبي في الدول النامية) من موسكو.. عمل منذ تعيينه في الأول من يناير 1965م، مديرا لمدارس كثيرة في لودر ومكيراس ومساعد مدير في مدرسة بدر بخورمكسر- عدن ومديرا لقسم الكادر في إدارة التربية والتعليم بلودر، وعمل موجها فنيا في لودر وأخيرا مستشارا لمدارس لودر وزارة بعد أن أحيل للتقاعد في عام 2002م.

ورغم إحالته إلى المعاش التقاعدي إلا أن حبه لمهنته وإخلاصه وتفانيه في سلبيها هو ما دفعه إلى البحث عن محتوى بعض كتب المقررات الدراسية في مرحلة التعليم الأساسي ورصد مئات الأخطاء في هذه الكتب: نحوية، إملائية، وعلمية.

«الأيام» أجرت حوارا قصيرا مع التربوي القدير الأستاذ المرافعي.. فتابعوه معنا.

< أستاذ مرافعي ما الخبرات التي اكتسبتموها خلال 37 عاما من مسيرتكم التربوية والتعليمية؟

- الخبرات التي اكتسبتها خلال مسيرتي التربوية والتعليمية كثيرة بمختلف مضامينها، وهذا بتوفيق من الله عز وجل وذلك من خلال إدارتي لكثير من المدارس وعملي في التوجيه الفني وقسم الكادر أكسبني كثيرا من الخبرات التي تساعد في تحسين الأداء أثناء تنفيذ الدرس والطريقة المثلى لتحقيق أهدافه وتوصليها إلى أذهان التلاميذ وتنمية معارفهم وخبراتهم وبما يتناسب وقدراتهم وميولهم وفئاتهم العمرية.

< ما رأيك في المنهاج وكثافة المقررات الدراسية؟

- بالنسبة للمناهج لا أقول إنها بلا أهداف وإنها لا تلائم حاجات التلاميذ، لكن ما يؤخذ عليها هو كثافتها وتركيزها على الكم وإهمالها للكيف، علاوة على ذلك أن سير عملية تطوير المنهاج لا يواكبها تطوير الكادر التربوي كونه محور العملية التربوية والتعليمية.

إن كثافة المقررات الدراسية قد شجعت كثيرا من المعلمين والمعلمات على اتباع طريقة الحشو وإجبار التلاميذ على النقل الآلي من الكتب دون مراقبة ولا تصحيح ولا توجيه، وإهمالهم للشرح والتلخيص، وهذه ليست قاعدة عامة ومثل هؤلاء المعلمين بحاجة إلى تأهيلهم ورفع مستوى أدائهم وكفاءاتهم.

وأناشد الجهات ذات العلاقة بوزارة التربية والتعليم بتعديل المناهج وأن تتأكد من مدى قدرة وكفاءة الكوادر التربوية على مواكبة المنهاج وأن تتأكد من مؤهلات وكفاءات الإدارات المدرسية، آملا من هذه الجهات توفير الكادر المتخصص وتأهيله للمواد التي لا تدرس في الصفوف العليا من مدارس التعليم الأساسي والثانوي، وحل مشكلة الكثافة الطلابية من خلال الاهتمام بالمبنى المدرسي، وتزويد المدارس بالمختبرات ومستلزماتها وكادرها المتخصص، وكذا رفع مؤهلات وخبرات وقدرات الموجهين الفنيين وتفعيل الأنشطة الصفية واللا صفية في المدارس.

< أستاذ محمد قمتم قبل فترة برصد عدد من الأخطاء في كتابي التربية الإسلامية الجزئين (الأول والثاني) للسنة الثالثة أساسي كم عدد هذه الأخطاء وما نوعها؟

- نعم لقد قمت برصد الأخطاء في هذين الكتابين وأحصيت ما لا يقل عن 280 غلطة من الناحية الإملائية والنحوية، وقد قمت بنقل هذه الأخطاء في كشوفات وأرسلتها مع الكتابين إلى صحيفة «الأيام» الساكنة في قلوبنا عبر د. جمال عوض عاطف، وقد وعدوا بنشرها ونشرت الصحيفة عن هذه الأخطاء، وأقدم شكري وتقديري إلى الناشرين هشام وتمام باشراحيل ومحرري صحيفة «الأيام» على اهتمامهم بهذا الموضوع.

< بمَ تعللون ظهور هذه الأخطاء في الكتب الدراسية؟

- ظهور الأخطاء يعود إلى عدم التركيز والدقة من قبل لجنة المراجعة والتصحيح وتكرار الأخطاء في كل طبعة جديدة يؤكد صحة كلامي.

< ما الذي دعاك إلى التركيز على هذه الأخطاء في المقررات، وهل بلغتم الجهات ذات العلاقة بذلك؟

- ما دعاني إلى ذلك هو حرصي على هذه الأجيال وخوفي أن ترسخ هذه الأخطاء في عقولهم، وحرصي على لفت انتباه جهات الاختصاص بالوزراة من أجل تصحيحها وعدم تكرارها بطريقة خاطئة، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فقد أخبرني د. جمال عوض عاطف بأنهم قد حملوا هذه الأخطاء الموجودة في الكتابين إلى الأخ نائب وزير التربية والتعليم.

< رأيك في تغيير المقررات الدراسية باستمرار هل يخدم العملية التربوية والتعليمية؟

- وزارة التربية والتعليم لها سياساتها التربوية والتعليمية في تغيير هذه المقررات باستمرار، وهذا من حقها كونها السياسة الصحيحة للبحث والتدقيق حتى تصل إلى المقررات السليمة التي تحوي كافة الأهداف التربوية والتعليمية القادرة على مواكبة كافة التحولات في يمننا الحبيب.

< ما الكلمة التي تود قولها في ختام هذا اللقاء؟

- أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى ناشري صحيفة «الأيام» الغراء وكل العاملين فيها على إتاحة الفرصة لي من أجل الإسهام المتواضع في تقييم العملية التربوية والتعليمية في بلادنا، وأحيي هذه الصحيفة الصادقة على تفاعلها مع هذه القضية وفتح باب النقاش لكل من يهمه مستقبل أجيالنا الواعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى