كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لماذا الأطباء الكبار في السن لا يعتزلون مهنة الطب؟.. ولماذا يعملون حتى آخر أعمارهم؟.. ألا يشعر الأطباء الكبار في السن بعجزهم عن ممارسة عملهم بمهنية عالية؟.. ولماذا الإصرار على العمل على حساب راحتهم بعد أن يتجاوزا العمر الافتراضي لممارسة مهنة الطب؟.. وما هو العمر الافتراضي لهذه المهنة؟

< إن أكثر الأطباء يقولون إن الطبيب يستطيع ممارسة مهنة الطب إلى سن متأخرة إذا كان طبيبا عاما أو طبيب أطفال.. ولكن بالنسبة للطبيب (الجراح) فإن عمره الافتراضي ينتهي عندما يبلغ الخامسة والستين.. فلا يجوز له أن يدخل غرفة العمليات بعد هذه السن.. وإن «الجرّاح يبلغ قمة عطائه في منتصف الأربعين.. حيث يمتلك الخبرة بالإضافة إلى احتفاظه بقوة الشباب.. وربما يظل هكذا ما لم يطرأ طارئ صحي حتى سن الستين.. بعدها يبدأ معدل مهاراته يهبط ليصل إلى نحو 75% وربما أقل».

< إن أول طبيب (جراح) في زراعة القلب كان (كريستيان برنارد) في جنوب أفريقيا.. وكان هذا الطبيب مشهورا جدا وناجحا جدا في زراعة القلب.. واكتسب شهرة عالمية.. وكان يلقب بصاحب الأنامل الذهبية.. ولكنه بعد أن تجاوز الخامسة والستين اعتزل العمل بقناعته الشخصية.. وذلك بسبب إصابته بالشلل الرعاش.. أي أن حركة الأنامل الذهبية أصحبت غير مضبوطة.. ترتعش تلقائيا.. ولأنه طبيب يقدر مسئوليته تجاه مرضاه.. ويعرف أن الغلطة تساوي حياة إنسان.. اعتزل جراحة زراعة القلب.

< ثم من منا لم يسمع بالدكتور (مجدي يعقوب) أشهر جراح قلب في العالم.. ولكن هل نعرف أن الجراح الأشهر مجدي يقعوب قد أحيل للمعاش وانتقل من المستشفى الأكبر والأكثر شهرة في إنجلترا (هيرفيلد هوسبيتل) ليعمل في مركز صغير لجراحات القلب يخضع لعمليات مراجعة كل عدة سنوات للتأكد من كفاءة العمل الذي يتم هناك.. ولو ثبت أن المركز والجراح الشهير لم يعد يحقق نفس النتائج المرجوة فربما ينتقل مجدي يعقوب للعمل داخل المعمل أو يعود إلى بيته.

< وهذا التقرير لا يخص أطباء الجراحة في القلب.. ولكنه يشمل كل الأطباء العامين والاختصاصيين الذين لا يقرأون ولا يتابعون المستجدات في عالم الطب عبر المجلات الطبية العالمية وشاشة الانترنت.. فهم عرضة أيضا للضغط العصبي والجسدي مع التقدم في العمر.. ولا يكفي أن يتخرج الطبيب بشهادة الطب ولكن عليه أن يمارس مهنته بكل ثقة واقتدار.. وأن يواصل الاطلاع والإلمام بالعلوم والمعارف الجديدة في عالم الطب.. فعالم الطب واسع.. وكل يوم يظهر جديد.. والطبيب الذي لا يواكب التطورات الحديثة يجب أن يعتزل مهنة الطب.. فالغلطة هنا ثمنها فادح.

< أعرف طبيباً مرموقاً هو الدكتور (سالم باناجة) اختصاصي طب الأطفال MRCP في مستشفى المدينة بصنعاء.. هذا الطبيب (يخزّن) في الأسبوع مرتين.. وفي المقيل تظل أصابعه على مفاتيح الكمبيوتر النقال أمامه.. ولا يرفع عينيه عن شاشة الكمبيوتر.. وهو يتابع ويبحث وينقب عن كل جديد في عالم الطب.. وله حضور في المؤتمرات الطبية العالمية ودراسات وأبحاث منشورة في مجلات الطبية في أوروبا وأمريكا.

< غلطة الطبيب تساوي حياة إنسان!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى