امريكا تواجه رهانا خاسرا وتخاطر بالمحادثات مع ايران

> واشنطن «الأيام» كارول جياكومو :

>
الرئيس جورج بوش
الرئيس جورج بوش
يقدم احتمال اجراء محادثات نادرة على مستوى رفيع هذا الاسبوع بين الولايات المتحدة وايران اول فرصة حقيقية منذ بعض الوقت لنزع فتيل مواجهة بين طهران والغرب لكن فرص النجاح تبدو بعيدة والمجازفات كثيرة.

وستلوح الفرصة في منتجع شرم الشيخ المصري يومي الخميس والجمعة حين تحضر وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي مؤتمرا لدول رئيسية معنية بمستقبل العراق.

وامضى الرئيس جورج بوش اغلب سنواته الست في المنصب في عداء مفتوح تجاه ايران التي تمثل خصما للولايات المتحدة منذ نحو ثلاثة عقود. وحتى وقت قريب كان بوش يصر على أن المحادثات على مستوى رايس مستبعدة ما لم توقف ايران تخصيب اليورانيوم المستخدم في اسلحة نووية.

لكنه يبدو الان متحمسا الى حد كبير للمشاركة وقال للصحفيين يوم أمس الأول ان رايس لن تتجنب متكي في المؤتمر واعترف في مقابلة اذاعية بأن رايس ومتكي ربما يعقدان محادثات مباشرة تركز على العراق وليس على المسألة النووية.

وقال راي تقية الخبير في شؤون ايران بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إن الترخيص لرايس بإجراء محادثات جادة مع متكي تحول كامل في سياسة بوش على مدى السنوات الست الماضية. لم أر على الاطلاق أي ادارة تتراجع بمثل هذه السرعة."

ورغم التوقعات فليس من الواضح مدى استعداد ايران لمحادثات جادة مع واشنطن. وأكد متحدث باسم الحكومة الايرانية أمس الثلاثاء أن ايران لن تتفاوض قبل ان توقف الولايات المتحدة "منهجها الشرير."

ودعا خبراء كثيرون منذ وقت طويل بوش الى التواصل مع خصوم الولايات المتحدة وجادلوا بأن التأكيد على الدبلوماسية مع ايران وايضا مع كوريا الشمالية يعد امرا اساسيا لاقناعهما بالتخلي عن برامجهما النووية سريعة النمو.

واعترفت بيونجيانج ببرنامج اسلحتها النووية,ويقول الغرب ان ايران تسعى ايضا لانتاج اسلحة لكن طهران تؤكد ان هدفها مجرد توليد الكهرباء.

وفي ظل حرص بوش الآن على تحقيق نجاح في السياسة الخارجية قبل مغادرة البيت الابيض في يناير كانون الثاني 2009 فقد حول اتجاهه في الملفين.

ويقول المحللون ان ذلك يعكس انتصارا للواقعية على فكر "المحافظين الجدد" الذي شجع المدافعون عنه على انتهاج خط متشدد تجاه خصوم الولايات المتحدة لكنهم فقدوا النفوذ بصورة مطردة وتركوا الادارة.

وهوت شعبية بوش مع اجتياح العنف للعراق في حين يقاتله كونجرس يسيطر عليه الديمقراطيون من اجل تحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية.

وفي نفس الوقت اتهم ايران بمساعدة المتمردين العراقيين والميليشيات الشيعية والسماح بدخول اسلحة الى العراق.

ويقول خبراء كثيرون ان طهران يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تحقيق الاستقرار في العراق وان ذلك يجب ان يمثل مساحة كبيرة للتقارب الامريكي الايراني.

وقال تقية "لو كانت الامور تسير على نحو جيد بصورة معقولة في العراق ما كانت الادارة لتفعل ذلك."

لكن جون الترمان رئيس برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قال ان الادارة تسعى بجدية للتواصل مع ايران وانتهاج سياسية خارجية اكثر اتفاقا مع النمط التقليدي.

واضاف "في تقديري ان سياسة الادارة تجاه ايران واحدة من قصص النجاح غير الملتفت اليها" مشيرا الى الاستراتيجية الشاملة لتحالف متحد من الدول يدعم عقوبات الامم المتحدة والعزلة الدولية لايران.

ورغم أن ايران مضت قدما بصورة متحدية في برنامجها النووي إلا أن القوى الكبرى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين تعتقد أن العقوبات اثارت نقاشا يمكن ان يقنع الجمهورية الاسلامية في نهاية الامر بوقف التخصيب مؤقتا على الاقل مقابل تجميد العقوبات.

وعرضوا على ايران حوافز اقتصادية وامنية وفي مجال الطاقة النووية المدنية مقابل تجميد التخصيب.

والمحافظون الامريكيون الذين ساندوا بوش في وقت ما يعبرون عن انتقادات متزايدة ويخشون أن تقبل واشنطن وحلفاؤها في نهاية الامر حلا يمكن ان تواصل ايران به بعض انشطة التخصيب على ارضها.

وحتى المؤيدون للحوار يقولون انه بمجرد ان يجري الامريكيون محادثات مع ايران يمكن ان تزيد صعوبة احياء الجهود لعقوبات جديدة من الامم المتحدة اذا لزم الامر في المستقبل.

وقالت دانييل بلتكا نائب الرئيس لمعهد امريكان انتربرايز المحافظ في واشنطن "توجد دائما مجازفة حين يعقد مسؤول كبير في الادارة يسعى الى انجاز يسجل من بعده اجتماعا يمثل حدثا جديدا وكبيرا مع احد اكثر اعداء امريكا صمودا."

واضافت "الايرانيون لا يقدمون اي شيء مقابل جلوس مع رايس... ولذلك فأي شيء يحصلون عليه منها سواء غمزة او ايماءة او اجتماع سينظرون عليه باعتباره تنازلا.. ولهم الحق في ذلك." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى