اتحاد الأدباء بأبين بين حالة الشتات والتفكك وغياب الجد ..!

> «الأيام» جمال محمد حسين:

> إنها وضعية سيئة إن لم تكن مأساة يمر بها اتحاد الأدباء والكتاب بأبين، من أين نبدأ الحكاية بل الحكايات التي وقعت في هذا الاتحاد؟ هل نتحدث عن حالة الشتات والتفكك التي يعيشها أدباء وكتاب محافظة أبين أم نتحدث عن ضعف وركاكة الفعاليات السطحية والشكلية؟ أم نقف عند استقالة رئيس الاتحاد صالح مفتاح عبدالرب الذي قدمها في 15 مارس 2007م وإلى اليوم مصر عليها بسبب الوضع السيئ الذي لم يرضه حسب قوله ومع هذا وذاك هناك من يصر في الاتحاد على عدم قبول هذه الاستقالة وهناك من رحب بها ويطمح أن يكون الخليفة مع أن الغالبية رفضت استقالة الأستاذ صالح مفتاح وطالبوه بالعدول عن قراره هذا، ولكنه أمام هذا وذاك طبق المثل القائل: «طلبوها تعززت»..! البعض اعتبر قرار رئيس الاتحاد بالاستقالة غير صائب وأسبابه ومبرراته غير مقبولة لماذا؟ لأن هناك مشاكل مادية ظهرت في الآونة الأخيرة وحسابات جعلت الرئيس يقدم استقالته، وإلى الآن الاتحاد في وضع سيئ وتسير السفينة دون ربان، والإخوة في الاتحاد في ريب من أمرهم وحيرة وتساؤل.. ماذا يفعلون ومن هو الشخص المناسب الذي سيكون خير خلف لخير سلف؟

وقبل استقالة الرئيس بفترة قدمت الأخت جميلة محمد عوض، المسؤول المالي استقالتها لعدة أسباب أهمها أنها اقتنعت بأنه لا فائدة من إصلاح الوضع السيئ الذي يمر به الاتحاد في ظل الشتات والفرقة والخلاف بين الأدباء والكتاب والمثقفين في أبين. إن المتتبع لوضع الاتحاد في الفترة الأخيرة سيدرك حالة الفشل الذريع التي وصلت إليها قيادة الاتحاد، ولعل أهم جوانبها عدم تنشيط الجانب الثقافي وإقامة فعاليات ناجحة، فأغلب الفعاليات - وما أقلها - فاشلة ولا يحضرها إلا عدد قليل من المثقفين لا يتجاوزون أصابع اليد. ألم يسأل الاتحاد نفسه عن عزوف الكتاب والأدباء والمثقفين عن حضور مثل هذه الفعاليات ومعرفة الأسباب؟ كما أن الاتحاد لم يهتم بالمبدعين في المحافظة ولم يكلف نفسه حتى في كل فصل طبع كتيب صغير لأحد الشعراء أو كتاب القصة القصيرة وغيرها من الإبداعات، كم هي الإبداعات التي طبعها الاتحاد ضمن سلسلة نشاطه؟ وكم هي الفعاليات الناجحة التي أقامها ومن هي الشخصيات البارزة التي حضرتها؟ ومن هم المبدعون الذين يديرون الاتحاد الآن؟ وهل هم صفوة الادباء في أبين؟

إن وضع الاتحاد في أبين لم ولن يصلح إلا بقيادة جديدة مثقفة بمعنى هذه الكلمة ودلالاتها لا تسعى وتلهث وراء المادة بل للإبداع ومن أجل الإبداع .. إننا بحاجة إلى قيادة حكيمة تلم شمل المبدعين في أبين لا تفرقهم، يجب أن لا نقف على أطلال القيادة السابقة ونذرف الدموع بل يجب أن نحترم قرارها، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، ونختار قيادة أخرى وفقاً لقوانين وضوابط الأمانة العامة وليس لهوانا، كما أتمنى من قيادة المحافظة ومن الأمانة العامة أن تتدخلا سريعاً لانتشال وضعية الاتحاد الحالية لأن بقاء الوضع هكذا سيؤدي إلى خلافاتأاكثر حدة بين بعض المثقفين، خاصة وأن الأمور لا تسر الخاطر لأنها وصلت إلى حد المهزلة مع اعتذارنا لهذه اللفظة، ولكن هكذا الحقيقة مرّة دائماً.

وأتمنى أن لا يفسر أحد كلامي هذا تفسيرا آخر، فأنا لا أقصد أحدا بعينه بل أتحدث عن وضع عام ومشكلة تهم عامة المثقفين في أبين غير القادرين مع احترامنا الشديد لهم على أن يفعلوا شيئا لهذا الاتحاد، واكتفوا باعتزال الجلوس فيه وحضور فعالياته وتصحيح وضعه. إنها مأساة حقاً!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى