ارحموا الأكاديميين المعذبين أيها السادة المسؤولون

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
كانت هذه العبارة (العنوان) المحشورة في ملف القضية، هي العبارة الأقرب إلى وصف واقع الحال لمجموعة أكاديمية بلغ عددها (51) معيدا ومعيدة، ممن صدر لهم وفي صالحهم- أو هكذا بدا لهم في ذلك الوقت على الأقل- قرارات بدأت برقم (121) وانتهت برقم (125) على التوالي من قبل رئيس جامعة عدن في عام 2002م، لتعتمدهم في تعيينات إدارية وأكاديمية في الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة، ولكن هذه (الكوكبة) المعنية بالأمر بقيت في وظائفها الأكاديمية تعمل (بلا كلل أو ملل) وبجد واجتهاد ومثابرة دون أن يتم إقرار أي (تعزيز مالي) فيما يخصهم، مما يعني أن عليهم أن يواصلوا العمل تطوعا أو (سخرة) كما أخبرهم مسئول كبير بذلك حرفيا.. و(بالمجان) خدمة الوطن.. وللشعب.. وللطالب الجامعي على وجه التحديد.

في ظل وضع معيشي صعب جدا، يعيشه المواطن اليمني ويتكبد تبعاته والتزاماته، يمكن للمرء أن يتخيل ماذا يعني أن يعمل (الإنسان المؤهل علميا) بالمجان..! ولكنه لن يستطيع أن يقدر الضرر النفسي، الذي يمكن أن يحدث في خفايا النفس البشرية المعقدة لجميع هؤلاء!.. وإذا كان المرء في بلادنا أو العارف بشئونها من خارجها يعلم أن العجائب وغرائب الأمور يمكن أن تجد صعوبة في الخروج إلى النور في أي بلد في العالم، فإنها لا يمكن أن تلقى الصعوبة ذاتها عندما يتعلق الأمر ببلادنا، ليصبح هذا الوطن متميزا عن غيره، بخلق غرائب الأمور وعجائبها وإبرازها إلى السطح، ومن ضمن هذه العجائب بطبيعة الحال، هذه الوضعية (الغريبة) لهذه المجموعة الأكاديمية المعذبة، التي جاهدت وصبرت صبر (أيوب) في مواقعها الوظيفية دون مرتبات طوال مدة زمنية لا تصدق.. إنها خمس سنوات كاملة!!.. فهل لأحد ما أن يدرك ماذا يعني أن تعمل في وظيفية حكومية في اليمن لمدة خمس سنوات.. مجانا!!

هذه المجموعة المتميزة في كل شيء، وكقانون طبيعي فطري لجميع مخلوقات الله، نظمت نفسها ورتبت شؤونها وأطلقت على تجمعها الحقوقي مسمى (ماك)، والتقت أكثر من مرة فيما بينها، وتشاورت فيما يخص وضعها العجيب، وطرقت جميع أبواب الدولة ووزاراتها المعنية بالأمر في عاصمة المراجعات والبيروقراطية (صنعاء)، وقابلت كل من يمكن أن يمد لها يد العون والمساعدة، في مختلف مؤسسات الدولة ووزاراتها، حتى انتهت في آخر المطاف بحصيلة (ملف كامل).. هو أقرب ما يكون إلى صفة (الأعمال الكاملة في البحث عن الحقوق المشروعة لماك).. وتحول الموكلون من بينهم (للمتابعة والجري) هنا وهناك إلى وضعية حركية شبيهة بوضعية كرة المضرب التي ما أن تنتقل إلى هذه المساحة من الملعب، حتى تدفع بقوة إلى الجهة الأخرى.. وهكذا دواليك.

الملف الأزرق الذي يحتوي على تفاصيل (القصة الكاملة) لعذابات هؤلاء الطيبين والطيبات والذي يحمل عنوان «المعنيون إداريا وأكاديميا في جامعة عدن بدون مرتبات» يحمل تصورا جيدا عن جهات رسمية تعاونت مع هؤلاء وبذلت جهدا محمودا تشكر عليه، ويأتي في مقدمة هؤلاء جميعا محافظ عدن الأستاذ الكحلاني والصديق العزيز الدكتور صالح باصرة، وزير التعليم العالي، والنائب البرلماني الذي تبنى هذه القضية إشفاق محمد عبدالرزاق- رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.. هؤلاء جميعا تعاطفوا مع هذه القضية التي تجبر الطغاة وعديمي الرحمة على التعاطف معهم، إلا أن جهودهم الطيبة لم تثمر ولم تنتج المأمول، لأن السد الصلب والحصين المنيع والحجر العثرة في الإمساك بالحق كان غالبا ما يأتي من وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية.

يأمل هؤلاء ألا تنتهي قضيتهم عند هذا الحد، وهم يتطلعون بأمل كبير إلى تضافر جهود كل من رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور مع وزيره المختص الدكتور صالح علي باصرة لإسدال الستار الأخير على أحداث هذه المسرحية المحزنة .

أيها السادة المسئولون عن قضية هؤلاء الضعفاء المغلوبين على أمرهم.. تذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال فيما يخص حقوق العمال: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه.. وهؤلاء لم يعطوا سنتاً واحداً من أجرهم طوال خمسة أعوام كاملة وهي مدة تتجاوز المدة الشرعية المقررة من قبل رسول الهدى بمسافات زمنية ضوئية.. فارحموهم واحسموا أمرهم يرحمكم الله.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى