> نظم مئات الأفغان أمس الثلاثاء احتجاجات لليوم الثالث على التوالي أحرقوا خلالها دمية تمثل الرئيس الأمريكي جورج بوش وهتفوا بشعارات مناهضة للولايات المتحدة احتجاجا على مقتل مدنيين في غارة شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

وشكل طلاب الجامعات أغلب المحتجين في اقليم ننكرهار بشرق البلاد حيث قتل ما يصل إلى ستة مدنيين. وأغلق المحتجون لفترة وجيزة طريقا رئيسيا يؤدي إلى جلال اباد عاصمة الاقليم احتجاجا على ثاني حادثة قتل مدنيين بالمنطقة على يد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أقل من شهرين.

وقال جيران القتلى ومسؤولون بننكرهار إن القتلى الذين سقطوا في الغارة التي نفذت يوم الأحد كانوا مدنيين بينهم ثلاث نساء. لكن الجيش الأمريكي قال إن القتلى كانوا أربعة من مقاتلي حركة طالبان وضحيتين مدنيتين هما امرأة ومراهقة سقطتا خلال تبادل إطلاق النار.

وجدد الطلاب الذين كانوا يحتجون في ظل مراقبة شديدة من الشرطة تحت أشعة الشمس الحارقة مطالب صدرت خلال احتجاجات سابقة بتنحي الرئيس حامد كرزاي.

وقال أحد الطلاب "ينبغي أن يذهب كرزاي. ليست لديه سلطة ولا يمكنه خدمتنا." وكان يشير إلى الدعوات المتكررة التي وجهها كرزاي للقوات الغربية لتجنب إيقاع خسائر بين المدنيين عند تعقبها للمتشددين.

وهتف آخر قائلا قبل أن ينتهي الاحتجاج بشكل سلمي "لا نريد قوات أمريكية. ينبغي أن يرحلوا. الموت لأمريكا."

وتعهدت قبيلة شنوار ذات النفوذ في الإقليم أمس الأول بعدم السماح للقوات التي تقودها الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي الخاضعة لقيادة أمريكية منفصلة بدخول منطقتها لتعقب طالبان.

وأعقبت حادث ننكرهار تقارير بشأن مقتل عشرات المدنيين خلال هجمات جوية وبرية استمرت عدة ايام قامت بها قوات برية وجوية تقودها الولايات المتحدة في اقليم هرات بغرب البلاد.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن جميع القتلى في هرات الذين يزيد عددهم على 130 من طالبان.

واندلعت احتجاجات أيضا في هرات بعد غارات من جانب قوات التحالف,ورفضت السلطات المحلية الأرقام التي أعلنها التحالف بخصوص القتلى في صفوف طالبان وقالت إنها أرسلت فريقا للتقصي.

وتأتي حوادث القتل هذه بعد مقتل قرابة 12 مدنيا مطلع مارس اذار على يد قوات مشاة البحرية الأمريكية في ننكرهار.

وكان مشاة البحرية قد فتحوا النار بعدما هاجم انتحاري بسيارة ملغومة قافلتهم. واستدعيت الوحدة إلى الولايات المتحدة عقب الاحتجاجات.

وشارك جيران القتلى الذين سقطوا في غارة يوم الأحد في الاحتجاج وقالوا إن خمسة قتلوا بينهم امرأتان وإن شابة واحدة نجت من الأسرة,وتقول الشرطة الأفغانية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة إن ستة أشخاص قتلوا.

وسقوط قتلى بين المدنيين قضية حساسة بالنسبة لكرزاي والقوات الأجنبية التي تواجه زيادة في الهجمات من جانب حركة طالبان فيما ينظر إليه باعتباره عام حسم لطرفي الصراع.

وقتل عشرات المدنيين أغلبهم بسبب تفجيرات انتحارية وهجمات أخرى من جانب طالبان غير أن عددا كبيرا أيضا سقط في عمليات للقوات الأجنبية.

وقتل أكثر من 4000 شخص بينهم ألف مدني العام الماضي في أسوأ قتال منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في عام 2001.

(شارك في التغطية سيد صلاح الدين) رويترز