ايهود اولمرت يقاوم الدعوات الى التنحي

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار :

> تشبث ايهود اولمرت أمس الجمعة بمنصبه على رأس الحكومة الاسرائيلية مقاوما الدعوات الى الاستقالة التي وجهت اليه في تل ابيب خلال تظاهرة ضخمة نظمت احتجاجا على اخفاقات حرب لبنان.

وتجمع اكثر من مئة الف اسرائيلي بينهم علمانيون ومتدينون ومستوطنون واعضاء حركات شبابية يسارية وجمعيات من جنود الاحتياط وافراد عائلات سقط لها ضحايا في الحرب مساء أمس الأول في ساحة اسحق رابين هاتفين "استقالة استقالة".

وكانت هذه اول تظاهرة تجري بعد صدور تقرير مرحلي عن لجنة حكومية حول اخفاقات الحرب الاخيرة مع حزب الله الشيعي اللبناني بين 12 تموز/يوليو و14 اب/اغسطس 2006، وقد اشار بالاتهام الى اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس الاركان السابق الجنرال دان حالوتس الذي سبق واستقال.

وتابع اولمرت الذي اقر ب"اخطائه" وقائع التظاهرة عبر التلفزيون في مقر رئاسة الحكومة في القدس.

واسر بعد ذلك لمستشاريه "ساخرج من هذه الورطة بدون ان تضر بي" مؤكدا عزمه على البقاء في منصبه، وفق ما نقل الصحافي بن كاسبيت في افتتاحية في صحيفة معاريف.

وقال معلق في اذاعة الجيش "ان الذين كانوا يظنون ان 150 الف شخص سيكونون كافين لاقتلاع اولمرت من منصبه لم يثبتوا سوى امر واحد وهو انهم سذج".

وفي المقابل، كتب نعوم بارنيا في افتتاحيته في صحيفة يديعوت احرونوت "نحو 100 الف شخص يتجمعون في ساحة رابين في تل ابيب في الليلة الاشد حرا في السنة، انه لأمر مؤثر".

وحمل التقرير اولمرت مسؤولية "الفشل الذريع" في ادارة الحرب في لبنان معتبرا انه فشل سواء على مستوى ادارة الوضع او تقويمه او تحمل المسؤوليات.

وفشلت اسرائيل خلال هجومها في تحقيق الاهداف الثلاثة التي حددها اولمرت عند شن الحملة وهي كسر جهاز حزب الله العسكري ومنع اطلاق صواريخ على اسرائيل واستعادة الجنديين اللذين خطفهما حزب الله.

وتتزايد الدعوات الى استقالة اولمرت منذ صدور التقرير الاثنين وطالبه عدد من النواب الشيوعيين فضلا عن زعيم تكتل ليكود (معارضة يمينية) بنيامين نتانياهو أمس الأول في الكنيست بالتنحي.

وكشفت استطلاعات الرأي ان اكثر من ثلثي الاسرائيليين يعتبرون ان على اولمرت وبيريتس الاستقالة.

وقالت المتحدثة باسم اولمرت ميري ايسين ردا على سؤال وكالة فرانس برس عما اذا كان رئيس الوزراء لا يسمع الدعوات الى الاستقالة، انه "لا ينوي الاستقالة، انها تكهنات. انه ينصت بانتباه الى كل ما يجري ويحاول القيام بافضل ما يمكن لصالح دولة اسرائيل".

غير ان معاوني رئيس الوزراء يعتبرون ان نجاتهم من الزلزال السياسي موقتة وانه ما زال من الممكن حصول صدمات وهزات جديدة.

ويبدو اولمرت في موقع يسمح له بمقاومة الرأي السائد بوجوب استقالته، بعد ان نجح في عزل وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي دعته الى الاستقالة من دون ان تتنحى هي من منصبها، ما جعلها عرضة لانتقادات عدة.

ولم يؤيد ليفني في دعوتها سوى نائبين من اصل النواب ال29 عن حزب كاديما الذي يتزعمه اولمرت.

العماليون من جهتهم لم يتخلوا حتى الان عن رئيس الوزراء وزعيمهم عمير بيريتس الذي يبدو مترددا في اتخاذ قرار.

ومن المقرر ان تجتمع اللجنة المركزية لحزب العمل في 13 ايار/مايو لتحديد الخطوات الواجب اتخاذها.

وعمل اولمرت "السياسي البارع" على حد تعبير صحيفة جيروزالم بوست على توطيد صفوفه الخلفية فانتزع من ثلاثة تنظيمات هي حزب شاس الديني المتطرف وحزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف وحزب المتقاعدين الدعم الضروري لتوطيد موقعه اقله حتى موعد صدور التقرير النهائي حول الحرب على لبنان في الصيف,وما زال اولمرت يحظى بدعم 78 نائبا من اصل 120.

ووصف بن كاسبيت وضع اولمرت فكتب انه ينهي الاسبوع "جريحا مدمى ومذهولا ومصابا، غير انه يتنفس. في الوقت الحاضر". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى