صمت يختزل الكلام

> «الأيام» أديب محمد السيد/المسيمير- لحج

> تذوب الكلمات وتنصهر الحروف فتتقزم الأشعار وتندثر الأخبار، فلا جمل هناك ولا عبارات ولا قلم ولا كتابات، هناك فقط يبحر الخيال في الخيال ويعتذر السؤال عن السؤال.. صمت رهيب، وحدث عجيب، صمت يختزل الكلام، وسكون يلوك أحاديث الدجى وهواجس الليل، فلا لغة هناك غير لغة الجفون ولا حديث هناك غير حديث العيون.

جمال يبهر الألباب، وعيون تصرع القلوب، وجسم يتناغم مع تلك السمفونية الجميلة التي تعزفها العيون فترقص لها النبضات وتتمايل معها الجفون.

إن حديث العيون حديث لم يرتق إلى مستواه أي حديث ولغة لا تضاهيها أي لغة فإذا التقت العيون تجمع الذات وتلملم الشتات، وإذا نطقت العيون صمتت الأفواه واشتدت المناجاة.

فللعيون حديث زادنا شغفاً

وللحديث شهيق ما نطقناه

فيا من ملكتِ عيونا قاتلة وأجفانا ذابلة وملكتِ مواقع الإحساس وكل الإثارة فصرت مخزن اللطافة والرهافة والجمال، وملكتِ كل فنون القتال بسلاح أشد فتكاً من القنابل العنقودية وأسلحة الدمار الشامل، ارحمي قلباً مرهفاً لا يستطيع الصمود ولو ثانية واحدة أمام سهام عينيك التي تخترق الحواجز وتتعدى الخطوط فتستقر في فؤاد قد أتعبه الهيام، ومزقه الغرام، وتناهشته السهام، فهو مغرم حد الثمالة، ومفتون حد القتل ..

فمهلاً مهلاً عاملوه .. أرجوكم لا تقتلوه لا تقتلوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى