مهمة صعبة تواجه خلف بلير بعد الانتخابات البريطانية

> أبردين «الأيام» كاثرين بولدوين :

>
رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير
رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير
ترك رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير لخليفته مهمة صعبة هي احياء التأييد لحزب العمال الحاكم أمس الجمعة بعد الخسائر التي مني بها في الانتخابات الاقليمية في جميع أنحاء بريطانيا.

ومن المقرر أن يعلن بلير الأسبوع المقبل أنه سيتنحى عن منصبه بحلول يوليو تموز وهناك احتمال أن يتولى خليفته المفترض وزير المالية جوردون براون رئاسة الحكومة في وقت يخضع فيه برلمان اسكتلندا مسقط رأسه لسيطرة حزب يريد الاستقلال عن لندن.

وكانت انتخابات المجالس المحلية والبرلمان الاسكتلندي والمجلس التشريعي في ويلز التي أجريت أمس الأول هي آخر فرصة للناخبين البريطانيين وعددهم 39 مليونا لإصدار حكمهم على السنوات العشر التي قضاها بلير في السلطة.

وقال بلير إن النتائج أبعد ما تكون عن هزيمة وتعد "نقطة انطلاق جيدة تماما" للانتخابات العامة المقبلة.

واضاف لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) "دائما ما توجه لك ضربة في (انتخابات) التجديد النصفي...تجاوزنا نتائج أسوأ قبل أعوام قليلة مضت وفزنا في الانتخابات. وسنقوم بذلك مرة أخرى."

وتراجعت شعبية بلير بسبب حرب العراق وسلسلة من الفضائح السياسية,وبراون (56 عاما) هو المرشح المفضل لتولي زعامة حزب العمال ورئاسة الوزراء وحظي بدعم بلير الأسبوع الماضي.

وقد يحكم براون حتى مايو أيار 2010 دون إجراء انتخابات لكن الشكوك قائمة بشأن ما إذا كان سيستطيع تحجيم شعبية حزب المحافظين المعارض قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأظهر استطلاع لأراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أجرته (بي.بي.سي.) أن المحافظين حصلوا على 41 في المئة من أصوات الناخبين على مستوى البلاد في الانتخابات المحلية وهو الحد الأدنى المطلوب للفوز في أي انتخابات عامة. لكن انتخابات التجديد النصفي ليست بالضرورة مؤشرا يعتد به على نتائج الانتخابات العامة.

وهيأ حزب العمال نفسه للهزيمة في الانتخابات وتشير التوقعات إلى أن نسبته من الأصوات بلغت 27 في المئة فقط. وكانت حكومة بلير قد حصلت على 26 في المئة وهي أقل نسبة تحصل عليها خلال انتخابات 2004 لكنها رغم ذلك فازت في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام الذي يليه.

وبلير هو أنجح زعيم لحزب العمال إذ فاز في ثلاثة انتخابات برلمانية على التوالي,لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين البريطانيين فقدوا الثقة فيه منذ شاركت بريطانيا في حرب العراق.

وتقدم المحافظون بزعامة ديفيد كاميرون على حزب العمال في استطلاعات الرأي واعتبروا النتائح علامة على أنهم قد ينالون السلطة.

وقال جورج أوزبورن وزير المالية في حكومة الظل المحافظة " نتيجة قوية في شمال انجلترا ونتيجة قوية في مناطق مثل ويلز حيث حققنا تقدما حقيقيا وبالطبع عبر سائر أنحاء انجلترا حيث كان أداؤنا جيدا للغاية."

وأضاف "نحن في وضع الآن يتيح لنا الفوز في انتخابات عامة."

ومع ظهور النتائج في 190 من بين 312 مجلسا انجليزيا شملتها الانتخابات كسب المحافظون 22 بينما خسر العمال ستة.

ومن المرجح أن يتوالى ظهور النتائج خلال أمس الجمعة لكن من السابق لآوانه تحديد نتائج التصويت في البرلمان الاسكتلندي رغم وجود علامات واضحة على تفوق الحزب الوطني الاسكتلندي.

وبعد أن تحددت نتائج 94 مقعدا من أصل 129 حصل حزب العمال على 37 بينما حصل الحزب الوطني الاسكتلندي على 34. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الوطني الاسكتلندي قد يطيح بحزب العمال ويصبح أكبر حزب في البرلمان المحلي.

وتعهد زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي اليكس سالموند بإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا في عام 2010 إذا سيطر حزبه على البرلمان.

وشابت أخطاء عملية التصويت في اسكتلندا. وشكا الناخبون من أن عشرات الالاف من الأصوات رفضت لأن الناس ارتبكوا بسبب أوراق الاقتراع المعقدة,وتأجلت عملية فرز الأصوات في بعض الدوائر الكبرى بسبب خلل في أجهزة الكمبيوتر,وخسر حزب العمال مقاعد في ويلز لكنه لا يزال الحزب الأكبر.

لكن بعض المحللين يرون أن براون يتحلى بالمواصفات المطلوبة للفوز. ويعتقدون أنه سيعزز جيلا جديدا من الشباب داخل الحكومة وسيستميل ناخبي حزب العمال التقليديين من جديد وسيعيد الجنود البريطانيين من العراق.

(شارك في التغطية بيتر جريفيثس وأدريان كروفت وصوفي ووكر وبيتر جراف في لندن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى