السباق الرئاسي الاميركي يزيد من حدة المواجهة بين بوش والكونغرس

> واشنطن «الأيام» ستيفن كولينسون :

> تؤجج حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في 2008 الجدل الدائر بين البيت الابيض والكونغرس الذي يهيمن عليه الديموقراطيون بشأن العراق اذ لا خيار امام الطامحين للفوز بترشيح حزبهم الا تشديد لهجتهم لاستمالة الناشطين.

ويعتمد المرشحان الديموقراطيان الرئيسيان السناتور هيلاري كلينتون والسيناتور السابق جون ادواردز استراتيجيات مختلفة لوضع حد للحرب في حين يتنافس المرشحون الجمهوريون الرئيسيون على التأكيد ان الديموقراطيين يميلون الى "الاستسلام" في العراق.

ومع سعيهم الى الفوز بترشيح حزبهم الى الرئاسة من خلال محاولة استمالة الناشطين، يصغي الطامحون الى الاقامة في البيت الابيض اكثر الى الشعور الشعبي حيال الحرب في حين يكتفي زملاؤهم في الكونغرس بشن حرب على الحكومة في واشنطن.

ودعمت المرشحة الديموقراطية الرئيسية هيلاري كلينتون التي يؤخذ عليها تصويتها للسماح للرئيس جورج بوش بشن الحرب في العراق في تشرين الاول/اكتوبر 2002 الاسبوع الماضي قانونا جديدا للحد من تحرك الرئيس بحلول تشرين الاول/اكتوبر,وقالت كلينتون "حان الوقت لالغاء الاذن بالحرب في العراق".

واضافت "في حال لم يقتنع الرئيس بالاعتراف بالواقع، فقد حان الوقت للكونغرس ليحمله على الاعتراف بالواقع".

واتى موقف كلينتون بعد يومين على قرار الرئيس الاميركي استخدام الفيتو على قانون يربط بين تمويل الحرب ووضع جدول زمني للانسحاب من العراق الذي تعهد بعدم القبول به بتاتا.

ورأى بعض المراقبين في مناورة كلينتون محاولة لعزل نفسها عن الانتقادات الصادرة عن ناشطين حول رفضها الاعتذار على تصويتها في 2002.

واثار ذلك بعض التوتر في السباق بين الديموقراطيين. فاعتبر السناتور جوزف بيدن ان الغاء قرار الموافقة على شن الحرب كانت فكرته في الاساس في حين اعلن حاكم ولاية نيو مكسكيو بيل ريتشاردسون ان الفكرة فكرته كذلك,وقال ريتشاردسون في مقابلة تلفزيونية "احيي دعمها لموقفي".

وتعرضت كلينتون كذلك لانتقادات من ادواردز الذي قال الاحد ان تحركها هذا لا يكفي لوقف القتال.

واكد في مقابلة تلفزيونية ان "النفوذ الذي يملكه الكونغرس لوقف الحرب يكمن في استخدام سلطتها على صعيد التمويل".

ويتردد زعماء الكونغرس الديموقراطيون في اللجوء الى السلطات الدستورية لقطع التمويل خوفا من ان يتهموا بالتخلي عن الجنود في ساحة المعركة.

وادواردز الذي قال ان تصويته لصالح السماح بالحرب كان خطأ، هو اكثر المرشحين الرئيسيين الذي يطالب بتحرك فوري لسحب القوات الاميركية من العراق.

وبدأ الاسبوع الماضي حملة دعائية جاء فيها ان انهاء الحرب "يتطلب اناسا شجعان لاتخاذ القرار المناسب".

وشدد ادواردز الاحد الضغوط على معسكره معتبرا ان الكونغرس يجب ان "يكون حازما" ويعيد القانون الذي يتضمن الجدول الزمني للانسحاب الى بوش.

لكن بعض خصوم ادواردز لا يرحبون بالضغوط التي يمارسها السناتور السابق الذي غادر واشنطن بعدما امضى ولاية واحدة في الكونغرس واثر فشل محاولته في ان يصبح نائب الرئيس الاميركي.

وقال السناتور كريس دود المرشح ايضا الى الانتخابات الرئاسية "ان يملي علينا اشخاص من الخارج دورسا هذا امر سهل للغاية".

اما زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري يد الذي عليه صياغة تسوية حول تمويل الحرب مقبولة من الرئيس الاميركي ومن قاعدته الديموقراطية، فاضطر الى نفي ان السباق الرئاسي يسبب له مشاكل اضافية.

وفي الجانب الجمهوري على العكس يعتبر 15% فقط من الناشطين ان الحرب في العراق قد خسرت الامر الذي يفسر النهج المتشدد الذي يتبعه المرشحون العشرة الذين شاركوا في اول مناظرة تلفزيونية الاسبوع الماضي,وقال السناتور جون ماكين "علينا ان نكسب في العراق واذا انسحبنا ستعم الفوضى".

واكد رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني ان الانسحاب المبكر من العراق سيشكل "خطأ رهيبا".

ومن شأن هذه التصريحات استمالة الناخبين في الانتخابات التهميدية الجمهورية لكن ينبغي التخفيف من حدتها عندما سيتنافس مرشح الحزب الجمهوري مع خصمه الديموقراطي للحصول على اصوات الناخبين "المستقلين" المشككين بفرص النجاح في العراق. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى