لك الله يا عبدالمنعم

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
تعتبر الضالع أكبر مخزن بشري للمتقاعدين العسكريين (قسرا) جراء حرب صيف 94م ، ويتجاوز العدد الإجمالي لهؤلاء جميعا العشرين ألف متقاعد عسكري، ولأن الضالع تشتهر بزراعة القات ، فقد استطاعت هذه الشجرة الصاعدة من تراب الوطن، أن تمنحهم ما عجز وطن 22 مايو عن منحهم إياه من حقوق مشروعة سلبت منهم، وسط غبار الحرب الخاسرة، التي ليس للوطن فيها - بمعناه الكبير- ناقة ولا جمل، وعلى هذا الأساس كانت عدن تستقبل أبناء الضالع يوميا محملين بما منحتهم إياه أرضهم الخصبة من (قات) كمصدر أساسي للعيش ولتدبر الأمور في هذا الوطن العزيز.

وفي يوم الاثنين 9/4/2007م شهد (سوق القات) بمديرية المنصورة بعدن مواجهة مابين بائعي القات من جهة ومحصلي الضرائب والعسكر المرافقين لهم من جهة أخرى، بسبب المبلغ- المبالغ فيه - المطلوب تحصيله يومها كضريبة قات والذي وصل حد الـ (500 ألف) ريال يمني، فكانت المشكلة التي حدث فيها إطلاق نار وفوضى وتنديد وشجب من قبل الموردين على ذلك، انتهت بوصولهم إلى أمام بوابة الأمن بعدن للتعبير عن الاحتجاج السلمي على الابتزاز المالي الذي يتعرضون له يوميا في مصدر رزقهم الوحيد، وللمطالبة بالإفراج عن ثلاثة أفراد منهم تم احتجازهم في شرطة القاهرة جراء ذلك الحدث.

الإفراج عن الأفراد الثلاثة الذي تم يوم 12 أبريل، لم ينه الحدث ويسدل الستار بشكل نهائي على القضية، لأن ثمانية أفراد آخرين جرى القبض عليهم من سوق القات يوم 14/4 فور وصولهم من الضالع بتهمة «التحريض على عدم نفاذ القانون» في ذلك اليوم المشئوم، وهي تهمة تصنف بأنها «جريمة سياسية» بحسب قانون العقوبات!! وعلى هذا الأساس قامت شرطة القاهرة بجمع الاستدلالات المؤكدة لهذه التهمة ، حتى إذا ما جمعت هذه الجهة ما استطاعت جمعه من أدلة في ملفها الدقيق، جرى تحويل المتهمين الثمانية إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق معهم في التهمة الموجهة ضدهم صباح يوم 16/4/2007م .

إن المواطن المحتجز (الشاب) عبدالمنعم محمد ناجي الثمادي كان يعاني من تدهور غير معروف السبب في صحته العامة، وأنه - وتبعا لذلك- يجب الالتفات المسئول لوضعه الصحي ورعايته بما يستحق كإنسان له حقوق.. كما لم تكن حالة (شبه الغيبوبة) التي وصل إليها المسكين ، والتي ألقت به جثة شبه هامدة على خشبة (السطحة) لسيارة الشرطة الواقفة به ، أمام نيابة الأموال العامة صباح يوم 16/4 تكفي لأي كان، الانتباه إلى صحة وحالة هذا المسكين والانتقال به فوراً إلى أقرب مستشفى عوضا عن بقائه في وضعية خطيرة.

ثم .. وبعد أن طلبت نيابة الأموال العامة، من الشرطة استكمال ملف القضية وإعادة المتهمين للحجز مرة أخرى ، جرت عملية (إنزال) للمتهمين في منطقة خورمكسر لأسباب غير معروفة!! تم عقبها نقل المريض عبدالمنعم من قبل زملائه إلى مستشفى خاص قريب ، حيث فارق الحياة هناك بعد وصوله بزمن قصير !!

في هذه (الميتة) التي اكتنفها الغموض والإهمال لم يصدر بشأنها، من أي جهة رسمية أو غير رسمية - شرطة أو مستشفى- تقرير عن أسباب وفاة هذا (البني آدم) النبيل !! و ما حدث فقط، هو أن هذه الجهة كلفت حالها بإشعار (يحيى محمد ناجي) أخ الضحية ، في عبارة مختصرة تقول له : بأن عبدالمنعم أخاك قد مات.. وعليك الحضور لاستلام جثته ودفنه!!

إن فقيدنا عبدالمنعم.. الذي لا يعلم أحد عن موته وأسبابه سوى خالقه .. فله الله، وله قلوب الملايين ممن سيدعون له بالرحمة والمغفرة والخلود في جنة الرحمن الذي هو أكرم. رحم الله عبدالمنعم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون .

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى