مجلس الشيوخ الأفغاني يدعو إلى محادثات مباشرة مع طالبان

> كابول «الأيام» سيد صلاح الدين :

> قال مجلس القبائل الأفغاني في تصويت رسمي أمس الثلاثاء إن على الحكومة الأفغانية أن تجري محادثات مباشرة مع طالبان وسائر القوات المعارضة وذلك في محاولة لوقف إراقة الدماء المتصاعدة في البلاد.

كما حث مجلس القبائل وهو أحد مجلسي البرلمان الأفغاني القوات الغربية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الكف عن تعقب مقاتلي طالبان والمسلحين الآخرين.

ويأتي هذا الاقتراح في وقت يتزايد فيه السخط الشعبي ضد حكومة الرئيس حامد كرزاي بسبب الخسائر البشرية التي تقع في صفوف المدنيين على أيدي القوات الغربية بالإضافة إلى الفساد والفشل في ترجمة مليارات الدولارات من المساعدات إلى مستويات معيشة أفضل.

وتم إقرار الاقتراح الداعي إلى "مفاوضات مباشرة مع الأطراف الأفغانية القلقة في البلاد" بأغلبية ساحقة وسيرفع إلى كرزاي الذي فشلت جهوده في السابق في حمل طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وجاء الاقتراح في أعقاب قانون مثير للجدل يعرض عفوا عاما عن جرائم الحرب التي ارتكبت على مدى نحو ثلاثة عقود من الحرب الأهلية.

وقال الوزير السابق ودير صافي الذي يعمل حاليا أستاذا للعلوم السياسية بجامعة كابول إن الاقتراع يمثل خطوة إيجابية لكنه أضاف أن هناك حاجة للتغلب على الانقسامات داخل حكومة كرزاي حول كيفية التواصل مع طالبان قبل أن يتسنى بدء محادثات السلام.

ومضى قائلا "يجب أن تكون المحادثات مع طالبان وسائر المعارضين أمرا حتميا لأنه من دونها ستستمر الأزمة" مشيرا إلى أنه من الضروري التوصل إلى سبيل لإشراكهم في الحكومة.

ولم يتسن الاتصال بطالبان للتعليق لكن الحركة رفضت في الماضي المشاركة في محادثات للسلام وتعهدت بطرد القوات الأجنبية والإطاحة بحكومة كرزاي.

ويرأس مجلس القبائل الرئيس السابق صبغة الله مجددي وهو أحد المقربين من كرزاي ويرأس لجنة رئاسية حاولت الاتصال بطالبان والجماعات المعارضة الأخرى.

وحوالي نصف أعضاء المجلس وعددهم 101 معينون من قبل كرزاي وعادة ما يعمل المجلس بالتعاون معه.

وقال المجلس إن من الضروري بذل جهود لمعرفة مطالب طالبان وسائر المعارضين وفي الوقت ذاته ينبغي وقف العمليات العسكرية ضدهم.

"إذا اقتضت الضرورة تنفيذ عملية فلابد أن يتم ذلك بالتنسيق مع الجيش الوطني والشرطة وبالتشاور مع حكومة أفغانستان."

ويتعرض كرزاي لضغوط من حكومته بعد أن انضم أعضاء رئيسيون الشهر الماضي إلى منتقدين آخرين لتشكيل جماعة سياسية جديدة أطلق عليها الجبهة الوطنية وهي في الواقع أول معارضة في برلمان ليس له هيكل حزبي رسمي.

ودعوا إلى إلغاء بعض سلطات الرئيس من خلال استحداث دور جديد لرئيس الوزراء.

وتصاعدت حدة القتال بدءا من أوائل العام الماضي لتبلغ أسوأ معدلاتها منذ الإطاحة بطالبان من الحكم في عام 2001.

(شارك في التغطية روبرت بيرسيل في إسلام أباد) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى