محمد سعد عبدالله .. وحزن الذكرى

> «الأيام» حسن سعيد دبعي:

> يوم 16 أبريل 2004 فقدت اليمن الفنان الكبير محمد سعد عبدالله، وبوفاة هذا العملاق ومن قبله موسيقار اليمن الفذ أحمد بن أحمد قاسم الذي فارقنا عام 1993 وكذا اعتزال الفنان الرائع محمد مرشد ناجي بفعل عامل السن شهدت الساحة الفنية اليمنية ركوداً ملحوظاً ولم نر أي جديد فقد كان هذا الثلاثي يشكل عنوان نهضة الفن اليمني من خلال المنافسات القوية التي كانت تدور بينهم خاصة في محافظة عدن التي تفخر أنها كانت حاضنة لهم .

كنت في الأسبوع الأول من شهر أبريل الماضي في عدن وحضرت الندوة الخاصة بالفنان أحمد قاسم وعشت بعض اللحظات الجميلة مع أغانيه وتذكرت أيام أحمد قاسم الثرية وشذاها العطرة، وكم تمنيت لو تطول الإجازة، وأحضر ندوة مماثلة خاصة بمناسبة مرور الذكرى الثالثة لرحيل محمد سعد عبدالله، لكن سلواي أنني تأكدت أن محمد سعد عبدالله مازال موجوداً في أذهان الناس كنت أسمعه في الاستريوهات وفي المحلات وفي المقاهي والمتنزهات، والمتذوقون الحقيقيون للفن لم ينسوه بعد حتى الصديق حيدر المقطري الله يذكره بالخير الذي كان يصر على إيصالي من السوق الطويل إلى بيت قريبي في (الرزمت) كان يشنف أذنيّ أثناء السير بأغاني محمد سعد عبد الله .. ما با بديل ..فات الأوان .. أنا أقدر انساك .. كلمة ولو جبر خاطر ..جدد أيام الصفاء، وغيرها مما أشجاني وأبكاني في آن واحد وجعلني أصر على أن لا تفوت ذكرى وفاة هذا الفنان بدون أن أساهم فيها، وسبق لي أن رثيت محمد سعد عبدالله في نفس الأسبوع الذي توفي فيه وعبر صحيفة «الأيام» الغراء ذكرت حينها أنني لم أتأسف على وفاة إنسان مثلما تأسفت على رحيل محمد سعد عبدالله، وها أنا أكرر هذه العبارة مرة أخرى فقد كان هذا الفنان أكثر الناس تعبيراً عن عواطفي وملامسة لمشاعري وفي الوقت نفسه كان مظلوماً من الجهات الرسمية ولم يعط حقه في العناية والتكريم وصرف مستحقاته، فعلى حد علمي أن أسرته تعاني شظف العيش وهذا ما لا يقبله عاقل خاصة وأننا نرى في البلدان التي تحترم مبدعيها أنها تقوم بل تسرف في الإغداق عليهم بينما بلادنا تلفظهم كالحشرات دون أدنى اعتبار وصحيح إن بلادنا تأكل عشاقها!

إنني أنتهز هذه المناسبة وأوجه الدعوة لوزارة الثقافة ممثلة بوزيرها الجديد الذي يبدو حسب المقربين منه أنه إنسان متفهم ومثقف وكذا ألفت عناية الأخ محافظ محافظة عدن أن لا يدعوا أسرة الفنان محمد سعد عبدالله تعاني الحرمان وهو الذي خدم الفن اليمني بكل إخلاص وتفان فقد كان يتنقل بين الشمال والجنوب قبل الوحدة بغرض تأصيل رسالة الفن وترسيخها في أذهان المجتمع وتأكيد أن الفن لا يعترف بالحواجز وبراميل الحدود، وعيب على بلاد تجعل من خدموها عرضة للفاقة والجوع، ولا يكفي محمد سعد عبدالله أن يكون له شارع باسمه في الشيخ عثمان، بل يستحق اكبر من هذا وأعني أن يكون له بيت محترم تليق باسمه وأن تكون أسرته من بعده مستورة الحال لا تعاني من النكران والتجاهل.

رحمة الله تغشاك يا محمد، فلقد تركت شرخاً كبيرا في وجداننا وتركت فراغاً أكبر في ساحتنا الفنية التي كنت تملؤها أحاسيس وآهات وابتسامات.

وكانت أغانيك تمثل كل الأطياف وكل الرغبات وكل الأشجان، ورحلت عنا بل هجرت دنيانا التي لم تر منها إلا الجحود وقلة المروءة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى