فظيع جهل ما يجري..وأفظع منه أن تدري

> «الأيام» متابعات:

> هكذا ردد شاعرنا الكبير الراحل عبدالله البردوني..وهكذا نعيد نحن ذلك البيت الشعري الرائع المعبر بعمق عن حقيقة ما يدور حولنا من مآس إنسانية يندى لها الجبين .. ويستفز بها الضمير .

فنان كبير وقدير .. وتاريخ عطاء إبداعي طويل ومتميز حفر به اسمه في وجداننا وأحاسيسنا ...ونقلنا بصوته الدافئ العميق إلى مفردات الإبداع جميعها ..ملحناً ومطرباً.. ثم دارت عليه السنون ..وأدار له الزمن وجهه ليجد نفسه وحيداً على قارعة الطريق ..ذلكم هو الفنان الجميل يوسف أحمد سالم .. ابن مدينة الشيخ عثمان الذي عشق الطرب وغنى للإنسان وللأرض وللثورة والذي حمل نفسه -وقد كسره الذل ـ إلى مركز شرطة الشيخ عثمان ليطلب منهم التعاون في إدخاله ملجأ العجزة بالمدينة التي أحبها وأمدته بهواء رئته على امتداد عمره الذي مضى .. ولما سئل لماذا؟ أجاب: أنا مرمي على قارعة الطريق وأرى نظرات الرثاء والشفقة على عيون كل من ينظر إلي ويعرف تاريخي وتاريخ عطائي ..وذلك ما يقتلني في اليوم ألف مرة ..وأنا لا أريد أن أكون في مثل هذا الحال.. فهلا ساعدتموني في أمنيتي الأخيرة.. وبالفعل عملت قيادة شرطة الشيخ عثمان على ترتيب إدخال الفنان يوسف أحمد سالم إلى ملجأ العجزة حيث يستقر الآن بعيداً عن أعين المتطفلين ونظرات شفقتهم . ولعمري إن استمرار تجاهل حقوق ومكانة أولئك المبدعين الذين قدموا عصارة عمرهم من قبل الجهات الرسمية والمعنية بهذا الشأن سيدفع بالبقية الباقية ذات يوم إلى المصير ذاته إن لم يكن أسوأ .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى