الازمة السياسية تتفاقم في صربيا مع انتقادات من الاتحاد الاوروبي وواشنطن

> بلغراد «الأيام» اندريه بيروكوف :

> تتفاقم الازمة السياسية في صربيا بعد انتخاب القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش رئيسا للبرلمان اذ يخشى الاصلاحيون الموالون لاوروبا ان يتم تهميش بلدهم بعد الانتقادات التي وجهها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

واتى انتخاب نيوكوليتش في وقت ستتولى فيه صربيا اعتبارا من اليوم الخميس رئاسة مجلس اوروبا وهي مهمة لا تتلاءم بسهولة مع افكار نيكوليتش المناهضة للتكامل الاوروبي بشكل عام.

وقد تسلم نيكوليتش زعيم الحزب الراديكالي الصربي (قومي متشدد) الذي انتخب أمس الأول مهامه رئيسا للبرلمان حيث تعرض لهجمات عنيفة من المؤيدين لاوروبا.

واخذ عليه نواب انه يستمر رغم منصبه الجديد بوضع زر على سترته يحمل صورة رئيس الحزب الراديكالي فويسلاف سيسيلي الذي تحاكمه محكمة الجزاء الدولية ليوغسولافيا السابقة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وقد اثارت تصريحات لنيكوليتش اسف فيها لان صربيا "ليست مقاطعة روسية" موجة من الانتقادات القوية.

وواجه نيكوليتش حملة عنيفة ايضا بعدما نعت نائبه الكسندر فوكيتش، الرئيس بوريس تاديتش بانه "كابورال لخافيير سولانا (الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية)" وانه من "الاوباش".

وانتخب نيكوليتش بفضل دعم الحزب الديموقراطي الصربي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته فوييسلاف كوستونيتسا الذي كان يجري رغم ذلك مفاوضات مع الحزب الديموقراطي بزعامة تاديتش لتشكيل حكومة اصلاحية يطالب بها الاتحاد الاوروبي بعد انتخابات كانون الثاني/يناير.

وبعد هذا التحالف تحدى تاديتش الحزب الديموقراطي الصربي والحزب الراديكالي الصربي والحزب الاشتراكي الذي اسسه الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش بتسمية رئيس للوزراء قبل الجمعة.

واثار انتخاب نيكوليتش قلق الاوساط الاقتصادية الصربية وبورصة بلغراد التي تراجعت اكثر من 5% في حين ان صحيفة "بليتش" توقعت ان تتراجع الاستثمارات الاجنبية بمقدار ملياري دولار.

ولم يخف الاتحاد الاوروبي قلقه وتحدث اعتبارا من أمس الأول عن "مؤشر مقلق" لكنه طلب من كوستونيتسا وتاديتش "بذل جهد اخير لتشكيل حكومة".

واسفت الولايات المتحدة كذلك كثيرا لاختيار نيكوليتش وحذرت صربيا من انها قد تصبح معزولة كما حصل لها خلال عهد ميلوسيفيتش.

وبعد انتخابه اصبح نيكوليتش الذي هنأها السفير الروسي في بلغراد، المسؤول الثاني في البلاد وهو يحل مكان رئيس البلاد في حال تخلف ذلك عن اداء مهامه.

واعرب الامين العام لمجلس اوروبا تيري ديفيس عن قلقه لانتخاب نيكوليتش.

وبعد الدعم الذي منحه حزب رئيس الوزراء كوستونيتسا الى تاديتش فان اتفاقا بين ائتلافه والحزب الديموقراطي الصربي بزعامة تاديتش والحزب الليبرالي الجديد "جي 17 بلاس" يبدو صعبا جدا.

وقرر حزب "جي 17 بلاس" كذلك التوقف عن المشاركة في المفاوضات طالما ان نيكوليتش يستمر في تولي رئاسة البرلمان واختار نوابه عدم المشاركة في الاجتماعات.

وتأتي الازمة السياسية هذه في مرحلة حساسة جدا لصربيا في وقت بدأ فيه اعضاء مجلس الامن البحث في مشروع قرار حول وضع اقليم كوسوفو الذي يطالب الالبان فيه والذين يشكلون اكثر من 90% من سكانه، بالاستقلال.

وفي تعليق على انتخاب نيكوليتش اعتبر رئيس وزراء اقليم كوسوفو اجيم جيكو ان ذلك يثبت ان "صربيا اليوم ليست مختلفة عن صربيا الامس". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى