رايس في موسكو: لا اساس للحديث عن "حرب باردة" بين روسيا والولايات المتحدة

> موسكو «الأيام» ديفيد ميليكين :

>
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الإثنين ان لا اساس للحديث عن "حرب باردة جديدة" بين روسيا والولايات المتحدة لدى وصولها الى موسكو في زيارة تهدف الى احتواء التوتر القائم بين البلدين بشأن مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا.

وصرحت رايس التي تخصصت في الاتحاد السوفياتي اثناء دراستها في جامعة ستانفورد الاميركية (كاليفورنيا)، متحدثة لدى وصولها الى العاصمة الروسية "البعض يطلق كلمات مثل حرب باردة جديدة. اعتقد بصفتي شخصا عايش تلك المرحلة وبصفتي خبيرة في هذا الشأن، ان لا اساس بكل بساطة لهذه المقارنة".

وتابعت "ثمة امور تسير بشكل ممتاز وامور لا تسير كما كنا ننتظر وامور اخرى تطرح مشكلة حقيقية"، مشددة على ان "روسيا ليست الاتحاد السوفياتي".

وقالت "لا يعجبني اطلاقا الخطاب" الذي يستخدمه الكرملين والذي يذكر بنظرها بالحرب الباردة، مضيفة "اعتقد انه من المهم للغاية كما قلته للذين حاورتهم عدم استخدام خطاب يوحي بان علاقتنا تنطوي على عدوانية".

وحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة في الاشهر الاخيرة على الادارة الاميركية فاتهمها ب"زعزعة الاستقرار" في العالم برؤيتها "الاحادية" وبالسعي لاعادة اطلاق سباق التسلح من خلال مشروعها لنشر درع مضادة للصواريخ.

واندلعت المشكلة بسبب مشروع واشنطن لنشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ومركز رادار في الجمهورية التشيكية.

ويؤكد البيت الابيض ان المشروع يهدف الى ضمان حماية اوروبا من اي هجمات قد تشنها دول "مارقة" مثل ايران وكوريا الشمالية، غير ان موسكو تعتبره بمثابة تهديد على ابوابها وقد اعلنت تجميد تطبيق المعاهدة حول القوات التقليدية في اوروبا، احد النصوص الاساسية التي ضمنت امن اوروبا بعد المواجهة بين الكتلة الاطلسية وكتلة حلف وارسو.

وصعد بوتين اللهجة اخيرا حين شبه بين سياسة جورج بوش الخارجية وسياسة ادولف هتلر في كلمة القاها بمناسبة الاحتفالات بذكرى هزيمة المانيا النازية في التاسع من ايار/مايو.

وقال بوتين ان السياسة الاميركية تعكس "الازدراء ذاته بالحياة البشرية والادعاء ذاته بالخصوصية والاستبداد ذاته بالعالم الذي كان يبديه الرايخ الثالث".

وحين طلبت الولايات المتحدة رسميا توضيحا لهذه التصريحات، اعلن الكرملين ان بوتين لم يكن يتحدث عن الولايات المتحدة بدون ان يحدد الجهة التي كان يشير اليها.

وحرك هذا الجدل فكرة "حرب باردة" جديدة بين القوة العظمى الاميركية والجمهورية الروسية الواسعة الطموحات برئاسة بوتين.

وقالت رايس ان "المرحلة التي تمر بها علاقاتنا ليس سهلة. لكنها ليست مرحلة تشهد في نظري امورا كارثية في علاقاتنا".

وتتناول رايس مساء العشاء الى مائدة نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف، على ان تلتقي اليوم الثلاثاء بوتين ثم نظيرها سيرغي لافروف.

ومن المقرر ان تجتمع ايضا بخمسة ممثلين عن المجتمع المدني.

وصرحت رايس "قلنا بوضوح كبير ان لدينا مخاوف بشأن التطورات الداخلية في روسيا وسنبحث ذلك"، في اشارة الى تراجع الحريات في روسيا، معترفة في المقابل بان هذا البلد يشهد "تحولا هائلا".

وكانت رايس نددت الاسبوع الماضي امام مجلس الشيوخ ب"تركيز السلطات في الكرملين".

كما دعت الى "انتخابات حرة وعادلة" خلال الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر والانتخابات الرئاسية في اذار/مارس، في وقت تجد المعارضة الروسية صعوبة في التعبير عن مواقفها وتتعرض للقمع عندما تنظم تحركات في الشارع. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى