رسالة الكسادي

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
الأمر في تبيانه لا يحتاج إلى شرح كثير، الموضوع يملأ عقول الناس من منافذ القديم إلى المغزى السائد، إذ أوضح المؤرخون والمتتبعون لنشوء الدول والحكام في منطقة الجنوب وحضرموت أن رسالة الأمير صلاح بن عبد الكسادي المؤرخة في الفاتح من شعبان 1283هـ، 16 ديسمبر 1816م إلى القعيطي الثري بالهند المتطلع إلى حكم حضرموت هي الانعطافة واللحظة التي أوصلت إلى نهاية حاكم وبداية حاكم جديد، .

وكما يُعرف في التفسير السياسي «أول مسمار في نعش الكسادي» هكذا نطق الفلك الذي أراد أن يدور وتفصح السنون عما حملته وتتحول المعطيات والوقائع، وهذه الأولى.

أما الثانية فهي كما فسر أيضا المختصون بعدئذ أن سكان الساحل الحضرمي ربما ظلوا على علاقة وجدانية ويقودهم الحنين الجارف للإمارة الكسادية وللأمير الكسادي أولاً لأنه أنشأ عاصمة حضرمية لا يدعيها أحد لوحده ومفتوحة للجميع بعيدا عن الشحر وحضرموت الداخل، وبها كل معالم الدولة المبكرة والمتبعة لما سيكون لاحقا، وأيضا ظهور الأمن والتعايش في حالة فريدة تحت ظل الصراع على الحكم آنذاك.

جاءت رسالة الاستنجاد لتعطي القعيطي إشارة البدء في أن الظروف قد نضجت، وأن الأوضاع قد تهيأت، وأن الساعة الكبيرة قد أزفت، ونفذ الزمن والفلك دورته، وصدقت الوقائع وتغير الحاكم والحكم وظل المكلاويون .

كما قال وحكى لي كثيرون - يترحمون على حكم آل كساد اليوافع. ومن الطرائف التي تحكى إلى اللحظة أنهم كانوا يرددون بعد صلواتهم وفي قلوبهم وبأصوات خافتة وفي لقاءاتهم همهمات ودعوات لعودة الكسادي أو الدعوة له ترحماً لأيام سادت ثم بادت في خواطرهم، ولم يكن الحاكم الجديد غبيا بطبيعة الحال أو بعيدا، فالأذن مفتوحة والخبر مباشرة يُنقل، ولكن هذا لم يكن أيضا مفاجئا ولا يحتاج إلى نهي أو عقوبة أو مقاطعة، كلا.

إذ أن وصول الحاكم الجديد إلى المكلا في مطلع تسعينات القرن قبل الماضي جعل الاستراتيجية لبناء الدولة هدفا أكبر وليس فتح صدور الناس! هناك مسألة في غاية الأهمية لدى الحاكم هي بناء دولة وشرعيتها وليس شخصيتها الحاكمة، ولا بد للوقت أن يطيع.

وقالوا «إذا ما أطاعك الوقت طيعه»! ولم يسكت الناس وهي طبيعة الإنسان.

أمام التاريخ اليوم شواهد، هناك رجل واحد أدخل حضرموت والمنطقة كلها إلى العصر والتنمية، نظم الحياة وأدوات المجتمع، ولولا الضغوطات الخارجية لكادت أن تصبح أكبر منطقة متمدنة في الجزيرة كلها..

هو السلطان صالح بن غالب القعيطي، وحدث الانفتاح الكبير في عهده وشهد له التاريخ بعدئذ بأنه سعى لتزويد الدول الجديدة في المنطقة بالكفاءات والرجال والأفكار في السلام والتنمية إلى اليوم.

وأنتج الزمن من هؤلاء رجال حكم وثقافة ومجتمع بارزين للجنوب والعرب وحضرموت حملوا الفكر القومي والإسلامي والوطني.

وقالوا إن لدينا هما أكبر من حضرموت، وجاء أحمد محمد العطاس وعيسى مسلم وفرج بن غانم وفيصل بن شملان وعلي سالم الغرابي وسعيد باوزير وحيدر العطاس وأحمد عوض باوزير ومحمد محفوظ باحشوان ومحمود مدحي وأحمد عبدالله اليزيدي ومحمد علي مخارش وعبدالله الملاحي وجعفر السقاف وسالم بن همام ومحمد حسين الجحوشي وصالح باصرة وسعيد النوبان ومحمد عبدالقادر بافقيه وحسين سالم باغويطة وسالم عمر بكير وأنيس وحدين وعبدالله محفوظ الحداد وفرج باعامر وأحمد بن سهيلان ومحمد عمر باسعد ومحمد سالم اليزيدي ورياض البكري وعبدالله حسين البار وصالح الناخبي والشيخ عبدالله الناخبي والأستاذة فاطمة الناخبي وزميلاتها المعلمات الشهيرات، وعبدالعزيز القعيطي ومحمد عبدالقادر بامطرف وعبدالقادر الصبان والملاحي وناصر البطاطي وحسين المنهالي وأحمد محمد الفردي وعبدالله بايمين وأبوبكر بارحيم وعبدالصمد بارحيم وجيش من رجال العلم والأدب، والتسلسل والحيز لا يكفي فالمعذرة.

هي الدولة التي تتطور ثم وحدة المنطقة في جنوب البلاد وما حققه أولئك من آل مكاوي وهمشري ولقمان وباشراحيل وشاذلي وطرموم وفوز عبدالقوي مكاوي بالوزارة في عدن ثم ترؤسه النضال الوطني بعدئذ، أليس من المعقول أن ينجح في حضرموت علي سالم الغرابي وأيضا سعيد النوبان أو حيدر العطاس.

كم نعماً سيحصد كل حضرمي إذا فرضنا من واقع علاقة البيئة والأهل والمكان، لا تعاقب الزمن من أجل الحب، والحكمة في رسالة الكسادي، قولوا له!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى