العاقل من يختار

> «الأيام» علي عبد القادر صادق / قرية عمران - عدن

> يقول فاروق جويدة «في زمان مضى كانت لنا قضايا.. قضايا احتلال واستقلال أوقضايا حرية وتعليم .. أو قضايا فكر، ولكننا اليوم نعيش في ذواتنا وبعد أن كانت مجتمعاتنا تتكون من أفراد أصبح كل فرد فينا مجتمعاً مستقلاً لا يعنيه من أمر الآخرين شيء فهذا هو زمان اليوم». صدقت يا ابن جويدة إننا نعيش زمنا قصير القامة تسلب فيه حقوق الناس وأفكارهم ومبادئهم.

لقد تلوثت أخلاق البشر وتغيرت طباعهم وتعاملهم مع بعضهم، فالسوق أصبح مليئا بالسلع المزورة والمواد الغذائية المنتهية صلاحيتها والتي تباع في البقالات والشوارع بسبب انعدام الرقابة والتفتيش وبيع حياة المواطنين من أجل الربح وجمع الأموال. لقد غابت المواقف وصرنا نعيش زمنا تسن وتُنشأ فيه أجهزة لمكافحة الشباب والخريجين وإرغامهم على البطالة والتسكع، فكم من خريج اليوم أكمل دراسته الجامعية بعد مشوار امتزج بالتعب وسهر الليالي من أجل الحصول على وظيفة محترمة يواجه بها ويلات الغلاء المنتشر، لكن زمن المهانة حرمه من ذلك.

هكذا أصبحت حياة الناس، يعيشون العمر بلا هدف ولا قضية، ولم يعد يملك هؤلاء شيئاً غير زمان تعود فيه أقدار الرجال ويستطيع العاقل أن يختار من أكوام الزيف لحظة صدق، وأن يجد من بين الآلاف الذين يعرفهم أناساً أصحاب مشاعر وأن يحصل الفقراء على قوتهم اليومي من الرغيف والخبز، وهي أبسط الأشياء، عندها فقط سيصفق لنا العالم وتنتشر المحبة والألفة ويجتمع الصغير والكبير وتمتزج دموع الفرح وتسيل على وجوه كل من ظلمهم أهل الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى