اكتشاف تماثيل عمرها 41 قرنا عن الحياة اليومية بمصر القديمة

> القاهرة «الأيام» رويترز :

>
تصور مجموعة غير مألوفة من التماثيل الخشبية الملونة جانبا من تفاصيل الحياة اليومية في مصر الفرعونية كما تبدو ضمن محتويات مقبرة كاملة بصعيد مصر أعلن أمس الأحد اكتشافها حيث استخدم فيها الفنان أسلوبا واقعيا قبل أكثر من 41 قرنا.

وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في بيان إن البعثة البلجيكية التابعة لجامعة لوفان اكتشفت أثناء استكمال التنقيب بمنطقة دير البرشا الأثرية بمحافظة المنيا (نحو 290 كيلومترا جنوبي القاهرة) مقبرة بكامل أثاثها الجنائزي لشخص يدعى حنو كان مشرفا على الأوقاف الدينية في نهاية عصر الانتقال الأول (نحو 2181-2050 قبل الميلاد).

ومن المألوف وجود تماثيل خشبية تنتمي إلى عصور فرعونية مختلفة لكن من النادر العثور على تماثيل ملونة من هذا النوع.

ويقسم التاريخ المصري القديم إلى ثلاثين أسرة توالت على حكم البلاد بداية من الأسرة الأولى نحو عام 3100 قبل الميلاد ففي ذلك العصر قبل أكثر من 5100 عام توحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي.

لكن مصر تعرضت لغزو خارجي كما مرت بفترات ضعف منها عصر الانتقال الأول من الأسرة السابعة حتى العاشرة وعصر الانتقال الثاني (نحو 1786-1567 قبل الميلاد) والذي انتهى بصعود الملك أحمس وطرد الهكسوس.

وأضاف أن المقبرة تضم كثيرا من التماثيل الخشبية الصغيرة الملونة بالأبيض والأحمر والأسود وتصور حياة العمال فبعضهم يصنع الطوب اللبن وآخرون يعبئونه في أكياس من الخيش مربوطة بحبال كما تقوم امرأة بطحن الغلال وأخرى تصنع الجعة إضافة إلى نموذج كامل لمركب يجلس على جانبيه صفان من العمال في أيديهم مجاديف في حين يقف رئيسهم يرشدهم إلى الاتجاه الصحيح أثناء الإبحار.

وأشار إلى العثور على تمثال لصاحب المقبرة مرتديا ملابسه الرسمية وفى نهاية الحجرة يوجد تابوت خشبي ضخم غير ملون به مومياء لصاحب المقبرة ملفوفة بلفائف من الكتان "ويتضح من شكل الرأس أنه لا يوجد به أى أقنعة ولكنه يرقد على مسند رأس صغير مصنوع من الخشب."

وقال هاركو وليام رئيس البعثة البلجيكية في البيان إن التابوت مصنوع من ألواح خشبية متشابكة تربطها أوتاد خشبية وهو مزين بثلاثة نصوص هيروغليفية نقش اثنان منها على جانبيه أما النص الثالث فهو منقوش على غطائه وهى نصوص دينية كان المتوفى يقدمها قربانا للإلهين أنوبيس وأوزير.

وأضاف أن الفحص المبدئي للتماثيل يوضح أن الفنان المصري القديم استخدم الأسلوب الواقعى حيث صور الأيدي والأرجل بألوان داكنة لاستخدام العمال أياديهم في تنفيذ الأعمال الشاقة مثل خلط مواد البناء أو صناعة الطوب أو صناعة الجعة أو طحن الغلال.

ونقلت التماثيل إلى المخازن المتحفية بمدينة ملوى بمحافظة المنيا تمهيدا لترميمها ودراستها أما المومياء فسوف يتم تحليلها وفحصها باستخـدام أشعة إكس للتعرف على حالة حفظها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى