عبدالوهاب اليمن.. نزيل دار العجزة!!

> «الأيام» محمد حسن الشميري:

>
الفنان الكبير يوسف أحمد سالم
الفنان الكبير يوسف أحمد سالم
الفنان الكبير يوسف أحمد سالم، الملقب بـ(عبدالوهاب اليمن) للشبه الكبير بين نبرات صوتيهما، ويتضح ذلك عندما يغني الفنان يوسف أية أغنية من أغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب، بنفس نبرات الصوت والأداء.. فناننا المبدع يوسف أحمد سالم، أصيب بتورم شديد (في البروستاتا) منذ مدة فتعالج كثيراً، وفي مستشفيات حكومية، في عدن ولحج، لكن لم يستفد، بل تطورت حالته المرضية، حتى أقعدته الفراش لا يستطيع حراكاً منها، لذلك نصحه الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، ولكن في مستشفى خاص لديه إمكانات وأجهزة متطورة، فيما هو لا يملك سوى معاشه التقاعدي الضئيل الذي لا يفي بلقمة عيشه طوال الشهر!! مع أن العملية ستكلفه مبلغاً كبيراً لإجرائها وللعلاجات ولمدة مكوثه على سرير المرض في المستشفى الخاص حتى يتعافى بإذن الله.. فمن أين سيحصل على مبلغ التكلفة، وهو عزيز النفس التي تمنعه عن الاستجداء من هذا المسؤول أو ذاك؟

وبما أنه أصبح لا يقوى على الحركة، ولا يملك سكناً.. وليس لديه أهل ولا أقارب، لكي يقومواعلى خدمته وهو على هذه الحال المرضية.. فما وجد بداً سوى اللجوء إلى (دار العجزة) بالشيخ عثمان، حيث تسكن الإنسانية في قلوب القائمين على تلك الدار.. ليقضي ما تبقى له من حياته مع مرضه المؤلم، ومع المسكونين بالإنسانية هناك.

هكذا حكم الزمن على فناننا الكبير يوسف أحمد سالم، أن يختتم مشواره الفني الطويل نزيلاً في دار العجزة!! وذلك بمثابة رصاصة الرحمة التي تطلق على رأس الجواد الأصيل، عندما يصل إلى مرحلة الشيخوخة من العمر، بعد أن صال وجال زمناً في ميدان الفروسية!! هذه هي حال الفنان يوسف.. الأصيل المبدع الذي أثرى برصيده الفني الغنائي الكبير، وألحانه الراقية المتميزة (مكتبتي إذاعة وتلفزيون عدن الموسيقيتين) والذي اختتم هذا الرصيد الفني البديع بأغنية وطنية، بعنوان (صقر اليمن) وهي أغنية تجسد الكثير من الصفات والمميزات المحببة لقائد الشعب علي عبدالله صالح، وحبه للأرض والإنسان (وهي من كلمات العبد لله.. كاتب هذه الأسطر).

فالفنان يوسف أحمد سالم وضع لهذه الأغنية لحناً غاية في الروعة، نابعا من صميم قلبه - على حد قوله- ثم سجلها لتلفزيون عدن. وعمل المونتاج لها بمناظر تترجم مضمون الأغنية.. كان ذلك منذ حوالى عشر سنوات، ولكنها لم تبث سوى مرتين أو ثلاث مرات على الأكثر!! ثم أرغمت على النوم الطويل في أحد رفوف مكتبة الأغاني والموسيقى التابعة للتلفزيون.. ولا ندري لماذا أرغمت على النوم، ولم تستيقظ لترى النور بعد ذلك!! وكان من المفروض، بل والواجب، أن تنسخ لفضائيتنا اليمنية في صنعاء، قبل أن ترغم هذه الأغنية على النوم!! لكن ربما أن بعض القائمين على هذا التلفزيون، لا يروق له بث وسماع هذه الأغنية الوطنية البديعة الكلمات الصادقة الوصف لـ«صقر اليمن».. ما علينا.. دع الخلق للخالق!!

على العموم.. فناننا الكبير المبدع يوسف أحمد سالم، الذي ملأ اليمن بفنه الأصيل الراقي لا يستحق هذا الإهمال والنسيان والجفاء والنكران!! وهو في هذه الحال المرضية الموجعة.. مع أنه لا يطمع في تسفيره إلى خارج البلاد للعلاج على نفقة الدولة.. كغيره من الفنانين!! ولكنه يطمع في أن يحظى بعلاجه داخل بلاده اليمن السعيد.. بلاد الحكمة والإيمان.. في مستشفى لديه إمكانيات لإجراء هكذا عملية جراحية، ليتعافى من مرضه ويعود إلى ممارسة حياته الطبيعية، دونما ألم.

فهل يا ترى سيحظى بلفتة إنسانية من ذي قلب رحيم، تنقذه مما هو فيه؟! نأمل ذلك!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى