الجيش اللبناني يشتبك مع متشددين في مخيم فلسطيني

> نهر البارد «الأيام» يارا بيومي :

>
الجيش اللبناني يشتبك مع متشددين
الجيش اللبناني يشتبك مع متشددين
اشتدت المعارك في مخيم للاجئين الفلسطينين في شمال لبنان أمس الإثنين وارتفع عدد القتلى خلال يومين من القتال بين الجيش اللبناني وجماعة متشددة الى 71 قتيلا.

وتصاعد الدخان في سماء مخيم نهر البارد الذي يأوي زهاء 40 الف فلسطيني بينما كانت الدبابات تدك مواقع تحصن فيها مقاتلو فتح الاسلام واطلقوا قذائف ونيران مدافع رشاشة على مواقع عسكرية بالمنطقة.

وخمد القتال في فترة بعد الظهر في محاولة للسماح لقوافل الاسعاف بدخول المخيم في شمال لبنان لكن الاشتباكات استؤنفت قبل ان تدخل مركبات الصليب الاحمر اللبناني.

والقى ابو سليم المتحدث باسم فتح الاسلام بالمسؤولية على الجيش في زيادة حدة العنف وهدد باشعال العنف في مناطق اخرى.

وقال في اتصال هاتفي مع رويترز "اذا استمر الامر كذلك لن نسكت وسوف ننقل اكيد المعركة خارج طرابلس (المدينة المجاورة)."

وقال ان الجماعة سقط لها خمسة قتلى وتسعة جرحى داخل المخيم منذ اندلاع القتال فجر أمس الأول. وقالت مصادر فلسطينية في نهر البارد ان القصف أمس ادى الى مقتل تسعة مدنيين وجرح 20.

ويعد هذه اسوأ اقتتال داخلي في لبنان منذ الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990. وتسببت المعارك التي دارت أمس الأول في المخيم وفي مدينة طرابلس القريبة في مقتل 27 جنديا و15 متشددا و15 مدنيا,وقال مصدر عسكري ان الجيش لم يتكبد اي خسائر أمس الإثنين.

وفتح الاسلام جماعة سنية ظهرت على الساحة أواخر العام الماضي. ولا يتجاوز عدد مقاتليها بضع مئات ولا تحظى بتأييد سياسي كبير في لبنان لكن يبدو أنها مسلحة تسليحا جيدا ومنظمة تنظيما جيدا.

نقل امرأة اصيبت في احدى الهجمات
نقل امرأة اصيبت في احدى الهجمات
وأظهر العنف مدى هشاشة الامن في لبنان المليء بالانقسامات السياسية والتوترات الطائفية منذ حرب اسرائيل وحزب الله العام الماضي في الجنوب وسلسلة من حوادث الاغتيال التي وقعت قبل وبعد انسحاب القوات السورية من لبنان في العام 2005.

واجتمع مجلس الوزراء الذي يعاني هو نفسه من أزمة سياسية طويلة لمناقشة الوضع في المخيمات الفلسطينية في لبنان أمس الإثنين.

وقال عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد محادثات مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان المخيمات التي يقطنها نحو 400 الف لاجيء لن تكون "عنوان تفجير ولا مخيمنا يكون هو الشرارة التي تنطلق منها حرب اهلية في البلد."

ويقول وزراء في الحكومة اللبنانية ان سوريا تستخدم فتح الاسلام لزعزعة الاستقرار في مسعى لعرقلة خطوات انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المشتبه بهم في مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005.

وشدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على ان بلاده تعارض فتح الاسلام وقال ان القوات السورية كانت تلاحقهم لاعتقال قادتهم.

وقال المعلم في محاضرة القاها في جامعة دمشق "وزارة الداخلية السورية منذ بضعة اسابيع عندما حدث تفجير في لبنان اصدرت بيان ووثائق عن قادة فتح الاسلام وكانت قواتنا حتى من خلال الانتربول تلاحقهم,هذا تنظيم مرفوض لا يخدم قضية الشعب الفلسطيني ولا يستهدف تحرير فلسطين."

ومن غير المسموح به ان يقتحم الجيش اللبناني مخيمات اللاجئين لمطاردة المسلحين تمشيا مع اتفاقية تعود الى عام 1969 مما خلف فراغا أمنيا ملأته فصائل فلسطينية,ولم تستجب هذه الفصائل لقرار أصدره مجلس الامن في العام 2004 ويطالب بنزع سلاح كل الميليشيات في لبنان.

وعبر جيران نهر البارد اللبنانيون عن تأييدهم لمحاولة الجيش السيطرة على المتشددين.

وقال احمد فروشي (55 عاما) وهو مزارع يعيش قرب المخيم "لم ننم في الليل.. اطفالنا مرعوبون.. لن نترك بيوتنا. لا نريد الا رحمة الله."

واضاف "المخيم يجب ان يحترم الدولة. انهم يدمرون لبنان زارعين فتنة وكله بسبب المحكمة وسوريا."

وكان قد صدر حكم غيابي بالاعدام على زعيم حركة فتح الاسلام شاكر العبسي في الأردن في قضية مقتل دبلوماسي امريكي عام 2002,وكان حكم مماثل قد صدر على قائد القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي في نفس القضية وذلك قبل مقتله.

وكان العبسي وهو فلسطيني في الخمسينات من عمره قد سجن في سوريا وغادرها الى لبنان بعد اطلاق سراحه العام الماضي.

وأنشأ مسلحون فلسطينيون قواعد في لبنان في اواخر الستينات وشاركوا في الحرب الاهلية التي اندلعت في العام 1975.

(شارك في التغطية مكتب بيروت) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى