> تعج سماء الوطن بمفارقات عدة.. وأحداث يشيب لها الرأس وتذهل منها الأبصار .. باتت اليمن على مفترقات الطرق.. تتقاذفها الأكف السياسية، والاقتصادية.. وأخرى لا ندري إلى أي منها تنتمي.. حالنا اليوم أصبح كغريق يبحث عن طوق النجاة بين عباب البحر..وزمهرير العواصف.. نصرخ ونصرخ ولكن صرخاتنا لم تتعد شفاهنا.. اكفهرت سماؤنا.. وتلبدت بالغيوم.. تنذر غيماتها بهطول قرارات عاتية.. تجتث في طريقها كل شيء.. تصاحبها رياح (سعرية) تهب من أروقة المباني السامقة.. والتي ستكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير.. اليوم نحن حديث الشوارع العربية والأجنبية.. بعد كل المتغيرات والأحداث التي تشهدها البلاد.. متغيرات ظن صائغوها أنها تصب في مصلحتنا بينما هي لا تمت للمصلحة العامة بصلة.. الساسة الكرام يستبيحون كرامة الغلابى.. ويستنزفون إمكانياتهم المحدودة.. يئن هؤلاء ويتألمون ولكن لمن يشكون؟ وليس ببعيد عنا حال الغلابى الذين تنضح من أجسادهم روائح القهر والألم.

هذا هو حالنا .. مفارقات.. تناقضات.. وأشياء فاقت حدود العقل.. وحال مهدود.. وحيل مكدود.. وآهات تجترها الأعماق.. وتستنزف بقايا الأرواح التي لا يزال فيها شيء من الأمل.