> طرابلس «الأيام» يارا بيومي :

جانب من الدمار التي لحق بالشارع العام
جانب من الدمار التي لحق بالشارع العام
كان كثير من اللبنانيين يأملون في ان تعينهم اشهر الصيف القادمة على محو الذكريات الأليمة لحرب الصيف الماضي بين حزب الله واسرائيل ولكن اشتباكات اليومين الاخيرين في شمال لبنان احيت من جديد ذكريات اكثر ايلاما هذه المرة وهي ذكريات الحرب الاهلية.

وقال مصطفى غرة (21 عاما) في مدينة طرابلس الشمالية حيث اشتبك الجيش مع مسلحين متشددين يوم أمس الأول "هذه اسوأ من حرب العام الماضي لاننا كنا نعرف من هو العدو الان لا نعرف من هو العدو."

وقتل 71 شخصا على الاقل من ضمنهم 24 مدنيا خلال يومين من القتال بين الجيش ومتشددين من جماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد وفي مدينة طرابلس وهي اسوا اشتباكات داخلية منذ الحرب الاهلية في لبنان التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.

وقال اسعد طالب 48 عاما وهو مدرس كان يملأ سيارته بالوقود على طريق يقود الى المخيم حيث يشتبك مقاتلو فتح الاسلام مع جنود الجيش اللبناني "انا لست خائفا فقط انا مصدوم. هذه بداية لحرب اهلية ثانية."

واضاف "التاريخ يعيد نفسه اظن باننا نتجه نحو الهلاك."

احد القتلى من الجيش اللبناني
احد القتلى من الجيش اللبناني
وقصفت دبابات الجيش المخيم الساحلي ورشقت المنظمة السنية الجنود بالنيران. ومن المعروف ان فتح الاسلام تضم مسلحين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين.

وتجمع عدد من المواطنين في متجر قريب لمشاهدة الاشتباكات في المخيم الذي يضم نحو 40 الف لاجيء.

وقال عيسى الغزاوي (18 عاما) الذي كان من بين عشرات اللبنانيين الذين كانوا يشاهدون الدخان الاسود المتصاعد من بين الابنية المكتظة على ساحل البحر المتوسط "قلبي يقول لي ان لا اخاف اذا اعطاني الجيش سلاحا سوف اقاتل ايضا."

وفي طرابلس وهي ثاني اكبر مدينة في لبنان وتبعد حوالي عشر دقائق عن المخيم غامر اللبنانيون بالنزول الى الشوارع وهم يحاولون استيعاب مناظر الزجاج المهشم والبيوت التي تناثرت على واجهاتها ثقوب الاعيرة النارية خلال اشتباكات أمس الأول التي قام خلالها الجيش بمهاجمة ابنية كان مسلحون يتحصنون بها.

وقد سيطرت على المدنية المعروفة بمينائها الحافل بالنشاط ومنتجعاتها الساحلية القريبة حالة من عدم الارتياح بسبب الحواجز الامنية التي وضعها الجيش الذي يقوم بتفتيش السيارات والمارة وتتمركز دباباته على جوانب الطرق.

وقالت فاطمة حمود (28 عاما) وهي موظفة في طرابلس "السنة الماضية كنا خائفين ولكنها كانت حربا اسهل لاننا كنا نحارب عدوا معروفا لكن اذا اشتعلت الحرب هنا فان ذلك يعني ان الجيش يقاتل اناسا من ارضه."

ووصف محمد علي وهو محام من طرابلس الاشتباكات الاخيرة بانها حزن وكآبة وخوف من المستقبل.

وقال "هذا القتال سوف يجرنا الى كوارث. الحرب الاخيرة كانت دفاعا عن النفس اما هذا فهو فقط قتال مع بعضنا البعض." رويترز