الشتم للعلويين لكن هل نصدق؟!

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
ليست هذه مفاجأة سقطت بيننا، قالوا: «ما ينط عود إلا من حصاة» من رمى بالحصاة باتجاه حضرموت والمدرسة الصوفية الحضرمية والعدنية والجنوبية كاملة، ومن قبلها لاحق السياسيين الحضارم؟ ثم من قاطع ثقافة حضرموت وعزلها وقرر تجفيف منابعها لأكثر من أربعة اعوام؟! أليس هؤلاء أنتم؟ وبنفس التوجه الذي يبدأ من نقطة صغيرة تستهدف حالة كبيرة وشرائح فاعلة وتاريخية في الحياة الحضرمية والعربية والفكرية والانسانية، فالهجوم هو الهجوم والمقصد مبين من لحظة النطق وشراسته على الكل في هذه المنطقة وما يتبعها وكل ثقافة اتجاهاتها الدينية الممتدة من حضرموت ويافع والوهط والمحفد وبيحان والمهرة وحتى الراهدة، وحضارم الشمال والسواحل الطويلة إلى ما جاورها في شرق افريقيا ثم جنوب ووسط الهند إلى الارخبيل الأندونيسي والفلبيني وما بعده، فهنا يتضح القصد من الهجوم على حضرموت بأن العلويين الأفاضل هم ربائب الرافضة، ما الذي استدعى هذا؟ ولوح به ثم سكبه في كأس اللقاء الديني وقصد به دون خلق الله السادة العلويين الحضارم فقط.

ربما كان المطلوب موقفا أبعد مما قدمه هؤلاء العلويون الحضارم وسادة هذه المنطقة وتاريخهم النبيل (برغم التحفظ هنا وهناك)، نعم دخان المكان الصاعد يفند بكل وضوح هذا المعنى البليغ، البيان السياسي لم يلبّ الطلب ولم يكن أصلا من العلويين، لأنهم ليسوا طرفا ما لم يكونوا شهودا أو مطلعين على الأمر، وهذا ليس شأننا هنا، من أرادوا رأيه لم يقله وفضل السكوت ومثله فعل آخرون في أزمان مختلفة، فالتأنيب والتأديب هو على فواتير متأخرة لمواقف قديمة في صراعات الجنوب ما قبل 22 مايو 1990م، وذكرني هذا ما قاله الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل حينما شنت عليه صحف السلطة الرسمية في مصر حملة واتهمته بأنه ناكر جميل للرئيس المصري الحالي، الذي أخرجه من سجن السادات، فرد بقوة، كانت قوة عاصفة عصفت بنا جميعا، أنت (ويقصد الرئيس الحالي) خرجت منها رئيساً وأنا خرجت منها من السجن، ليس لأحد فضل لأحد في نتائج الصراعات ورياح السياسة.

وفي كل العواصف التي هدرت، ضربت حضرموت بقواها السياسية والروحية والثقافية ولاحقا المالية، كل السياسيين الحضارم والجنوب سابقا خارج الحدود أو معزول في الداخل، خيانة علي سالم البيض وأبوبكر بن حسينون وحيدر العطاس وصالح منصر السييلي ومن قبلهم من سبق إلى السجون مثل خالد عبدالعزيز وصالح تومة والإعدام مثل سالم الكندي ورفاقه وآخر المغضوب عليهم فيصل بن شملان الوزير التليد ومرشح الرئاسة الأخير، هي قصة لمدرسة حضرمية بدأها السيد حسين المحضار العلوي الوزير في ثلاثينات القرن الماضي، وآل بافضل الكرام في الهند وآل السقاف ومولى عينات الشيخ سالم بن الشيخ أبوبكر العلوي ومدارسه الواسعة، وصولا إلى رجال العصر الحديث من أبناء العلويين في قوام العمل السياسي والثقافي والمالي، داخل حضرموت وعدن وجنوب أفريقيا والسنغال والجزائر إلى صنعاء والحديدة ودارفور.

ما الذي استدعى كل هذا الشتم! وهل لزام على هؤلاء العلويين الطاعة، كل الناس نطقت بالصدق، فمن يطلب الكذب بديلا للصدق؟ حتما ليس السادة الكرام العلويين، ونذكر من التاريخ أنه جرى مثل هذا إذ اتهم الحضارم أن معتقداتهم تتصف بالجبرية والحلولية والأشعرية والإيمان ببعض الخرافات حينما زار رسول الإمام المؤيد بالله رحمه الله الشيخ صلاح بن مقنع الأسعدي الذي أرسله الإمام إلى السطان عبدالله بن عمر الكثيري سنة (1041هـ -1631م) وزار عينات أيام المنصب السيد حسين بن أبوبكر بن سالم وشاهد عند قبره نحو أربعمائة نفر من قبائل يافع يصيحون يا حبيب، وليس القصد هنا محدود أبدا، وإنما للاستذكار وللباحثين أيضا، ومع هذا قالوا ونحن لسنا متحفظين هنا، فالصوفية التي تشتم اليوم بجزئها الحضرمي فقط، هي ذات نزعة ديمقراطية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى