لماذا أصبحت حياتنا اليوم كالغجر؟

> محمد علي الرياشي:

>
محمد علي الرياشي
محمد علي الرياشي
يعرف عن الغجر أنهم شعب بلا وطن والبعض يرى أن الهند هي موطنهم الأصلي وتجدهم أقليات في كثير من شعوب العالم التي يعيشون فيها ويعانون الكثير من الصعوبات في حياتهم، لأن تلك الشعوب تقلل من شأنهم وكأنهم شعب غير مرغوب فيه ولذا فإن السلطات والشعوب لا تسمح لهم أن يندمجوا معها، وأن تكون لهم حياة كريمة أو مواطنة متساوية أو تمثيل في السلطة، ولهذا فإنك تجدهم يعيشون في أطراف المدن وفي أكواخ صغيرة أو منازل تصعب الحياة فيها لانعدام أقل مقومات الحياة أو الخدمات.

فتجد الغجر لا يتلقون التعليم ولا توفر لهم الخدمات الصحية أو فرص العمل، بل تجدهم يمارسون بعض المهن والأعمال ولهم عاداتهم وتقاليدهم توارثوها عن آبائهم وأجدادهم.

فمنهم من يمارس الحدادة أو بيع الخردة أو مهنة العزف والغناء وإحياء الحفلات، وهذه المهن تعتبر مصدر دخل لهم في حياتهم اليومية، ومنهم من لا عمل له ولا مهنة بل تجدهم يأكلون من النفايات أو يتسولون في الطرقات وقد يضطر البعض إلى السرقة لكي تستمر حياتهم أسوة بالآخرين.

ولهذا فإن الحياة علمت الغجر أن يعملوا ليومهم فقط ولا يفكروا في الغد أو المستقبل. ولأن عالمنا اليوم أصبح قرية واحدة كما يقولون فقد وصلت حياة الغجر ومعاناتهم بسرعة إلى جزء كبير من الأسر اليمنية التي أصبحت اليوم في أدنى مستويات الفقر وهم يعيشون في وطنهم الأم وليسوا أقليات فتجدهم لا يستطيعون تعليم أبنائهم ولا الحصول على عمل لهم ولم يجد البعض منهم سكناً يأويهم سوى الأكواخ ومنهم من يبحث في النفايات عما يعيشون منه، ولهذا فإنهم يعانون الكثير من الذل والإهانات في وطنهم وصابرون على ظلم المجتمع لهم.

ومن هنا فإنك تجد تشابهاً بين حياة الغجر في شعوب العالم والفقراء في اليمن فتجد أن لهم من يمثلهم في السلطة ولهم حقوق وواجبات منصوصة في الدساتير إلا أنها لا تعطي لهم معظم حقوقهم، وبرغم تلك الحياة وظروفها الصعبة وعدم المساواة في الشعوب لتلك الأقليات إلا أنك تجد الغجر متمسكين بالحياة رغم صعوبتها ومذلتها لهم، وذلك من خلال ما يعكسونه في حياتهم وفي عزفهم للموسيقى والغناء وجعلوا من الحياة بالنسبة لهم حياة مليئة بالأمل ولا يأس فيها.. وذلك عكس حياة الفقراء في اليمن لأنهم قد يئسوا من حياتهم وفقدوا الأمل في حياة كريمة لهم ولأولادهم إلا أنك تجد الغجر في العالم مازلوا يحلمون بدولة لهم ذات سيادة تجمع شتاتهم في العالم . ومازال فقراء اليمن أيضاً يحلمون بحكومة قوية وفاعلة تحد من معاناتهم وفقرهم وتوفر لهم حياة كريمة ومستقبلا أفضل لأولادهم .

إلا أننا نجد أن هذه الأحلام صعبة التحقيق لأنها أصبحت من أحلام اليقظة، ولأننا أصبحنا نعيش في زمن وعالم لا يستطيع العيش فيه إلا الأقوياء ولا حياة فية للضعفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى