حسرة بصمت

> عبدالقادر باراس:

>
عبدالقادر باراس
عبدالقادر باراس
استوقفتني عبارة : «مرت لحظات صمت .. ثم سألت : ما هي دروس الحياة التي على البشر ان يتعلموها ؟.. فأجابني الصمت: ليتعلموا أنهم لا يستطيعون جعل أحد يحبهم، كل ما يستطيعون فعله هو جعل أنفسهم محبوبين» . تلك العبارة لو تمعنا بتفاصيلها سيكون نتاجها التداخل في ضوء علاقتنا بالصمت في شتى صور معترك واقع حياتنا من مواقف وأخبار اعتدنا قراءتها ومشاهدتها منها البرتكولية في جميع مناسباتنا، وفي متابعة أخبار الموت والدمار من هناك، وبين ما نقوم به من جهد لأجل العيش بأمان في ظل دوامة صراعنا مع الزمن خشية أن لا تتراكم في دواخلنا إشـارات وبـواعث لـحـالات المـوت الظاهري .

ولمشاعر صمتنا دلالات ومعان منطوقة في أبصارنا حتى وإن لم نستطع البوح بها تجعلنا حائرين، فنحتاج لمبادلتها مع من حولنا كأفضل جواب لبعض الأسئلة، ومنا من يعتبره شعورا بالغيظ، إلا أن ثماره تولد الاحترام، وأحيانا يفي بالغرض في إيصال رسائلنا للغير .

إن الحلم والذكريات والكتابة بسطور تملؤها الحسرة بصمت أمست في حسابات ماضينا منساقة إلى النسيان، بعد أن وعينا من تلك الشعارات الثورية والوطنية التي أثخنت كاهلنا من حمل بيارقها ومشاعلها، ومازالت ترافقنا، بعد أن فقدنا تحقيق حلم بسيط كنا قد رسمناه في أجندة أعمارنا، وبمجرد أن فتحنا أعيننا فجاة كانت سذاجتنا هي المنتصرة بما لامسناه من تضليل وخداع مصحوب بخيبات أمل قاتلة لتلك الشعارات التي أضاعتنا، ولم نعد نرى منها غير واقع يسوده التمويه وحالات التردي باندفاع بدلا من أن نؤمن لحياتنا توفير رغيف وحليب ودواء ما يكفي لعزتنا في أدنى مستويات البقاء، إلا أن هناك صعوبة يكتنفها الألم بحزن ، بعد أن دفعنا ثمن رواسب ماضينا بكل مساوئه تحسرا على فقداننا بزوغ شمس تضيء طريق شراع سفينتنا .

لنعود أنفسنا على النسيان بكتمان حسرتنا لنعيش كالأطفال، من حيث كنا نحلم بأرض مشرقة يسودها العدل والإنصاف وغرسها بقواعد وضوابط محتكمة دون تفضيل عن سوانا .

ولنتعلم من حبيبنا المصطفى أن علامة من دلالات الإيمان لمن لم يجد خيرا يقوله.. فليصمت .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى