الشاعر عبداللاه الضباعي صعد المنبر مبكراً

> «الأيام» عمر محمد بن حليس:

> من الأقوال المشهورة:(أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً) القارئ الكريم لصحيفة «الأيام»، قد تسأل وهذا من حقك، لماذا استهللت مقالتي المتواضعة بهذه الحكمة؟

والجواب هو لأنني تأخرت عن الكتابة أو الإفضـاء بشيء يسير مما تختزنه الذاكرة عن شاعر شعبي استطاع أن يسطر اسمه على صفحات الصحف وجنبات المنتديات وبأسماء وعناوين يستحقها وأكثر، إنه الشاعر والقاص (عبداللاه بن سالم ضباعي اليافعي).

وقد ارتأيت أن من واجبي القول وبأمانة إن أبا سالم قد اكتسب فحولة الشعر منذ صغره، إذ استطاع أن يفرض لنفسه مكاناً ويزاحم الآخرين (باقتدار) ليعتلي منبر (جامع الهجر) فيؤذن في الناس للصلوات ليأتوا للجامع من كل فج عميق.

فلفت إليه الأنظار وربت على كتفيه الصغار قبل الكبار، مباركين له خطواته الجريئة، وذلك في تقديري هو الذي أكسبه مزيدا من الثقة في نفسه- وطبعاً الثقة في النفس أحد مفاتيح النجاح لأي إنسان.

جمعتنا بأبي سالم سنوات الطفولة البريئة التي لا تمحوها عوامل الزمن وتقلباته في مسقط الرأس (هجر لبعوس)، جمعنا حبيل بن حيدرة وحبيل قلحة وحبيل الهجر وجامعها المشهور.

في هجر لبعوس وفي مدرستها القديمة- مدرسة الإصلاح سابقاً (أسماء بنت أبي بكر حالياً) أكملنا السنين الأربع من المرحلة الابتدائية فتفرقت بعدها بنا السبل وذهب كل إلى غاياته لمواصلة مشوار الحياة وفق الأهداف المرسومة والظروف المتاحة.

إلا أن أقدار رب العالمين شاءت وتهيأت لنا اللحظات مجدداً بعد أن بلغ كل منا مبلغه من العلم والوظيفة والحالة الاجتماعية، في لقاءاتنا تلك التي كانت تضمها شقة (الضباعي) في قلب كريتر كنا لفيفاً من الأصحاب من ذوي الاهتمامات الصحافية والأدبية نتناقش ونتحاور ونتذكر سني ماضينا الجميل وكان أخي الأكبر صالح حليس (أبو علي) عافاه الله وأمده بمزيد من الصحة، أكثر تأثيراً علي للذهاب بمعيته لنستمع لشعر (الضباعي)، بل هو من حفزني ومازال لمزيد من القراءة والكتابة، فله فضل كبير بعد ربنا سبحانه وتعالى في الكتابة والنشر.

أخيراً وهذا بيت القصيد أهداني أخي (عبداللاه) إنتاجه الأخير (حالات) الذي يحوي العديد من القصائد البديعة الرائعة بأرقى المعاني وأعمقها وبمنتهى السلاسة في الأفكار.. في (حالات) استطاع شاعرنا القدير (الضباعي) أن ينقلنا من فضاء إلى فضاء بدقة متناهية وواقعية لا غبار عليها، فكان الترتيب في قمة الجمال ورفعة الإبداع.

والحقيقة أن من يقع بين يديه هذا الإنتاج سيجد المتعة وهو يتابع قراءته متدبراً مفرداته البسيطة، وبلغة غير معقدة تمنح القارئ مزيدا من المعرفة والتأمل فيما يكتبه (أبو سالم) الذي يرى أن الشعر يعتبر الملاذ الممكن والمفتوح أمام عصافير الحلم الإنساني لتحلق في سماوات فسيحة.

باختصار يمكن القول إن نجم (الضباعي) يزداد لمعاناً مع كل إنتاج له.. وما نتاجاته الشعرية والقصصية التي يتحفنا بها بين الحين والآخر عبر صحيفتنا «الأيام» إلا خير شاهد فهي توحي بمبتكراته للحس التي تنطلق من مكنوناته الروحية، الوجدانية، والعاطفية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى