البابا يتراجع عن قرار له بشأن مجلس للحوار مع الأديان

> الفاتيكان «الأيام» فيليب بوليلا :

>
في تحول مفاجئ سيعيد البابا بنديكت السلطة والمكانة إلى الإدارة التي تتولى الإشراف على الحوار مع الإسلام في الفاتيكان بعد عام من قيامه بخفض مرتبتها في قرار أثار جدلا.

وتأتي خطوة إعادة الإدارة المذكورة إلى سابق مكانتها العالية في وقت ما زال الحوار بين الكاثوليك والمسلمين يعاني فيه من الآثار السلبية لخطاب بنديكت في سبتمبر أيلول الماضي والذي بدا أنه يساوي فيها بين الإسلام والعنف.

وأشاد مسؤولون كاثوليك ومسلمون أمس الإثنين بالقرار ووصفوه بانه خطوة إيجابية قد تؤدي لتحسن العلاقات.

وقال الكردينال تارسيسيو بيرتوني في مقابلة مطلع الأسبوع مع صحيفة لاستامبا إن المجلس البابوي للحوار بين الأديان سيصبح مجددا "إدارة مستقلة".

وكان بنديكت قد خفض درجة المجلس في مارس آذار 2006 من خلال وضعه تحت رئاسة مشتركة مع وزارة الثقافة في الفاتيكان وإعفاء رئيسه كبير الأساقفة مايكل فيتزجيرالد -وهو بريطاني- من الخدمة.

وقال مسؤول مسلم رفيع المستوى شارك طويلا في حوار الأديان "سيكون هذا شيئا إيجابيا جدا للمسلمين."

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المسلمين فسروا دمج الإدارة مع وزارة الثقافة في الفاتيكان على أنه مؤشر على أن بنديكت يريد تركيز نشاط الحوار بين الأديان على العلاقات مع الكنائس المسيحية الأخرى.

وقال القس توم ريس من مركز وودستو للدراسات اللاهوتية بجامعة جورجتاون "اعتقد انها فكرة رائعة".

وفي فرنسا حيث تعيش اكبر جالية مسلمة في أوروبا قال القس المسؤول عن العلاقات مع الإسلام إن التغيير سيساعده في مناقشاته ومناظراته مع المسلمين.

وقال القس كريستوف روكو "هذه علامة للمسلمين وأصحاب العقائد الأخرى بأن سياسات البابا (الراحل) يوحنا بولس ستستمر" مشيرا إلى أن المسلمين كانوا يحترمون البابا الراحل بولندي الأصل بسبب انفتاحه على العقائد الأخرى بشكل لاسابق له.

وقالت مصادر من الفاتيكان أمس الإثنين إن تصريحات بيرتوني تعني أن الإدارة ستستعيد رئيسها قريبا مرة أخرى.

وفي خطابه الذي ألقاه في سبتمبر في ريجنسبرج بألمانيا نقل البابا عن إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر قوله إن الإسلام لم يجلب على العالم إلا الشر وإنه انتشر بالسيف وإن هذا أسلوب غير عقلاني ويتنافى مع صفات الرب.

وفي وقت لاحق أبدى البابا أسفه عن أي سوء فهم سببته كلماته بين المسلمين بعد احتجاجات شملت هجمات على كنائس في الشرق الأوسط ومقتل راهبة في الصومال.

ولكن حتى الوقت الراهن وبعد مرور كل هذه الفترة ما زال لخطاب ريجنسبرج انعكاساته على الحوار الكاثوليكي الإسلامي.

وعندما التقى الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بالبابا في الرابع من مايو أيار قال الجراح بين المسيحيين والمسلمين ستظل "عميقة جدا" بسبب خطاب ريجنسبرج.

وعبر المسؤول المسلم عن أمله في إعادة تعيين فيتزجيرالد لرئاسة المجلس.

واعتبر بعض المراقبين موضوع ريجنسبرج نتيجة مباشرة لقيام البابا بخفض مرتبة مكتب الحوار مع المسلمين وإعفاء فيتزجيرالد على أساس أن الفاتيكان بعدها لم يعد لديه خبير عالمي في الشؤون الإسلامية ليسدي النصح للبابا.

وأبلغ ريس رويترز "كل ما آمله أن يختاروا الرجل المناسب. الحوار بين الأديان في القرن الواحد والعشرين أمر مهم للغاية وأن يكون هناك خبراء يقدمون المشورة للبابا حتى لا نمنى بذلك النوع من الكوارث كالتي حدثت في ريجنسبرج."

(شارك في التغطية توم هينيجان) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى